أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - فتحي البريشي















المزيد.....

فتحي البريشي


بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 7434 - 2022 / 11 / 16 - 20:49
المحور: الادب والفن
    


فتحي البريشي وذاكرة الثورة
رأئع أن تتم تربية وعينا ووجداننا علي حب مصر حبا صوفيا حتي الفناء فيكون بذلك العطاء علي قدر مخزون الإبتداء خاصة فيمن أبتلي بعشق الكلمة وقدرتها علي استبطان الكلمات وتحويلها لكائن حي كنوع من التعويض عن قبح الواقع ، فمابالك إذا تحقق الحلم في 25يناير 2011 ، وهنا الرهان ان تتحقق الومضة التي تربت مع روعة الحلم للشاعر فتحي البريشي الذي حمل نقاء الريف داخله واراد ان يكون الطهر محفزه للأداء في الواقع المعاش ، خاصة وأنه قد نال شرف المشاركة في تلك الثورة المجيدة ، زمن هنا تحولت الثقافة بتعريفها الحقيقي لواقع معاش وهو أن الثقافة أسلوب حياة مجتمع .
البداية هنا ولكن ما أصعب أن تنقض غزلك أنكاثا من بعد قوة وهنا قسوة الموت المعنوي للقيم الجميلة التي تجسدت يوما علي مدي البصر والسمع والنموذج ثم نصبح مطالبين بعدم شرعنة ذلك الحلم والواقع الملموس الذي اعتبرناه ميلاد وخلق جديد لنا ، لنمارس بأنفسنا نقض الحلم تحت شعار المواءمة الإجتماعية .
هنا يظهر أولي العزم من الشعراء حيث كلنا في حب الوطن سواء ولكننا لن نهدم البناء ، وليس كل من إمتلك بناءا جديدا فهو علي العداء ، هنا مفهوم العقل الجمعي الذي يحدد الأولويات ثم يعمل كل فصيل بأدواته الفنية علي رسم مجسم لتفاصيل تلك الاولويات ، هنا تبرز روعة وقيمة صرخة فتحي البريشي :
هى ثورة
ثورة جدا .. ثورة خالص
أيوة ثورة ..
و اللى ح يشكك فى قدرة شعب
مل من القرف و الذل
تبقى دماغهِ ..
( عورة )
هى ثورة
لما كل الخلق فى الميادين
فى كل مدينة مصرية
ما تهزمهاش مناورة .. و ..
ميت مناورة
تبقى إيه ..؟ ..
لما تخرج م الحناجر شمس
تنشر نورها .. براكين ..
تحرق الخوف اللى عشش عمر
فى شعو بنا المجاورة
تبقى إيه
من هنا تكون القيمة الفعلية لشعر فتحي البريشي حيث لغته الفنية نجحت في طرح الاسئلة الوجودية التي يعانيها مع طوفان الادبيات التي تبث يوميا حول شيطنة تلك الثورة المجيدة ، وذلك من خلال البعد التقريري في لغته والتي بدء بها المقطع وهنا توظيف دلالي للضمير كنوع من رد الفعل التلقائي الأقرب لإصدار الأحكام القطعية ثم يبرر ذلك الحكم من خلال استدعاء أقوي الكلمات ذات الصيغة المتعدية الفعل للأخر مثل " تنشر - تحرق " مع ابراز حيثيات الحكم من خلال شرعية الثورة من تراكم تراث الحزن والقرف والذل ، ثم يرتقي فتحي البريشى بتوظيف بلاغي راق ومدين لكل من أساء لتلك الثورة ، من خلال الاجابة علي تساؤل ثم طرح تساؤل بعد عدد من الجمل التقريرية واضحة الدلالة ثم ترك التساؤل بلا إجابة .
هنا مهارة شاعر في تصوير حدث مادي ساهم في صنعه ولكنم ذلك الحدث اكتسب صفة التاريخية الاجتماعية ، حتي ولو أراد البعض نزع الشرعية السياسية عنه من خلال إدماجه بحدث أخر ثم مواراته التراب بفعل النسيان ، وهنا الوظيفة الخالدة للشعر كما أم أمل دنقل في مرحلة ما القصيدة السياسية مقتديا بأستاذه الدكتور محمد زكي العشماوي بديوانه الصرخة الذي أطلقه عام 1956 ، ليأتي جيل جديد يبدع القصيدة السياسية بمعناها الجماهيري القادر علي تحفيز الشاعر ليكون مكرسا لجهد حسانين السيد وإمام الصفطاوي كممثلان حقيقيان للشعر المصري في مرحلة التحول القهري للمجتمع المصري في سبعينيات القرن الماضي . واللذين لم يطبع شعرهما كقصائد سياسية مباشرة حتي الأن .
الذات والموضوع في ابداع فتحي البريشي
تبرز القيمة الرئيسية لفتحي البريشي في توافق الحدث الابرز في تاريخ مصر متوافقا مع طبيعته الذاتية كمعلم في زمن ضعفت فيه القيمة التي تربي عليها خاصة مع طهر الواقع الريفي الذي نما فيه فكان عقله مخزن للأسئلة القلقة الواردة لعقله يوميا من خلال تلاميذه الذين يقتدون به كمثال وبذلك صار في سلوكه يتحري النمذجة في سلوكه ليعاني من مشكلة هاملت الوجودية "أكون كما أحلم وأردد حتي صار مأردد جزء رئيسي من قناعاتي ، أو أكون كما يريد الأخرين تحت شعار ضرورة المواءمة الاجتماعية " علاوة علي ملاحقته للواقع كمعبر رئيسي عن جيل تحمل المسئولية في وقت سيطر العقل الجمعي علي سلوك الأفراد ثم يأتي عليه زمان تخضع فيه مركبات العقل الجمعي للصياغة المشتتة من خلال حملات العلاقات العامة التي تقودها وسائل الاعلام المملوكة لجماعات المصالح المتسربلة بشعارات الدولة وتقوض فيها خفية ، فكان من الطبيعي أن يأتي خطابها براجماتيا وفق نمط القوة السائد .
وبالتالي جاءت الثورة التي ثبتت يقينه التاريخي المتكون بحكم ميلاده لطائفة الفلاح الفصيح ذلك المثقف العضوي عبر التاريخ والذي لم نخلد سوي بلاغته وليس دوره التنويري وقتذاك .
مصر
فدان قمح
مزروع فى الميدان
يا ولادها ياللا استيقظوا
م النجمة
من قبل الأدان
نحصدها .. و نغربلها .. و ننقيها ..
م الدحريج .. و م الطين
و الديدان.
هنا تداخلت البيئات بكل دلالاتها التعبيرية والتي نجحت أجواء 25يناير في سبكها لتكون حجة علينا ،وليس عذرا لنا ، لتأتي تلك الثورة لتكون جبرا لذلك الكسر الذي عاناه جيل فتحي البريشي الذي أحببناه لأنه عبر عن جيلنا الذي لاذ بثورة 25 يناير كحلم وظل شجرة أظلنا برهة من الزمن ثم جاء غمام اراد قتل فرحتنا ، ولكن شاعر بحجم فتحي البريشي أوقد نارا من ذاته الشاعرة التي رفضت مهما الاستسلام لأجواء شيطنة الثورة تحت شعار المواءمة الاجتماعية تمهيدا للإنضواء تحت رعاية الواقع الجديد ، إلا أنه اراد ان يتشبث بكتلة الطين التي صنعت وجدانه وشكلت روحه فظل في أحضان ريفه الجميل كما فعل عمنا الشهاوي من قبل ، وذلك لأن الطين ابقي وأحفظ من السحب التي تتناوبها الريح .
تبقي قيمة فتحي البريشي الحقيقية في كونه مثقف حقيقي كان شعره سلاحه في غزل منظومة عشقه لمصر ليكون موجة في نهر العطاء .
كل ماسبق لمحة وتأثير لقاء واحد جمعني به في صالون ممدوح عبدالهادي بأبوصوير بالأسماعيلية ، ولكنه لقاء مس شغاف الروح ، فالحقيقيون المحبون دراويش مصر لايموتون الا إذا ماتت مص ودون ذلك أرواحنا .
بهاء الصالي
ناقد أدبي ورئيس نادي أدب أبو حماد ومحاضر مركزي بالهيئة العامة لقصور الثقافة



#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصيدة السياسية عند فتحي البريشي
- الشعر والتاريخ
- نداء طارق
- الجبرتي مثقف عضوي
- القصيدة السياسية
- الشعر بين التجربة والتوظيف
- يونس القاضي
- الشعر المصري الحديث : دراسة حالة
- أدب المرأة في مصر : دراسة حالة
- الرواية والواقع : دراسة حالة
- الصالونات الثقافية - مراكز تفكير
- وهم الحرية
- كارم عزيز وعرق الجدران
- لبنان العلماني يعود


المزيد.....




- احتلال فلسطين بمنظور -الزمن الطويل-.. عدنان منصر: صمود المقا ...
- ما سبب إدمان البعض مشاهدة أفلام الرعب والإثارة؟.. ومن هم الم ...
- بعد 7 سنوات من عرض الجزء الأخير.. -فضائي- يعود بفيلم -رومولو ...
- -الملحد- يثير الجدل في مصر ومنتج الفيلم يؤكد عرضه بنهاية الش ...
- رسميًا إلغاء مواد بالثانوية العامة النظام الجديد 2024-2025 . ...
- مسرح -ماريينسكي- في بطرسبورغ يستضيف -أصداء بلاد فارس-
- “الجامعات العراقية” معدلات القبول 2024 في العراق العلمي والأ ...
- 175 مدرس لتدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية
- عبر استهداف 6 آلاف موقع أثري.. هكذا تخطط إسرائيل لسلب الفلسط ...
- -المُلحد-.. إبراهيم عيسى: الفيلم هو الدولة المدنية التي نداف ...


المزيد.....

- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد
- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس
- ترجمة مختارات من ديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي بودلير / ياسر يونس
- زهور من بساتين الشِّعر الفرنسي / ياسر يونس
- رسالةإ لى امرأة / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - فتحي البريشي