أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - كهنة الثقافة وكهنة الأديان














المزيد.....

كهنة الثقافة وكهنة الأديان


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7417 - 2022 / 10 / 30 - 16:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


-------

مثلما نعاني من الإرهاب تحت ستار، «الديـن» توجد ظاهرة أخـرى موازية هي الإرهاب تحت ستار «الثقافة». مثلما هناك جماعـات تـقـوم بتكفير البعض، والمطالبة بإهدار دمه، وتصفيته جسديا باسم الدين . هناك «شلل» تقوم بتكفير البعض فكريا، وإهدار دمـه إعلاميا، وتصفيته أدبيا باسم الثقافة.
مثلما هناك جماعات تدعى امتلاك الحقيقة الدينية، نجد جماعـات تدعى امتلاك الحقيقة الثقافية.
الأولى : تزعم أحتكار تفسير الدين، والحكم على المؤمنين والمؤمنات.
والثانية : تحتكر تفسير الثقافة والفن والأدب والحكم على المفكرين والمفكرات.
امتلأت حياتنا الثقافيـة بـ «الكهنة» أغلبهم من الذكور، الذيـن يسترزقون من التفقه في تصنيف الأدباء والأديبات، ونقد المبدعـين والمبدعات. ولديهم قائمة اغتيالات معنوية، لكل منْ لا يؤدى طقوس الطاعة والولاء، ولكل منْ يتعفف عن تقديم القرابين.
ولديهم أيضا، قائمة اتهامات جاهزة للانقضاض على كل أديب، أوأديبة، مبدع أو مبدعة، أثبت وجوده من خارج عباءتهم، وليس في حاجة إلى رضاهم وبركتهم وشفاعتهم.
والكارثة أن هؤلاء «الكهنة» الذين نصبوا أنفسهم «آلهـة» الثقافة والفكر والإبداع والنقد ، يعرفون الطريق أكثر من غيرهم إلى وسائل الإعـلام، وبالتالي هم ينجحون في اختراق الرأي العام وإفساد الذوق الثقافي.
إن كهنة «الأديان» يحشون أدمغة الناس بما ينسجم مع تفسيراتهم الشخصية للدين، ومصالحهم السياسية الخاصة. وكهنـة «الثقافة» يحشون أدمغة الناس بمنْ يدعم رؤيتهم الخاصة للثقافة والإبداع .
وكما يقف أصحاب الإرهاب الديني طبقة عازلة بين الناس والدين الحقيقي، يحجب أصحاب الإرهاب الثقافي عـن النـاس بـجـدار سميـك معنى الثقافة الحقيقية وجوهر الإبداع الأصيل.
إن كهنة «الثقافة» وكهنة «الأديان» يدعمان بعضهما البعض. وهما ظاهرتان يفرزهما مناخ واحـد وترسخهما منظومة واحدة ، أو لنقل إنهما وجهان لعملة واحدة، وإن كنا نرى أن كهنة «الثقافة» هـم الأكثر خطورة ، فاستمرار الإرهاب الديني مرهون بسيادة الفكر الواحـد والتعصب لرؤى فكرية محددة تفرض حصارها وسيطرتها، وهذا بالتحديد ما يرسخه كهنة «الثقافة» . هم يزرعـون بـذور «التعصب» الفكـرى و«التزمت» الإبداعي، كأسلوب حياة ونمط للتفكير.
حركة الحياة، وإن أصابها بعض التراجع، هي دائمـا نحو الارتقاء، ولذلك فإن أصحاب المؤسسات «الكهنوتية» وأنصار الفكر «الكهنوتي» في الدين والثقافة على حد سواء، هم إلى زوال.
--------------------------------------------------------



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلم بعالم ليس فيه فلوس
- لا تحرجنى مع - الخريف - ... قصة قصيرة
- الحصار ضد الأقليات المبدعة
- 22 أكتوبر ميلاد - نوال - أمى
- قصتى معك ... قصة قصيرة
- يوم فى حياتى ... قصة قصيرة
- الخوف من الاختلاف
- أحب أن أعرف موعد ومكان وطريقة موتى
- جيفارا .. الموت من أجل كوب لبن لكل أطفال العالم
- اعلان زواج .. خطيئتى .. فنجان من الغيب المحوج ثلاث قصص قصيرة
- الشهر العاشر .. زينب جدتى قصتان قصيرتان
- تأملات : - غاندى - الفقر أسوأ اشكال العنف
- تنويعات متفلسفة مع بدايات الخريف
- وطن يعطينى مرتبا شهريا على تمردى
- 13 سبتمبر ميلاد أبى شريف حتاتة
- فنان أخذ من - البحر - الاسم والعنفوان والخلود
- مصلحة البشر وسعادتهم وحريتهم فوق الأديان
- الموت على البث الحى
- تأملات .. الرأسمالية وباء وداء
- العَلم والقلم ..... ثلاث قصائد


المزيد.....




- أي أخلاق للذكاء الاصطناعي؟ حوار مع العالم السوري إياد رهوان ...
- ملايين السويديين يتابعون برنامجًا تلفزيونيًا عن الهجرة السنو ...
- متطوعون في روسيا يساعدون الضفادع على عبور الطريق للوصول إلى ...
- واشنطن: صفقة المعادن مع كييف غير مرتبطة بجهود وقف القتال في ...
- wsj: محادثات روما قد تضع إطارا عاما وجدولا زمنيا لاتفاق أمري ...
- قتلى وجرحى.. مأساة في حلبة مصارعة الديوك! (فيديو)
- سيئول: 38 منشقا كوريا شماليا وصلوا إلى كوريا الجنوبية
- خبير أمريكي: الاتحاد الأوروبي سينهار وسيأخذ معه الناتو
- -أيدت فلسطين-.. قاض أمريكي يحدد جلسة للنظر بقضية طالبة تركية ...
- تونس: أحكام بالسجن بين 13 و66 عاما على زعماء من المعارضة في ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - كهنة الثقافة وكهنة الأديان