أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - الدعاية المفخمة أكبر مجهض لما بعدها من إنجازات !















المزيد.....

الدعاية المفخمة أكبر مجهض لما بعدها من إنجازات !


احمد الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 7432 - 2022 / 11 / 14 - 23:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثير من جيل السبعينات والثمانينات يذكر مسلسل (فارس بلا جواد ) الذي تناول حقبة الاحتلال الإنكليزي لمصر وهو من بطولة محمد صبحي ، وقد تم عرضه في رمضان 2002..هذا المسلسل تناول قضية لم يسبق ان تناولتها الدراما العربية لامن قبل ولا من بعد، ألا وهي قضية " بروتوكولات - خبثاء - صهيون " وهناك من يشكك بصحتها أو بنسبتها أو بصيغتها ، أو بزمان ومكان تدوينها وظهورها ، وأبرزهم عبد الوهاب المسيري مؤلف موسوعة (اليهود واليهودية والصهيونية)، اضافة الى حادثة دنشواي، ومعاناة المصريين بسبب الاحتلال ، وتواطؤ الخديوي اسماعيل ، وكان متوقعا للمسلسل أن يحقق نجاحا باهرا على المستويات كافة ، الا أن الدعاية الخارجية الامريكية والصهيونية المضادة للمسلسل ، فضلا على الدعاية العربية المؤيدة له ، والتي سبقت عرضه بأسابيع طويلة قد أسهما بفشله فشلا ذريعا لأن مستوى الدعاية المسبقة المضخمة ولاسيما من قبل الولايات المتحدة والكيان المسخ واتهامه بأنه يعادي السامية " وأن هذا المسلسل سيعرض على الكيان ...ويعيد الثقة الى المواطن العربي .و يفضح الماسونية ...ويفت في عضد الاحتلال ...وسينصر القضية الفلسطينية ...وسيصحح التاريخ الحديث ..وسينصف ضحايا - الاستدمار - الخ " حتى كنا نعد الايام والساعات لمشاهدة المسلسل ،كلها قد أفشلت المسلسل وأصابته بمقتل ، وبالفعل فقد كانت الحلقات الاولى منه غاية في الروعة والترقب الا أن الحلقة الرابعة على ما أذكر ، وفور ظهور ، محمد صبحي ،بحركاته البهلوانية البلهاء المعتادة - الحقيقة ان هذا الممثل غاية في الروعة مسرحيا، إلا أنه في منتهى التهافت والوضاعة سينمائيا وتلفزيونيا - وبعد أن كبر البطل ، سقط المسلسل قياسا بالدعاية الفخمة التي سبقت عرضه وقد اقر صبحي بذلك مرارا فيما بعد في لقاءات عديدة ...
رباط السالفة :
إن الدعاية المفخمة وغير المسبوقة لإنجازات الحكومة الحالية ، وأنها ستكافح الفساد ، والمخدرات ، وستحيل الفاسدين الى القضاء ، وستعمل على تعيين الخريجين ،وعلى زيادة رواتب الرعاية الاجتماعية ، وزيادة مفردات الحصة التموينية ، وأنها ستبني ، وتعمر ، وتحد من السلاح المنفلت ، ومن النزاعات والدكات العشائرية ، وستعمل على اعادة النازحين ، واعمار المناطق المدمرة ، ووووو الخ ، ولاسيما من قبل الذباب الالكتروني الذي تحول فجأة من القدح الى المدح ..ومن الذم والشتم الى الثناء بكل ثقة وحزم ..وفي ذات المواقع الالكترونية ، والصفحات والمنصات المعهودة ، ستسهم بالتقليل من شأن كل الانجازات - في حال تحققت واقعا ، جزئيا او كليا - لأن حجم الدعاية الهائل سيكون وبكل حال من الاحوال اكبر من الانجاز ذاته مهما كان كبيرا - واكرر، إن تحقق هذا الانجاز اساسا ، ورأى النور ولم يبق مجرد حبر على ورق بالقياس على ما مضى من وعود وعهود قطعتها الحكومات السابقة تباعا والنتيجة = لا ابو علي ولا مسحاته ، أو أواعدك بالوعد ، واسكيك ياكمون - ومت يا وديع حتى يأتيك الربيع !
فالرجاء التخفيف من حدة الضجيج والمدح والثناء والتفاؤل الزائد عن حده لحين انقضاء الـ 100 يوم الاولى ، واقرار الموازنة لعام 2023 ، وتفعيل كل أو على الاقل جل ، ما يتم الحديث عنه حاليا من دون أن نرى شيئا ملموسا على ارض الواقع بتاتا ...لأن الدعاية الكبيرة التي رافقت الحكومة الحالية تحديدا ، ليس لها نظير على مر الحكومات السابقة ، ومنذ عام 2003 وبما يثير الريبة ، والتساؤل ، والشكوك عن سر هذه الدعاية الكبيرة والعجيبة وبصيغة " يكلك حيزيدون الحصة ... يكلك راح يعينون ...يكلك رواتب الرعاية والمتقاعدين راح تزيد ) فلا تكونوا فرسانا بلا جياد ..وانتظروا ، وتريثوا ، وقفوا على الحياد ، حيث لامدح ولا قدح ، لحين تحقق ولو 10% إن لم يكن أقل مما يتم إعطاء الوعود المعسولة بشأنه ، وقطع العهود المهولة حوله حاليا .
ودعونا نسأل ونتساءل، وماذا بعد التوصل الى أن مستشفياتنا تمرض الأصحاء ؟!
وماذا بعد الاكتشاف المذهل والمتأخر جدا ، بأن "من يدخل مستشفياتنا صاحيا فسوف يمرض أسوة بمريضه !!"، وماذا يعني اكتشاف بأنها تعاني من نقص حاد في الادوية ، والتجهيزات ، والمعدات الطبية ، إما لعطلها ، واما لتقادمها ، وأما لحوسمتها في وقت ما ، وإما لعدم وجودها اصلا ، أو لكونها من مناشيء - طك عطية - فهل سيشهد العراق وبعد كل هذه الاكتشافات المذهلة نهضة صحية ، وثورة طبية ، تقلب عالي التجاهل ، والاستخفاف بأرواح المواطنين ، والتقصير بحقوقهم ، سافله لتتمثل ببناء أكبر عدد من المستوصفات ، والعيادات الشعبية ، والمستشفيات الحكومية النموذجية ، والاهم هو سد النقص الحاصل في أعداد الأطباء ، والعمل على اعادة الطواقم الصحية الكفوءة ، والخبرات الطبية التي يشهد لها القاصي والداني بالنزاهة والكفاءة ، و قد هاجر الآلاف منها تباعا ، نتيجة الظروف المادية،أو من جراء الاغتيالات، والدكات والكوامات العشائرية ، والاعتداءات شبه اليومية، أم ترانا سنكتفي بتوبيخ، ومعاقبة الطواقم الطبية المهملة والمقصرة اداريا ، ونقلهم الى أماكن أخرى ، وليس بأيديهم شيء على الإطلاق في موضوعة بناء ، وإعمار المستشفيات ، وتجهيزها ، وتطويرها ، وتزويدها بالادوية والمستلزمات الطبية اللازمة، أنهم مجرد موظفين في دوائر ومؤسسات حكومية !
ومؤكد أنني لن أمدح أبدا مع المادحين ، ولن أصفق مطلقا مع المصفقين ، بناء على مقطع مقطع فيديو ، أو وثيقة مسربة في هذه المنصة أو تلك ولايلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ، حتى أرى بأم عيني ، مستشفى حكومي انموذجي جديد بكامل معداته وتجهيزاته وطواقمه الطبية يبنى في كل محافظة عراقية، ولاسيما منها المخصصة للأطفال ، والنساء ، ومرضى السرطان والامراض الخطيرة ، عافانا الله واياكم .
أما عن ما ورد في المقطع ، من نقص في الخدمات الطبية ، فكلنا نعلم ذلك جيدا ، وقد عايشه ، وشاهده ، وعاناه معظمنا ، بل وقد فقد من جرائه عزيزا أو اكثر من الاصدقاء ، والمعارف ، وذوي القربى بسببها ، وعلى مدار 32 عاما - منذ ايام الحصار الامريكي الغاشم - ولاجديد تحت شمسك ياعراق ، بإستثناء التهليل ، والتصفيق المتزايد بناء على تسريبات فيس بوكية ، ومقاطع فيديوية ، وسوالف مقاهي ، وأبواق تطبل ليلا ونهارا لعلها تحظى بمنصب ما ولو في ذيل القائمة ..ولو على الهامش !
وغني عن البيان بأن كل رؤساء الحكومات السابقة ، كذلك الوزراء ، والنواب ، والمحافظين ، وعلى مدار 20 عاما سبق لهم وأن تحدثوا كثيرا عن حتمية مكافحة الفساد، وتفعيل القوانين ،وإحالة المتورطين الى القضاء ، وحصر السلاح بيد الدولة ، ووقف النزاعات العشائرية ، ومراقبة المنافذ الحدودية ، والنقاط الجمركية وتنظيم عائداتها ، وحوكمة ملفاتها، والعمل على اعادة الاموال المنهوبة ، والاثار العراقية المهربة، وإنهاء ملف النازحين ، واعادة اعمار المناطق المدمرة ، والحد من تهريب المخدرات ، وإعادة تأهيل وتشغيل المصانع المتوفقة، وتحسين الخدمات ، وتشغيل العاطلين ، وتحسين الواقع الزراعي ، وبناء الموانئ والمطارات ، وما الى من وعود ذهبية ، ذهبت كلها ادراج الرياح ، وكل حكومة تأتي تلعن سابقتها، وتحملها المسؤولية كاملة لتقع في ذات الخطايا والأخطاء لسلفها وخلال أقل من عامين من عمرها الافتراضي ، وما حكومة الكاظمي والتي لطالما جعجعت بمكافحة الفساد ، ومعاقبة المفسدين ، والورقة الاصلاحية ، وقانون الأمن الغذائي ، ثم اتضح وبعد زوالها ، غير مأسوف عليها، بأنها الأكثر فسادا و إهمالا في تاريخ العراق !
وأختم بأن الحكومات الناجحة في أرجاء المعمورة ، هي تلك التي تفتتح من المشاريع النافعة،والمجدية ، واقعا ما يفوق عدد الجلسات،والاجتماعات،والمداولات التي ملها الشعب ، وإن كنت أعجب فعجبي من حجم التطبيل الاعلامي الهائل ، ولما ينجز شيء بعد على أرض الواقع وكلها عبارة عن " كتابنا وكتابكم " وعلى قول أجدادنا - لادكول سمسم ، حتى تلهم- فيا أيها المطبلون ، والراقصون ، والمجعجعون قبل موعد الحصاد ، وجني الثمار ، حسبكم . اودعناكم اغاتي



#احمد_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة قلم (2)
- ثورة قلم (1)
- ((مبدعات من بلادي ))
- مناظرات عبر الاثير إكراما للشعب الكسير !!
- ((إصدارات جديدة ))
- المتحف الوطني العراقي ..شعاع زاهر من ألق الحضارات الغابرة
- ناصر الكادحين بالكادحين ..عيني يا ليل وليلي ياعين !!
- دعم الكادحين أولى وأبرك وأجدى وأنفع وأصح من إعطاء المتسولين ...
- الى الرئيس الاميركي بايدن ... ليس بحصر السلاح وحده بل بالفضي ...
- كفاكم تخديرا يا فلاسفة المقاهي والحانات والدواوين !!
- كلمة ونص ..
- فواجع في رحاب وطن ... كاتب وأديب عراقي ينعى-حاسوبه وخزينه ال ...
- بماذا سيذكركم التأريخ ويذكرنا ...ومن أنتم ؟!
- (( مبدعون من بلادي)) حوار الصراحة مع الكاتب والأديب المصري ا ...
- مقترحات رمضان للحد من تداعيات الغلاء والجوع وحرب الروس والأو ...
- اصدارات جديدة
- اليوم رأيت عجبا ...
- ورقتكم الاصلاحية -إشترا رأسما بورجوا كومبرادورية - آيس كريمي ...
- صورة ..وتعليق
- مشروع - بلسان قومه- والدعوة الى الخير بكل لغات العالم


المزيد.....




- بسبب الحرارة الشديدة.. ذوبان رأس تمثال شمعي لأبراهام لينكولن ...
- في جزر الفارو.. إماراتي يوثق جمال شاطئ أسود اللون يبدو من عا ...
- -قدها وقدود يا بو حمد-.. تفاعل على ذكرى تولي أمير قطر تميم ب ...
- النفس المطمئنة و-ادخلي في حب علي وادخلي جنتي-.. مقتدى الصدر ...
- مبان سويت بالأرض أو دمرت تمامًا.. مشاهد من البحر تظهر الدمار ...
- حرب غزة: قصف إسرائيلي عنيف على مختلف أنحاء القطاع وسط استمرا ...
- عملية إنقاذ ناجحة لثلاثة متسلقين بولنديين في جبال الألب
- تقليص مشاريع عملاقة بالسعودية.. هل رؤية 2030 في ورطة؟
- طهران: اتفاق التعاون الاستراتيجي الشامل مع روسيا ينتظر اللمس ...
- ستيلا أسانج تعلن نهاية -حملة قذرة- لاحقت زوجها لسنوات


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحاج - الدعاية المفخمة أكبر مجهض لما بعدها من إنجازات !