ولم يكن الحب كما قالوا

لويس ياقو
(Louis Yako)

الحوار المتمدن-العدد: 7414 - 2022 / 10 / 27 - 17:50
المحور: الادب والفن
    

ولم يكن الحب كما قالوا ..
فهو لا يدوم إلى الأبد كما ادّعوا
هو لحظات عابرة
لا يميزها إلا من له بصر وبصيرة...
لا يراها إلا من يكون بانتظار البرق،
وكالبرق لا نعرف أين يمضي ...
ولا يعيش سوى الحب
الذي يعرف التوقيت المناسب للحضور والرحيل..
والحب لم يكن مرادفاً للشرف حسب تعريفهم ،
بل هو أحياناً الوعي الذي يحل علينا
بعد أن نخون أو نخذل من نحب!
وليس الحب يد تمسك بيد إلى الأبد،
بل هو ظهيرة مملة
دون كلمات
دون فعاليات...
الحب ليس انجذاب جنسي يدوم مدى الحياة
كما يدّعي الكثيرون،
بل هو عمق العشرة التي تظل
بعد همود نار الهورمونات
بعد سكون ضوضاء اللانضج
بعد توقف المشاجرات والمشاكسات الصبيانية..
هو البناء الذي يظل منتصباً
بعد الإصابة بضعف الإنتصاب...
هو شهوة الحياة
التي تولد بعد آخر بيضة من آخر دورة شهرية...
هو أحياناً النشوة التي تصالح الواقع بالأمل،
والتي قد لا تظهر إلا بعد ما يسمونه خطأ ب(سن اليأس)...
الحب أرملة تسرح شعرها الأبيض
في باص أو في مكان عام
غير مبالية بالمارة والمتفرجين،
قبل أن تخرج تفاحة من حقيبتها
التي لا تواكب الموضة العصرية
لتقضمها بما تبقى لها من أسنان ...
الحب عين تحيطها التجاعيد
ولكنها قادرة أخيراً على رؤية العالم
بعين واعية، حيادية، وذكية
دون تجميل أو تشويه مبالغ فيهما...
الحب لحظات اِنتشاء يتخللها
الكثير من الملل والتعب والعتب وخيبة الظن...
مقياسه ليس وردة حمراء ودب وهدايا غالية بأغلفة فضفاضة،
بل هو من يظل عندما ترتفع أرقام
السكر والضغط والكوليسترول،
بعد إجراء عمليات القسطرة والركبة...
الحب قد يصبح أقوى بعد هشاشة العظام
ويحرك الجبال عند الإصابة بالروماتزم ...
هو ثوانٍ تتشابك بها نظراتنا
مع نظرات غريب
يهبنا أحساساً لم نحسه
مع من عشنا معهم سنيناً طويلة ...
الحب ملامسة مؤقتة لذراع غريب
في باص أو قطار أو طائرة...
أو نظرة عابر في الشارع
يحسسّنا بأنه فهم اللعبة مثلنا
ولكن ليس باليد حيلة...
الحب ليس كما قالوا ... ليس كما قالوا ...
الحب ليس واحد + واحد = اثنان..
فالحب تارة ثلاثة أو أكثر،
وتارة تجده ينمو عند درجة الصفر أو تحتها
في عزلة، في وحدة، وفي اعتكاف...
أما آن الآوان لننسف كل ما نسب ظلماً وكذباً للحب؟
أما آن الآوان لنجد تعاريف جديدة للحب؟
أم تراه – كما قال آخرون – يحترق ويموت
عندما نحاول القبض عليه بين أيدينا؟

#لويس_ياقو (هاشتاغ)       Louis_Yako#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات