حسن مدن
الحوار المتمدن-العدد: 7422 - 2022 / 11 / 4 - 08:32
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
من بيئة فقيرة معدمة أتى لولا دا سيلفا، فهو الإبن الأصغر بين ثمانية أطفال لعائلة مزارعين فقراء في شمال شرقي البرازيل. وعمل الطفل لولا المولود في عام 1945، ماسح أحذية، قبل أن تنتقل عائلته إلى المدينة هرباً من البؤس، وهناك واصل كدحه، فعمل بائعاً جوالاً، ثم عامل تعدين ولما يزل في سن الرابعة عشرة.
في سن الحادية والعشرين انضم إلى نقابة عمال التعدين وقاد إضرابات واسعة في نهاية السبعينات في خضم الديكتاتورية العسكرية في البلاد بين الستينات والثمانينات الماضية، وشارك في تأسيس حزب العمال في مطلع الثمانينات وترشح عدة مرّات للانتخابات الرئاسية في الأعوام 1989، 1994، 1998، حتى تمكن من الفوز في محاولته الرابعة في 2002، وأعيد انتخابه في 2006. وخلال ولايتيه الرئاسيتين خرج نحو 30 مليون برازيلي من براثن البؤس، وزادت مكانة بلاده على الساحة الدولية.
ووسط معركة سياسية محتدمة ضده خاضها اليمين المتطرف، أمكن إصدار حكم قضائي بإدانته على تهم ملفقة بالفساد فدخل السجن لفترة، وحرم من حق الترشح في عام 2018، قبل أن يعود القضاء لإسقاط التهم المنسوبة إليه، وعن ذلك قال: «عشت مرحلة قيامة سياسية لأنهم حاولوا دفني حياً»، لكن خصومه أخفقوا في ذلك فها هو يعود ثانية إلى الرئاسة، وسط ترحيب داخلي من القاعدة الشعبية المناصرة، عبرت عنه إحدى مناصراته بقولها: «أشعر بالراحة، ليس فقط للشعب البرازيلي ولكن لكوكب الأرض كله، من أجل الأمازون، من أجل الديمقراطية، من أجل حقوق الإنسان».
زعماء دول كثيرة في العالم، بمن فيهم زعماء دول أوروبية وازنة كفرنسا وألمانيا، هنأوا سيلفا بالفوز، رغم أن هذا الفوز جعل من البرازيل تنضمّ إلى كولومبيا والمكسيك والأرجنتين وتشيلي وبيرو، وطبعاً كوبا، في كتلة يسارية متنامية، فيما بات يعرف ب«المدّ الوردي»، في حالة فريدة من نوعها، أمام تراجع مكانة اليسار في العالم.
لولا دا سيلفا الذي يدرك جيدأً حال الانقسام العميق في بلاده بين مناصريه وخصومه، عبّر عن رغبته في أن يكون رئيساً لكل البرازيليين، مؤكداً حاجة بلاده إلى السلام والوحدة، وقائلاً «البرازيل عادت إلى الساحة الدوليّة ولم تعد تريد أن تكون منبوذة وإنّها مستعدّة لاستعادة مكانتها في مكافحة أزمة المناخ».
#حسن_مدن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟