|
متاهة الحياة
فاتن ناظر
الحوار المتمدن-العدد: 7433 - 2022 / 11 / 15 - 09:21
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
《قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً》 الآية ١٠٣ ، ١٠٤ من سورة الكهف
إن الخسارة ليست دائماً خسارة مادية ، وإنما الخُسران الحقيقي يأتي من إختياراتنا المتعددة الغير صائبة لكافة مناحي الحياة . ألا وهي ........
- فهل نحن نمارس طقوسنا الدينية عن حب وطاعة بوعي وإداراك وتدبر ، أم أن ديننا دين مكتسب موروث لأن هذا ما وجدنا عليه آباءنا ، وبذلك تتحول لدينا الطاعة من عبادة إلى عادة ، يتوقف عندها أي دور أو عمل للعقل الذي حبا الله عز وجل به عباده ، فتتشابه الطقوس والممارسات والأداء بلا نور إلهي يوقد في الأفئدة نتيجة صفاء الروح وتطهُرها بوجدها بربها ؟؟؟
- هل مستوياتنا العلمية لدينا ثقافية ومعرفية أم أنها تلقينية تقليدية ؟ فهل اكتسبنا من المناهج الدراسية معلومات ومعارف أم كانت مجرد اجتياز سنوات وعبور مراحل ليس للحصول إلا على مؤهل دراسي فقط ؟؟
- هل الزواج لدينا يعتمد على حُسن الإختيار أم اعتباطاً بلا روّية ؟؟؟؟ فهل يتم اختيار الزواج بفتاة طبقاً لما جاء به النص القرآني " فجاءته إحداهما تمشي على استحياء " . أم هل يتم اختيار الزوج طبقاً لما جاء به النص القرآني " يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين " . هل عماد الحياة الزوجية المشاركة والمساندة بين الزوجين كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " فالرجل والمرأة مشتركان في رعاية تلك الأسرة التي يربطها رباط مقدس من المودة والرحمة والتعاون ؟؟؟ فهل ما زالت المرأة تستحق أن تكون زوجة وأماً وصديقة وحبيبة وحانية وداعمة لنصرة زوجها في رحلة الحياة الشاقة ، أم أنها تحولت إلى خزانة نقود . والرجل ..... هل مازال زوجاً وأباً وصديقاً وسنداً وظهيراً وعضداً لشد أزر زوجته أم أنه اكتفى لنفسه دور الذكر الجالب لنقود لتلك الخزانة ؟؟؟
- هل ننجب أطفالاً لكي نحسن تربيتهم ، أم ننجب لأن الإنجاب عرف إجتماعي من أساسيات الزواج ، فهل نحن نجعل من ابناءنا استثماراً لمستقبلنا ونجعلهم ورثة الأخلاق القويمة والسلوكيات السليمة والتعاليم الدينية الهادية . فمن منا أنجب أسامة بن زيد الذي تولى إمارة جيش المسلمين وعمره سبعة عشر عاماً ، من منا أنجب مريم البتول التي أحصنت فرجها . من منا أنجب يوسف الصديق الذي جُمع له كل شئ من مُتع الدنيا وقالت له هيت لك فقال السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه. من منا أنجب لوط الطاهر الذي طُرد من قريته هو وأهله لأنهم أُناس يتطهرون . أم أصبحت كل تلك الأسماء لدينا مجرد مسميات جوفاء لا نحمل منها سوى اسماً وتيمناُ بلا أي هدي أو اقتداء . فهل تلك النماذج نستطيع إنجابها وإحسان تربيتها ، أم أننا أصبحنا ننجب ابن آدم الذي ضل عن هداية الله وملء البغض والكره قلبه فأودى بحياة أخيه أرضاً ، أم أننا أحسنا التربية وجنينا العقوق لأنه ليس من أهلنا ، إنه عمل غير صالح؟؟؟
- هل ما زلنا نتخذ من الضمير مقياساً لتقييم الأشياء ونبراساً للخطأ والصواب ، أم أن ضغوط الحياة وتكبلاتها دنست برائتنا وأسدلت ستائرها السوداء تجاه ضمائرنا فأحجبت رؤيتنا الفطرية ؟؟؟
- هل مازلنا نتمسك بأواصر الوفاء والصداقة الوطيدة بين الأصدقاء هدياً بنموذج أبي بكر الصديق ورسول الله صلى الله عليه وسلم، أم أن بنا خصلة من خصال المنافق وهي الدناءة عند الخصومة ؟؟؟
- هل نحن نحيا هائمين في الحياة بلا فحص أو تفكير ، أم أننا نتخذ من حكمة سقراط منهجاً وتوجهاً عندماقال: " الحياة التي لا تفحص لا تعاش " ، أو كما قال نيتشه : " إنسان بلا خطة هو ليس بإنسان " ؟؟؟
- هل ما زلنا نحيا بالحب أم أن الواقع فرض طبيعته الجافة على قلوبنا ، وأصبحت كلمته هي العليا ؟؟؟ ولكن شيئاًما يبقى وهو : زواج بلا حب ..... إفناء إنجاب بلا حب ..... إفقار عمل بلا حب.... إفساد وفساد حياة بلا حب ..... متاهه عطاء بلا حب ...... إذلال أخذ بلا عطاء ....... دونية
وأخيراً ......أحيا الحياة بإحساسك بها ولا تجعلها تحياك ، عشها بسعادة طفل وتفاؤل شاب وحكمة عجوز. عذراً لإستخدام كلمة عجوز لقد أتيت بها تقريباً للمعنى فقط ، فما العجز إلا العجز الفكري وفقدان للشغف المعرفي .
#فاتن_ناظر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
السجن 11 عاما لسيناتور أمريكي سابق لتلقيه رشاوى من رجال أعما
...
-
مبعوث ترامب: على مصر والأردن تقديم بديل لرفض استقبال الفلسطي
...
-
المقاومة الفلسطينية وأسطورة ترامب
-
هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
-
علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
-
ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
-
برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي
...
-
رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف
...
-
مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم
...
-
منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|