أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عاهد جمعة الخطيب - محركات الربيع العربي من منظور منطلقات الامن الانساني (8)














المزيد.....

محركات الربيع العربي من منظور منطلقات الامن الانساني (8)


عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع

(Ahed Jumah Khatib)


الحوار المتمدن-العدد: 7419 - 2022 / 11 / 1 - 04:33
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


- عدم تناسب حدة الرد مع تواضع المطالب

ان ما يبعث على الاستغراب فعلا انه مقارنة مع حجم حركة 20 فبراير وسقف مطالبها، جسامة رد فعل الدولة، مدعومة بمعظم الأحزاب والنقابات والجمعيات والزوايا ومجالس العلماء والفقهاء، فضلا عن جيوش من الفاعلين المدنيين والأساتذة الجامعيين والمثقفين، إلخ. فلم يتم الاكتفاء بتجييش وسائل الإعلام السمعي البصري والمكتوب، وتشجيع تنظيم المسيرات الشعبية الموالية للنظام، بل الزج بشخصيات حكومية تعتبر حسب البعض من العيار الثقيل في المعركة الإعلامية الشرسة، يتقدمهم وزراء "السيادة" الذين لم يعهد المواطن مشاهدتهم في منصات الحوارات التلفزية -حتى في اللحظات الحالكة التي كانت تمر بها بعض الملفات والقضايا المصيرية في البلاد. رمت الدولة بكل قواها السياسية والمدنية في ميدان المعركة، إلى حد قد يغري الملاحظ بأنها تلعب آخر أوراقها، مستعملة الذخيرة الثقيلة.

لقد كان رد الفعل من قبل الحكومة ومن في منظومتها يبتعد عن الاحتكام إلى العقل والمنطق، والتعامل الإيجابي والمثمر مع المطالب المرفوعة. عمدت النخبة المخزنية الجديدة إلى تهويل ما يحدث، ودفعت في اتجاه الإهلال بالشباب "المشاغب" وتقديمه كبش تضحية للحفاظ على مواقعها المهددة وتحقيق مراميها الخاصة، على حساب الصالح العام. وقصد التغطية على خطتها المستورة، حرضت على تنظيم حملة ممنهجة ضد من تصنفهم بشرذمة من المناوئين للنظام، الخارجين عن إجماع الأمة –"السحري"، يصادرون حركة الاحتجاج في الشارع ويزعجون المارة والتجار... عادت إلى الأساليب الهجومية التقليدية، المتمثلة في خلق الضجيج الإعلامي من أجل الدعاية لمحاسن المغرب السياسي ومحاولة تلميع صورته، بتسخين مفرط لوسائل الإعلام العمومية والخاصة، والتهليل بالإنجازات العظيمة التي تحققت في مغرب الحداثة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والنماء الاقتصادي، إلخ؛ ذلك المغرب الذي أضحى رقيه يضاهي في هذه الميادين مستوى الدول الغربية ذاتها، ويحتدى به في المحافل الدولية. وتتقن في نفس الآن تضييق الخناق على الفكر الحر، بل ممارسة نوع من الإرهاب الفكري، ونبذ كل ما من شأنه أن يشوش على أهتار وهذيان الخطاب الذي تشيعه والموجه حصرا إلى الاستهلاك الداخلي. وتستعمل لهذا الغرض الإيديولوجيا الوطنية المتآكلة لرص الصفوف في مواجهة العدو الخارجي الذي يتربص دوما بالأمة، والشوفينية لردع المخالفين -الخارجين عن الصف- تحت طائلة التهمة بالتواطؤ مع الأجنبي.
ويرى الحارثي في معرض مقاله ان هؤلاء الشباب المنخرطين في الحركة ليسوا لقطاء زمانهم، إنهم منغمسون فيه حتى النخاع. فهم وليدو صيرورة تاريخية معقدة يتداخل فيها المحلي والكوني، وعصارة مخاض عسير دام عدة سنوات في مواجهة الاستبداد بالفكرة والفعل. كان مقدر لهم أن ينتفضوا اليوم أو غدا، وجاء "الربيع العربي" ليسرع تفتح قريحتهم وإعلان غضبهم. لا يمكن نعتهم بالفطرية أو بالتلقائية في الوعي والتفكير، في إدراك الحدث وكيفية الانخراط فيه، لأن عقولهم مشحونة بركام الفكر الذي تحقق على امتداد عقود من الزمن، وذاكرتهم مليئة بأحداث الماضي القريب، بحسراته المتكررة وكوابيس أحلام جيل بكامله. يتجلى ذلك فيما يعبرون عنه من أفكار وقيم إنسانية كونية، ضحى الجيل السابق من أجل زرع بذورها في التربة المحلية.



#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)       Ahed_Jumah_Khatib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محركات الربيع العربي من منظور منطلقات الامن الانساني (7)
- محركات الربيع العربي من منظور منطلقات الامن الانساني (6)
- محركات الربيع العربي من منظور منطلقات الامن الانساني (5)
- محركات الربيع العربي من منظور منطلقات الامن الانساني (4)
- محركات الربيع العربي من منظور منطلقات الامن الانساني (3)
- محركات الربيع العربي من منظور منطلقات الامن الانساني (2)
- محركات الربيع العربي من منظور منطلقات الامن الانساني (1)
- مقارنة بين الافراج الشرطي والافراج الرقابي كبدائل للسجون او ...
- مقارنة بين الافراج الشرطي والافراج الرقابي كبدائل للسجون او ...
- مقارنة بين الافراج الشرطي والافراج الرقابي كبدائل للسجون او ...
- مقارنة بين الافراج الشرطي والافراج الرقابي كبدائل للسجون او ...
- مقارنة بين الافراج الشرطي والافراج الرقابي كبدائل للسجون او ...
- مقارنة بين الافراج الشرطي والافراج الرقابي كبدائل للسجون او ...
- مقارنة بين الافراج الشرطي والافراج الرقابي كبدائل للسجون او ...
- نظريات التغير الاجتماعي –جان جاك روسو (4)
- نظريات التغير الاجتماعي –جان جاك روسو (3)
- نظريات التغير الاجتماعي –جان جاك روسو (2)
- نظريات التغير الاجتماعي –جان جاك روسو (1)
- مراجع التغير الاجتماعي (3)
- مراجع التغير الاجتماعي (2)


المزيد.....




- قيادة الاشتراكي الديمقراطي تقترح إلغاء علاوة تعدد الأطفال
- الكارثة الأخرى: إبادة ومجاعة في السودان
- هل تنتهي الرأسمالية بسقوط الولايات المتحدة؟
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- بيان الملتقى الوطني الأول للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب ...
- -قوتنا كوكبنا-.. احتفال عالمي بيوم الأرض ودعوة لتعزيز الطاقة ...
- للمرة الرابعة.. وفد من الحزب الكردي يزور أوجلان في سجن إمرلي ...
- للمرة الثالثة.. وفد من الحزب الكردي يزور أوجلان في سجن إمرلي ...
- ما هو يوم الأرض الذي يحتفل به العالم في 22 أبريل؟
- تل أبيب.. الشرطة تتدخل بعنف ضد متظاهرين مناهضين لنتنياهو وتع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عاهد جمعة الخطيب - محركات الربيع العربي من منظور منطلقات الامن الانساني (8)