عمر حمش
الحوار المتمدن-العدد: 7408 - 2022 / 10 / 21 - 02:50
المحور:
الادب والفن
هزَّ الأجداثَ صوتٌ آمرٌ؛ فقامتْ الأكفانُ من رقادِها.
لم تُطِلْ؛ كلُّ كفنٍ حررَ يديه،
وتداعتْ، ولم يتأخرْ كفن.
ساطهم الصَّوتُ؛ فاستجابوا، زحفوا عبرَ الرملِ، من كلّ صوبٍ.
وكان الصوتُ طيرا؛ يصيحُ تحت الشمسِ:
لا يتبقى أحدٌ في الباطن.
وكانت الشمشُ بكرا، تجدلُ خيوطها، وبكفّها تلوّح، وحشودُ الأكفانِ على الطّريق.
وكان العسكرُ على المنافذِ خُوَذا، وأكعابا منَ حديد.
وأمواجُ الهتافِ السائرِ تمطرُ الخوذ.
وكان الدمُ الدافقُ يصعدُ؛ ليهوي على الرملِ الضاحك.
وضجّ العسكرُ، وهم يهرولون، والشمسُُ جذلى تقهقه.
وقهقه الكونُ.
الأرضُ، والسماءُ، ونجومُ بانتْ في عزِّ الظهيرة مقهقهة.
وقهقهتْ الغاباتُ البعيدة، وهي تطلقُ شموعا مقهقهة ..
وحدهم العسكرُ كانوا واجمين.
وحدهم العسكرُ كانوا في عبوسِ في حفلِ الدنيا المقهقهة.
#عمر_حمش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟