|
بِمَ يَحْلُمُ الورْدُ؟ (استرسال3)
كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7412 - 2022 / 10 / 25 - 15:34
المحور:
الادب والفن
يَمُـــدُّ الورْدُ كُلَّ مَسَاءٍ
إلَى طَوَاحِينِ الظَّلاَمِ
جِسْرًا مِنْ عَرَقِ الصَّلْصَالِ
وصَلْصَلَةِ الأَمْلاَحِ
عَسَى إلَهٌ مَا يَسْتَيْقِظُ يَوْمًا
يَمُرُّ إلى مَنْ جَفَّتْ فِي دِمَائِهِمْ
جَعَافِرُ الأحْلاَمِ الوَدِيعَةِ،
عِنْدَ الهَضْبَةِ الحَمْرَاءِ
الْتَقَيْنَــا، كانَ يُحِبُّ دَفْنَ الطُّيُورِ
يَقُولُ: أدْفِنُ فِيهَا صَرْخَةً تَعْبَثُ
فِي صَدْرِي مُنْذُ وِلاَدَتِي،
كَانَ يُحِبُّ دَفْنَ الطُّيُورِ الطَّرِيَّةِ
فِي جُذُوعِ الصَّنَوْبَرِ،
يَقُولُ: تُزْهِرُ يَوْمًا أجْنِحَةً فِضِّيَّةً
كالأشْرِعَةِ، كانَ كُلَّ صَبَاحٍ
يَسْقِيهَــا بِمَا يَجُودُ بِهِ الفَجْرُ
مِنْ طَلٍّ وضَوْءٍ وأحْزَانٍ،
يُكَدِّسُ الخَرِيفُ رَمَادَهُ
فِي أرْوِقَةِ الغَابَاتِ والقَلْبِ،
هذا الخَرِيفُ المُخِلُّ بالألْوَانِ
يَعْصِرُ دَمْعَهُ الحَامِضَ
فَوْقَ مَعَاطِفِ الفَرَاشاتِ والشَّجَرِ
أسْألُهَا ونَحْنُ نتَوغَّلُ فِي يُتْمِنَا:
- مِنْ أيْنَ أنْتِ؟
- مِنْ شَمَالٍ مَا.
- هلْ يَجْتَاحُكِ الحَنِينُ؟
- وَجْهُ الأرْضِ شَاحِبٌ.
- أأنتِ عاشِقَةٌ؟
- الخَرِيفُ بِئْرُ الغُبَارِ الآسِرِ.
- مَتَى تَعُودِينَ إلى مَائِكِ؟
- خُطَانَا فَرِيسَةُ الصَّدَأ المَوْسِمِيِّ
- كيَفَ ألْقَاكَ فِي هَذَا العَمَى؟
- طَيْفًا يَنْسَلُّ مِنْ وَجَعِ شَاعِرٍ
أوْ مِنْ مِصْبَاحٍ عَتِيقٍ.
يا شَجرَ الصَّنَوْبَرِ الهَارِبَ
فِي حَنَايَا تَرَاتِيلِ الحَمَامِ
مُدَّ للورْدِ سَبِيلاً إلى القَلْبِ،
واصْبِرْ على نَزَقِ الرِّيَاحِ
حتَّى تَمْلأَ سِلاَلَهَا مِنْ صَبْرِنَــا
أمْشَاجًا؛
يَا لَورَعِ الصَّنَوْبَرِ
يُلْقِي أكْبَادَهُ قُرْبَانًا
علَى مَذْبَحِ الخَرِيفِ العَفِنِ
فِي انْتِظَــارِ قَافِلَةِ الغُيُومِ،
قَدْ تَأْتِي قَدْ تُعْطِي قَدْ تُرْسِي
وأذْرُعُ الأشْجَارِ مِينَــاءٌ.
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بِمَ يَحْلُمُ الوَرْدُ؟ (استرسال)
-
بِمَ يَحْلُمُ الورْدُ؟
-
مقام العشق
-
وجْهُ الشّنْفَرَى
-
أورفيوس
-
الجريمة
-
امرؤُ القيسِ
-
عناوين الحياة
-
المَنِيَّةُ
-
مزمور أشعياء (2)
-
رسم نجمٍ
-
وصفوا لي الصّبر
-
نافذتي
-
الحَظُّ
-
مزمور أشعيا
-
نشيد
-
كاليغولا
-
ميادة الحناوي
-
أوَّلِيَّات
-
أحزان سنّمار
المزيد.....
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|