عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 7419 - 2022 / 11 / 1 - 17:44
المحور:
الادب والفن
يا طيفَها قد أتى و الليلُ منسدلُ
فلا كلامٌ ولا شـكوى ولا جـدلُ
كم كنتُ منتظراً يا ليلُ زورَتَها
كأنّها زبدةٌ من فوقـِـــــها عَسَلُ
روحانِ قد دَلَفا للحُـــــلمِ بينهما
وجدٌ يُثرثرُ والأشـــواقُ تعتملُ
لا يحرم الله صبّاً طيفَ شاغلهِ
ففيمَ يا طيفُ لو لمْ تأتِ ينشغلُ
عهدٌ ووعدٌ وقد طالا وما بَرِحا
ما بين روحين قـد آذاهُما عَذَلُ
كأن ذلك من شـــــوقٍ يشفّهما
وأن بينهما تســـعى لهُ رُسُـــلُ
كتابُها العشق فيهِ للهـوى سِوَرٌ
آياتُهُا البوحُ والأحضانُ والقُبَلُ
لنا جســـومٌ تركنـــــاها معذبَةً
بالوجدِ يفتكُ فيـــها حَرُّهُ الجَلَلُ
قلبان قد صنـعا للعشــقِ أغنيةً
يغنيــــــان فلا أيــــنٌ ولا مللُ
مستبشران كـأنّ الحُـلمَ بيتهما
إذ يأويـــان إليهِ وهـو محتفِلُ
لايخشيان ســوى فجرٍ يلمُّ بهِ
فينتهي الحُلم والأستارُ تنسدلُ
يستيقظان كــأن لمْ يحلُما أبداً
وقد يضيقُ على ما فيهما الأملُ
لكنما الروحُ حتى حينَ يسجنُها
جسمٌ فقد تتســــامى ثم تشتعلُ
للهِ درُّ فــــــؤادٍ ليـــسَ يُعجزُهُ
عما يضــجُّ بهِ نبضٌ وينفـعلُ
يرقى إلى قمم الأشـواقِ منفرداً
وليسَ يَمنعُهُ تلٌّ ولا جبَــــلُ
ويقطع البحرمـشيًا فوقَ لهفتهِ
ولا يُعطّلُهُ مـــــــوجٌ ولا بَلَلُ
تكونُ خدّامَهُ كلُّ الجوارحِ لا
يُعصى فيرتدَّ للعذالِ ما عَذَلوا
جَحافلٌ وجدُهُ جُنـــــدٌ بإمرتهِ
لو قال يا دمــعُ لبّى ثمّ ينهملُ
الجفن يقظان لانومٌ ولا وسنٌ
وكيف يغفو إذا الأشواقُ تقتتلُ
مَنْ يسكنُ القلبَ لا يحتاجُ واسطةً
إن القلوبَ بهمسِ النبضِ تتصِلُ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟