أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(2)














المزيد.....

ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(2)


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7427 - 2022 / 11 / 9 - 12:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(2)
غياب النقد الذاتي

لم تتعلم قوى 14 آذار من كارثة اغتيال رفيق الحريري ما تعلمته ثورة 17 تشرين من كارثة الانهيار العام. الدرس المفيد سابقاً ولاحقاً هو أن العطل كامن، بالدرجة الأولى، في آليات عمل النظام، قبل أن يكون في العامل الخارجي الذي يلعب دور المساعد. من ينطلق من غير هذه الحقيقة سيتوه عن الحلول والمعالجات الصحيحة.
هنا مكمن الأزمة ولا حل إلا بإعادة تشكيل السلطة السياسية، وهذا ما أحجمت عنه قوى 14 آذار، حين رأت في خروج الجيش السوري إجراء كافياً لوضع قطار التغيير على سكته الصحيحة.
السلطة التي بناها النظام السوري على صورته ومثاله هي من الصنف الذي يدير شؤون البلاد، بعيداً عن لغة القانون والدستور، بقوة الأحكام العرفية والظروف الاستثنائية وعبارة "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة". فكيف إذا كانت معركة لا تحول ولا تزول، الشعار المعلن فيها مقاومة المشروع الصهيوني أما الموقف الفعلي فهو يقع في المسافة الممتدة بين الامتناع عن تحرير الجولان وتأجيل الرد على العدوان الإسرائيلي اليومي على سوريا إلى أجل غير مسمى، واستمرار القتال حتى آخر مقاوم لبناني ضد احتلال لم يعد موجوداً، وبين عقد مفاوضات واتفاقات والبحث عن تسويات، تحت الطاولة وفوقها على حساب الشعبين اللبناني والسوري والقضية الفلسطينية.
تلامذة النظام السوري اللبنانيون حفظوا الدرس جيداً وطبقوه وفاقوا أساتذتهم من ضباط المخابرات. أما قوى 14 آذار فقد وقعت في شرك العلاقة مع الخارج، ولم تتنبّه إلى أن الاستقواء على سوريا بقوى دولية يشبه الاستقواء بسوريا على مواطنين لبنانيين.
الميل إلى الاستقواء بالخارج هو أحد القواسم المشتركة بين المصطفين على جبهتي آذار، وأحد الدوافع المضمرة لعقد الاتفاق الرباعي الذي صار خماسياً في دائرة بعبدا حيث أعلن أمين عام حزب الله تحالفه مع القوات والكتائب وتمسكه بشعار بشير الجميل (10453). لو أنهم ركزوا على أولية العامل الداخلي لكانوا استكملوا انتفاضة ساحة الشهداء بالذهاب إلى قصر بعبدا لإزاحة الرئيس الذي، لفصاحته المعهودة، لم يجد في اللغة للتعبيرعن هول كارثة اغتيال رئيس الحكومة، أفصح من كلمة "رذالة".
أحجموا عن ذلك لأنهم لم يولوا أهمية للعامل الداخلي، ولم يضعوا خطة لإعادة الاعتبار للدولة والدستور والقانون، ولم يعملوا على تنظيف العمل السياسي من شوائب الاستبداد المخابراتي وإعادته إلى جادة الديمقراطية، بل وقعوا في أشراك استدرجتهم إليها قوى الرابع عشر من آذار.
الاتفاق الرباعي-الخماسي هو الشرك الأول. الثاني تمثل في الإحجام عن تشكيل حكومة تمثل الأغلبية النيابية، بدعوى الحرص على الوحدة الوطنية من طرف واحد. تكرر ذلك مع أغلبيتين برلمانيتين في دورة 2005 ودورة 2009، ومن تبعاته تكريس آليات المحاصصة في توزيع الوزارات ومراكز القرار على القوى بعد تصنيفها بين سيادية وخدماتية ووزارات دولة و"فضلات"، والثالث في زيارة سعد الحريري إلى سوريا، وآخرها انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية.
حققت حكومة فؤاد السنيورة، بالرغم من تلك الأشراك، إنجازين كبيرين، إعداد قانون انتخابي جديد اطلق عليه قانون فؤاد بطرس، ما لبثت الممانعة أن رمته في سلة المهملات، والالتزام بالموجبات المالية لتشكيل المحكمة الدولية. إلا أن الحكومة لم تعد تملك المبادرة في إدارة الشأن العام وصارت في موقع الدفاع، بعد أن تمكنت قوى الممانعة من أحكام الحصار عليها بالرئاستين الممانعتين وبمخيم ساحة رياض الصلح وباحتلال بيروت، حصار انتهى باتفاق الدوحة وبداية تفكك جبهة الأحزاب والقوى التي تشكلت منها قيادة انتفاضة الاستقلال.
يمكن للثورة أن تستفيد من الدروس الغنية التي وفرتها الانتفاضة. لكن ذلك مستحيل بغيرالنقد الذاتي الجريء. من بين تلك الدروس ومن بين أسباب انهيار التجربة تغليب المصالح الحزبية الضيقة على مصلحة القضية التي حملتها الانتفاضة. .
لعل من اصطفتهم الثورة لتمثيلها في الشارع أو في البرلمان يتفادون تلك الأخطاء، لأن الثورة كما الانتفاضة أكبر من أحزابها ومن قياداتها.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(1)
- رئيس توافقي أم تعطيل توافقي؟
- نواب الثورة : دعسة ناقصة
- تعطيل ما بعد الترسيم ليس كما قبله
- القطاع المصرفي أمام خيارين إما الاقتصاد الحر إما الميليشيات
- تغيير قواعد اللعبة الرئاسية لا تغيير اللاعبين
- -جمّول- و أطلالها
- تكريم الشهداء أم استثمار في الموت؟
- مع روسيا أم مع أوكرانيا؟
- بين خطبة الوداع وخطاب القسم
- مات مازن
- متفلسفو الثورة يجهلون فلسفتها
- تصريحاتهم -ناسخ ومنسوخ-
- الثورة صنعت نواباً فهل تصنع رئيساً؟
- نواب الثورة: احذروا مناوراتهم التافهة
- نواب الثورة: ادخلوا لعبة التعطيل
- لا تجيبوا على أسئلة مفخخة
- نقد الثورة أم شتم نوابها؟
- رسالة إلى الرفيق حنا غريب
- رسالة إلى نواب الثورة


المزيد.....




- -بحب أغيظهم-.. محمد رمضان يعلن عن جديده بعد جدل إطلالته في - ...
- لقطة تثير تفاعلا واسعا خلال استقبال أمير قطر لأحمد الشرع في ...
- الكويت.. فيديو يُظهر مرافقة مقاتلات من سلاح الجو لطائرة السي ...
- ضربة إسرائيلية تستهدف غرفة مسبقة الصنع في جنوب لبنان
- الجيش الأمريكي قد يخفّض أعداد قواته في سوريا إلى النصف
- من الأفيال إلى النمل.. تحول خطير في عمليات -قرصنة الحياة الب ...
- ترامب يرسل روبيو وويتكوف في مهمة إلى باريس
- -البنتاغون- تعلق على تقارير حول تقليص قواتها في سوريا
- مسؤولة إغاثية تحذر من كارثة ستحل بأطفال أفغانستان بعد قطع ال ...
- المشروبات الكحولية الأكثر خطورة على الصحة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - ما بين ثورة تشرين وانتفاضة الاستقلال(2)