أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - هل هي صورة مجرم ام صورة لفائز بجائزة ؟














المزيد.....

هل هي صورة مجرم ام صورة لفائز بجائزة ؟


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 7417 - 2022 / 10 / 30 - 16:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صورة مجرم ام صورة لفائز بجائزة ؟

اوحت الضجة الإعلامية التي سبقت ورافقت القاء القبض على حرامي " سرقة القرن " ، وكأنها تمجيد لفعلٍ بطولي خارق للعادة ، قام به بطل يستحق ان نضفي على شخصه آيات الهيبة والجلالة ...

تقاسيم وجه الرجل التي اطلت علينا من الصورة التي تناقلتها شاشات التلفزيونات ، مشرقة : فهو حليق اللحية ، مقلم الشارب ، بملابس نظيفة ومكويّة ، ويجلس جلسة مسترخية بنظرة حالمة متفائلة . لم تكن صورة لسارق تم القبض عليه وهو يحاول الفرار ، بل كانت صورة تخلو تماماً من ضغط تعرض له ، كما لو كانت صورة لفائز بجائزة ...

لا تشير ملامح الرجل الهادئة الى خوف او رهبة من اعتقال ، ولم توح بأنه واقع تحت تأثير قلق ممض ، فعيناه الواسعتان مفتوحتان على آخرهما ، تعلوهما نظارة شمسية : رفعهما عن تغطية عينية الى منتصف الرأس ليقول لنا : انني اعرض على مباضعكم تقاسيم وجهي بالكامل : لكنكم ، مهما دققتم ، لن تعثروا فيها على شيء من توتر وقلق . هل فكر لحظة اعتقاله بالذين سبقوه الى القضاء ، وهل الطمأنينة التي تسربل كل اعضاء جسده نابعة من انه يعرف ان مصيره لن يكون مخالفاً لمصيرهم ، لقد خرجوا من غير عقوبة تضر بصحتهم وبجيوبهم ، وسيتم اخلاء سبيله كسابقيه الذين يستمتعون الآن بما تم تجاوزهم عليه من المال العام ...

كل ما في الصورة يشير : الى ان الرجل لم يتعرض لاي نوع من انواع التعذيب التي يلجأ اليها عادة المحققون السريون في العراق لانتزاع نوع الاعترافات التي يحبون ان يسمعوها من فم الضحية . لقد أخرجوه علينا بمنظر حسن يفيض حيوية وجمالاً . اما التعذيب بالصدمات الكهربائية ، فهي من حصة عوام الناس وصغار الموظفين ، الذين يتعرضون لها ، ويتعرضون - اضافة الى ذلك - الى التعذيب بالضرب المباشر : وهي اقسى انواع الإهانة التي يتم توجيهها لكرامة الانسان ...

ما السر في هذا التكريم غير المعتاد للعراقي من قبل اجهزة الأمن ؟

هل حدث ذلك احتراماً ( لعبقرية ) هذا الحرامي الذي مرّ بسهولة ، والمليارات على ظهره ، من بين آلاف العيون المكلفة بمراقبة سير التحولات التي يمر بها الدولار الآتي من بيع النفط في دوائر الدولة : لمتابعته وأخذ ما قرروه لأنفسهم من حصة فيه ؟ ...
ام تسلل ذاك الموقف من مناطق خاصة بالوعي الجمعي الذي يجل ويبجل مالك المال من غير الالتفات الى طريقة الحصول عليه .. اذ ان وعي الجماعة لم يتساءل يوماً عن اصل هذه الثروات الضخمة التي بحوزة الزعامات السياسية ، والتي تقدر بالمليارات ؟ ...

اوّل مَن قدم هذا التكريم غير المعتاد : رجالُ الأمن الذين اعتقلوه ، اذ سارعوا لأخذ صور " سيلفي " معه . وهذه الصورة هي واحدة من تلك الصور التي التقطوها لهم معه على ارض المطار ، وستذكرهم بانهم جلسوا ذات يوم مع الحرامي ( نمبر وان ) الذي استولى على هذه الأموال الضخمة لوحده ( ببطولة ) من وراء ظهر الاحزاب الاسلامية التي يحتكر زعماؤها وحدهم ؛ سرقة المال العام ...

لم تعد للبطولة بمعناها القديم من معنى ، بطولة : مقارعة الاستبداد ودخول السجون والاستشهاد من معنى ، لان الاحزاب التي كانت تحث الناس على التضحية من اجل المباديء : اكتشفوا اخيراً
انها بلا : مباديء . وقد تكشفت لهم هذه الحقيقة حين اصبحت هذه الاحزاب على عرش السلطة وبدأت تمارس بطولتها الحقيقية : بطولة الاستيلاء على رئاسة الوزراء ، وعلى الكم الاكبر من الوزارات السيادية ونوابها . ويوضح لكم الصراع الدموي الجاري منذ عام بين : التيار الصدري وبين احزاب وميليشيات الاطار التنسيقي هذه الحقيقة ...

تتضمن حكاية القاء القبض على حرامي العصر في العراق دلالة خاصة : تشير الى ان الاحزاب الاسلامية لا تسمح لغيرها بالتجاوز على المال العام ، وانها ستستخدم كل نفوذها لالقاء القبض على الجناة من خارج صفوفها ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنية الاحزاب الشيعية أم النظام النيابي وراء استمرار العنف في ...
- بنية الاحزاب الشيعية أَم النظام السياسي النيابي وراء استمرار ...
- بنية الاحزاب الشيعية أم النظام النيابي وراء العنف في العراق ...
- النظام النيابي ام البنية الطلئفية وراء عنف الحوار في العراق ...
- ثورة المرأة الايرانية : الجزء الثالث
- ثورة المرأة الايرانية : الجزء الثاني
- ثورة المرأة الايرانية
- نقيضان لا يلتقيان : الحشد والدولة
- - ناسا - زيارة الى وكالة الفضاء الامريكية
- عن : سامي مهدي
- القاتل والمقتول في النار
- استمرار اللامعقول
- خضراء العراق وخضراء الدمن
- يوميات عاشوراء (4) - ليلة الوحشة
- يوميات عاشوراء ( 3 ) نهار قطع يد العباس
- حين تجردت من غيومي
- يوميات عاشوراء ( 2 ) في ليلة الحجة
- يوميات عاشوراء ( 1 )
- الى صديق فيسبوكي : المالكي والصدر
- عن لحظة الصراع السياسي في العراق


المزيد.....




- مصطفى غريب و-توتا- يجتمعان بمسلسل -بريستيج-.. مَن الجاني؟
- على مسافة يد.. قروش تسبح بين أطفال في شاطئ بشمال إسرائيل
- ماذا نعرف عن الحمى النزفية؟
- هل تعرف الكائنات الفضائية بوجود البشر؟
- سوريا تعتقل قياديين من -الجهاد الإسلامي- عقب زيارة عباس لدمش ...
- الإمارات العربية المتحدة ضيفة الشرف في منتدى بطرسبورغ القانو ...
- فانس: واشنطن تريد إنشاء نظام تجاري جديد ومتوازن وعادل
- الداخلية الأردنية تكشف معلومات وإجراءات جديدة قريبا بشأن -ال ...
- سياسي سلوفاكي يعلن جمع التوقيعات للاستفتاء على رفع العقوبات ...
- ترامب يدعم وزير دفاعه بعد فضيحة جديدة طالته


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - هل هي صورة مجرم ام صورة لفائز بجائزة ؟