أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - المستقبل العربي 2045














المزيد.....


المستقبل العربي 2045


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 7420 - 2022 / 11 / 2 - 13:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من اجتياح وباء كورونا والظروف القاسية التي مرّ بها العالم العربي، فإن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، لم تألُ جهدًا باستطلاع آراء خبراء ومختصين ومسؤولين سابقين من مختلف البلدان العربية حول تصوّراتهم ورؤاهم بشأن المستقبل العربي في العام 2045، وتحديد هذا التاريخ بالذات لأنه يصادف مرور 100 عام على تأسيس جامعة الدول العربية (22 آذار / مارس 1945).
وأعود مرّةً ثانية لطرح السؤال المحوري: هل ستبقى البلدان العربية على ما هي عليه عند هذا التاريخ أم ثمّة تغييرات جيوبوليتكية يمكن أن تؤثر على وجودها الحالي؟ وحسب الدراسات المستقبلية، سواء بقاء الحال على ما هو عليه أو تقارب دوله وتعاونها وتكاملها، وهو ما يستجيب للرؤية التفاؤلية التي وضعها فريق العمل المتميّز، دون أن ننسى الإشارة إلى احتمالات سلبية قد تؤدي إلى تصدّع بعض الكيانات القائمة.
ستة أركان متصلة ومتداخلة قامت عليها رؤية العالم العربي المستقبلية وهي: الأمن والأمان، والعدل، والابتكار، والازدهار، والتنوّع، والتجدّد الحضاري، وهي تمثّل معايير أساسية لحاجات المجتمع العربي، ولكن المهم، كيف ينظر المواطن العربي إلى هذه الرؤية؟ وأين يجد نفسه فيها؟ وما هو الدور الذي يمكن أن يؤديه وصولًا إلى تحقيق آماله بحياة حرّة كريمة؟
فالحديث عن الأمن والأمان، وهما الركنان الأساسيان في أي تنمية، يستوجب تحقيق العدل، وذلك شرط أساسي للتنمية المستدامة، لذلك فإن توفير الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية ضرورة لا غنى عنها للتنمية، وهو ما يهيئ المناخ الصحي لتحقيق الابتكار والازدهار، خصوصًا الإقرار بالتنوّع واعتماد التجدّد الحضاري.
فكيف السبيل لتحقيق ذلك؟ ابتداءً لا بدّ من الانتقال من التنظير إلى الممارسة، وذلك بالإقرار بوجود أزمة بنيوية مستفحلة تعاني منها العديد من البلدان العربية، فالعديد من دولها تعاني من شحّ الحريّات وتفتقد إلى الشرعية السياسية، لاسيّما رضا الناس وتحقيق المنجز، فضلًا عن ضعف في المشروعية القانونية، أي "حكم القانون"، وحسب مونتسكيو فالقانون مثل الموت لا ينبغي أن يستثني أحدا.
ثم هناك أزمة الهويّة أيضًا، خصوصًا فترة ما بعد الاستعمار وتحقيق الاستقلال، حيث مارست العديد من الدول العربية نوعًا من الإقصاء والإلغاء والتهميش بحق الهويّات الفرعية، سواء كانت إثنية أم دينية أم لغوية أم سلالية أم غيرها، الأمر الذي عمّق من أزمتها.
وتمتدّ الأزمة إلى النخب الفكرية والثقافية والسياسية، التي إمّا هادنت السلطات لتنال الحظوة دون أن تقوم بوظيفتها الانتقادية، أو انكفأت بسبب نهج بعض المعارضات التي كانت وجهًا آخر للممارسات السلبية للسلطات، فضلًا عن عدم الحصانة إزاء الاختراقات الخارجية الإقليمية والدولية، الأمر الذي يحتاج إلى بناء جسور الثقة المجتمعيّة، وتجسير الفجوة بين أصحاب القرار والنخب، كي تمثّل قوّة اقتراح وتكامل وتضامن ، بما يحقّق أهداف التنمية. ويحتاج ذلك إلى إرادة سياسية واعية تحترم النخب وتوفّر لها كل ما يستلزم من حريّة التفكير والبحث، بما يصب في صالح الدولة وخطط التنمية.
العالم العربي ليس جزيرة معزولة، بل هو جزء من عالم متشابك ومتصل ومتفاعل،
يتأثر ويؤثر بما يجري حوله، وما يزال العالم يعيش مخرجات تغييرات جيوبوليتكية شهدها في نهاية الثمانينيات، والتي قادت إلى اختلال موازين القوى عالميًا بنهاية الحرب الباردة، وتحوّل الصراع الأيديولوجي من شكل إلى شكل آخر، وكان من تأثيراتها اندلاع موجة الهويّات عالميًا، خصوصًا حين انهار نظام القطبية الثنائية الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية 1946 – 1989، ليتحوّل إلى قطبية أحادية بقيادة الولايات المتحدة، لكن هذا النظام هو الآخر أخذ يترنّح بفعل احتلال أفغانستان العام 2001 والعراق العام 2003، وكان لاستعادة روسيا مكانتها منذ العام 2007 وصعود الصين ومنافستها الولايات المتحدة دوره في ذلك، لاسيّما في ظلّ الأزمة الدولية التي عصفت بالمؤسسات المصرفية العملاقة وشركات التأمين الكبرى منذ العام 2008 والتي ما تزال تأثيراتها قائمة إلى اليوم، وزادها شدّة وعمقًا الحرب الروسية في أوكرانيا 2022.
والطريق لانبعاث الأمل لا بدّ أن يبدأ من المواطنة بأركانها الأربعة، ونعني بها: الحرية والمساواة والعدالة والشراكة والمشاركة في الوطن وفي اتخاذ القرار دون استبعاد أو تمييز لأي سبب كان. ولكي يتحقّق الأمن والأمان، فالعالم العربي ينتظر وقف التدهور الحاصل وإطفاء بؤر التوتّر وتحقيق المصالحات العربية ونزع فتيل النزاعات البينية بأشكالها المختلفة والبدء بالتعاون بين البلدان العربية على أساس المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة وهو ما مثّلته الورقة الواعدة لمستقبل عربي بأعمدته الستة، وهذه تحتاج إلى تفصيلات على صعيد كلّ بلد عربي بحكم درجة تطوّره، إضافة إلى المشتركات التي تجمع العرب، خصوصًا بتعزيز ما هو جامع وموحّد ومشترك، واستبعاد ما هو مفرّق ومبدّد ومباعد، وتلك أسس النهضة التنموية التي يتطلّع إليها المستقبل العربي 2045.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحق في السلام
- مجموعة السلام العربي (نداء القاهرة 2022)
- لا مرجعية فوق مرجعية الدولة وهناك سلفيون دينيون وسلفيون علما ...
- جامعة الدول العربية كلمة الافتتاح لمجموعة السلام العربي القا ...
- الدولة وسؤال النهضة
- البيان الختامي الصادر عن المؤتمر التأسيسي لمجموعة السلام الع ...
- نداء القاهرة
- دين العقل ، وفقه الواقع كتاب يضع الظلام تحت الشمس
- حوار مجلة كولان مع المفكّر والأكاديمي الدكتور عبد الحسين شعب ...
- عن مفهوم الدولة وتفريعاتها
- الإسلام الشعبي والإسلام الأيديولوجي
- نجاح العطّار السنديّانة الثقافية السامقة
- هل سيتكرّر النموذج الأفغاني في أوكرانيا؟
- حسين شحادة الركن الثالث - الاجتماع الإسلامي – المسيحي (الحلق ...
- المفكر عبد الحسين شعبان: يدعو الى دين العقل
- خريطة الفكر الإرهابي
- الرابطة العربية للقانون الدولي: إلى الملوك والرؤساء العرب
- الإرهاب واحتكار العدالة
- عبد الحسين شعبان في كتاب -دين العقل و فقه الواقع- مغامرة الت ...
- حسين شحادة الركن الثالث - الاجتماع الإسلامي – المسيحي


المزيد.....




- -كأنه منطقة حرب-.. فيديو شاهد يظهر عمليات الإنقاذ بحادث اصطد ...
- فيديو يُظهر ما يبدو لحظة اصطدام طائرة الركاب وهليكوبتر وسقوط ...
- عربات طعام بنكهات أصيلة واستوديو متنقل..كيف جذب هذا الحي في ...
- السعودية.. فيديو مخالف للآداب العامة يثير تفاعلا والداخلية ت ...
- ترامب يعلق على الحادث الجوي المروع في واشنطن (فيديو)
- زيلينسكي يحيي ذكرى الجنود الذين تصدوا للهجوم البلشفي في يناي ...
- إدانة عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق بوب مينينديز بـ16 تهمة ...
- لحظة اصطدام مروحية عسكرية أمريكية بطائرة ركاب قرب مطار رونال ...
- -واتساب- يواجه في روسيا غرامة قدرها 18 مليون روبل
- -ولادة عذرية- نادرة لسمكة قرش تثير حيرة العلماء


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - المستقبل العربي 2045