|
مهمة خاصة: نجاب و آخرون.
قصي لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 1692 - 2006 / 10 / 3 - 06:28
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
الصحراويون في الصحراء الغربية لديهم عتاب يكاد يدوم علي إخوانهم العرب، خاصة في المشرق ليتحول مع الزمن إلي النظر بريبة إلي كل ما يصدر من عندنا. يقول الصحراويون إن الطوق السياسي قد ضرب عليهم منذ احتلال إسبانيا لوطنهم سنة 1882م، و التي درست في مدارسنا المشرقية تحت عنوان “ ريو دي أورو “، أو الصحراء الإسبانية. يقولون نتفهم الطوق السياسي المضروب علينا، لأن طبيعة الأنظمة العربية في أغلبها هي من طينة واحدة، سواء الملكية الوراثية أو حتى الجمهوريات التي هي الأخرى في طريقها لتصبح وراثية، و قد تكون الوراثة للكراسي عمودية، كما يمكن أن تكون أفقية. إلا أن ما لا يفهمونه هو الطوق الإعلامي العربي حتى بعد أن انفتح في السنوات الأخيرة، بل يتأسفون أن بعض هذا الإعلام تبني أطروحة حكام الرباط، و هذا ليس فيه ما يعاب إلا أن العيب كل العيب أن يصبح بعض الإعلاميين العرب منبرا للهجوم علي الصحراويين، و بعض الفضائيات العربية يحز في أنفسهم أنها صارت في هذا الاتجاه و تجاهلت القضية الصحراوية بنوع من الانحياز المتطرف للحكومة المغربية. من بين هذه الفضائيات، قناة العربية، التي سبق لي أن تطرقت لما جاء في حلقتين من مهمة خاصة ليومي الخميس 7 و الخمواس 14 من شهر أيلول ( سبتمبر) 2006، و بدل أن يكون ذلك مساهمة مني في التخفيف من وطأة البرنامج علي الجانب الصحراوي، هاهو الصحفي معد مهمة خاصة يواصل طريقه في تحريض الرأي العربي علي البوليساريو، ففي مقابلة مع النقيب المغربي الطيار علي نجاب و ما عانه في الأسر عند البوليساريو لمدة خمس و عشرين سنة ما يلفت النظر. فمن هو الطيار المغربي علي نجاب؟ و كيف تم أسره؟ و لماذا لم يفرج عنه طيلة ربع قرن؟ و كيف كان يعامل من طرف الصحراويين؟ الجانب المغربي لديه العديد من الأجوبة عن هذه الأسئلة بطريقته الخاصة، فقد أقام الدنيا و لم يقعدها حول الأسري المغربيين عند البوليساريو، بل إن بعض الصحف المغربية وقوي سياسية محسوبة ضمن حريم القصر الملكي، تريد تبييض وجه حكومة الرباط، بصب جام غضبها علي البوليساريو التي ينعت أعضاؤها هناك بالانفصاليين. و الجانب الصحراوي لديه تفاسير مغايرة، يطرح ضمنها سيلا من الأسئلة، يقولون: النقيب الطيار المغربي علي نجاب كان يقود سرب طائرات ( ف5 ) انطلاقا من القاعدة الجوية بالعيون، كبري مدن الصحراء الغربية، و تحت أمرته تمت قنبلة مخيمات الصحراويين الفارين من الاجتياح المغربي لبلادهم، و ذلك في شهري كانون الثاني ( يناير) و شباط (فبراير) 1976 في أم ادريقة جنوب الصحراء الغربية و قلتة زمور و التفاريتي شمال شرقها، يقودهم النقيب علي نجاب، إذ اسقطوا مئات قذائف النابالم و الفسفور الأبيض علي المدنيين العزل، فقتلوا أو جرحوا أكثر من 25 ألف مواطن صحراوي. و يتساءل الصحراويون لماذا يقوم قائد هذا السرب بإصدار أوامره لصف الضباط الطيارين بتقتيل هؤلاء العزل، بل حتي إبادة حيواناتهم؟. ولما وقع علي نجاب في الأسر بعد إسقاط طائرته (ف5) شرق مدينة السمارة، في أيلول (سبتمبر) 1978، سأله الصحراويون عن ذلك أجاب: لدينا أوامر صارمة من القيادة العليا بقتل كل ما هو حي. وربما يعيدنا هذا إلي خطاب الحسن الثاني المثير للجدل و هو يوعز الي منفذي مسيرته التي سماها الخضراء: إذا وجدتم إخواننا الأسبان فتقاسموا معهم الخبز و الماء وإن وجدتم غيرهم فجيشي يحميكم". و الحسن الثاني يعني بغيرهم المجاهدين الصحراويين. سؤال الصحراويين المركزي هو: لماذا يدخل هؤلاء الضباط و صف الضباط و الجنود المغربيين الصحراء الغربية؟ لماذا يجازفون بحياتهم في أرض ليست أرضهم؟ لو بقوا في بلادهم لما تعرضوا لما لاقوه. إلي هنا يمكن القول إنهم مأمورين، لكن أليس هناك إحساس أو ضمير ينهاهم عن تقتيل الأبرياء المدنيين؟ ألا يستطيع الطيار أن يفرغ حمولة طائرته بعيدا عن العوائل و الشيوخ و الأطفال؟ و من بينهم قائدهم علي نجاب؟. الرجال زج بهم في أتون حرب رغما عنهم، هذا منطقي، لكن لماذا أهملوا من طرف دولتهم؟ ألا يعلم القارئ الكريم أن الحكومة المغربية رفضت استقبال 200 أسير من جنودها المفرج عنهم من طرف البوليساريو مدة أربع سنوات ( من 1991 إلي 1995)؟. جاء في صحيفة “ ماروك إبدو ” وهي تقدم معاناة علي نجاب ”يضاف إلي هذا الكوكتيل النفسي المتفجر، اللامبلاة و الصمت الرهيب للسلطات المغربية أمام هذا الملف الذي يعتبر طابو، كل شيء يمر و كأن الدولة يحذوها الحياد إذا ما اعترفت أن هناك أسري حرب في الجهة الأخرى، يجب أن لا يتم الكلام عنهم، صه صه..... يجب تفادي ذلك حتى لا يستغله العدو...... بالنتيجة إن عائلات أسري الحرب المغربيين لم يستطيعوا حتى تأسيس جمعية..... “و أضيف لما قالته الصحيفة المغربية أن ما يطلق عليه في المغرب القوي السياسية أو الأحزاب كانت هي الأخرى خرساء بل متواطئة. فلو فتحت حكومة الرباط بابا أو نافذة للتفاوض مع الصحراويين لما عانى الأسري المغربيين ما عانوه طيلة سنوات الأسر، و هو ما يسقط علي الصحراويين الذين أسروا من طرف المغرب. الدولة العبرية، المتتبع الكريم، تشن اليوم حرب إبادة ضد الفلسطينيين من أجل تحريرجندي إسرائلي واحد. و شنت حربا مدمرة ضد لبنان الجريح لتحرير أسيرين، بل إن كل جول المعمورة تقوم بخطوات لإنقاذ جنودها الذين وقعوا في الأسر، باستثناء الدول المغربية وأحزابها السياسية، تلك الأحزاب التي يمكن أن يطلق عليها إثني عشر حزب واحد يقوده الملك، ويبقي حزب النهج الديمقراطي و بعض الآراء المثقفة والحقوقية إستثناء من الطقوس اغلملكية في المغرب. ملك المغرب الراحل الحسن الثاني لما أستقبل وفد البوليساريو بمدينة مراكش في كانون الثاني (يناير) سنة 1989، لم يتطرق إلي موضوع الأسرى و أظن أنه لو فعل لكان الصحراويون أجابوا بسخائهم المعهود بنعم. لماذا؟ ربما كان لديه تخوف من أن يثير الوفد الصحراوي قضية المفقودين الصحراويين المدنيين من عجائز و شيوخ و رجال، و حتى أطفال و صبية في المعتقلات السرية المغربية الرهيبة بعيد عن أنظار العالم و لم يفرج عن 360 منهم إلا في شهر حزيران (يونيو) 1991 بعد أن أمضوا 16 سنة نزلاء تلك السجون. و حتى ولي عهده ( الملك الحالي محمد السادس) لم يثر قضية الأسري المغربين لما استقبل رفقة وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري وفدا عن جبهة البوليساريو بمدينة الرباط سنة 1996، و الذي لما طلب منه المفاوضون الصحراويون التدخل لإنهاء النزاع الصحراوي المغربي أجابهم: " فاقد الشيء لا يعطيه" أي أن كل الأمر بيد الحسن الثاني. و يرد الصحراويون الآن: "تري ما موقف جلالته اليوم وبيده كل شيء". يطول الحديث في هذا الموضوع إلا أني أحبذ أن أسلط الضوء علي النقيب المغربي الطيار محدث قناة العربية في مهمة خاصة ليوم الخميس 21 أيلول (سبتمبر) 2006 و لربما يسقط دلك علي بقية رفاقه من الضباط و صف الضباط و الجنود المغربيين، فقد كانوا ضحية هذا الحرب التي لا ناقة لهم فيها و لا جمل، كما كان الصحراويون ضحية لها، ألا أن الأخيرين كانوا يدافعون عن وطنهم أو هكذا يعتقدون. أعود إلى سؤالي الأول عن من هو الطيار المغربي علي نجاب؟ هو علي نجاب محمد عبد السلام المزداد سنة 1943 بمدينة تازة المغربية، استفاد من دورات تدريبية في كل من فرنسا و أمريكا و إيران. عمل بالقاعدة الجوية بمكناس، قائد سرب متكون من 15 طائرة مقاتلة بمدينة العيون كبرى مدن الصحراء الغربية. كان يرفع معنويات طياريه بطلعاته الجوية أمامه أو قنبلة مخيمات المدنيين الصحراويين و حيواناتهم. تلك الطلعات كانت مخالفة لشعار صف الضباط المغربيين آنذاك ”علي باش تولي “أي ارتفع بطائرتك عاليا حتى تضمن العودة بسلام. و هكذا وقع الطيار النافد في الأسر بعد إسقاط طائرته من طرف الاستقلاليين يوم فاتح أيلول (سبتمبر) 1978 شرق مدينة السمارة كما أسلفت. كيف تعامل معه الصحراوين؟ يقولون أنه طلب منهم التطوع لتدريس اللغة الانجليزية في إحدى إعداديا تهم و تم له ذلك. إذن الرجل كان يعامل معاملة خاصة ليس من طرف آسريه بل و من متعلميه أيضا. و بطلب منه أيضا أجري مقابلات مع عدد من الصحفيين الأجانب ز قد صرح ما من مرة برضاه عن المعاملة التي يتلقاها، كما كان الصحفيون – و بعلم من الصحراويين – ينقلون أخباره إلي ذويه، تغذيته كانت أجود من الصحراويين أنفسهم، الذين ما زالوا في نفس الوضع المأساوي المفروض عليهم من طرف حكومة الرباط كما يقولون. فالرجل الذي قتل الأطفال و النساء و الشيوخ بات معززا من طرف القوم حتى عاد إلي بلاده يوم 10 أيلول ( سبتمبر) 2003. فأنكر كل المعاملات و سلط لسانه علي الصحراويين، و أرسل شاهدا إلي عدد من المنظمات الدولية الحقوقية و الإنسانية ليدلي بدلوه منتقد جبهة البوليساريو بعض المواقف ربما تنير القارئ الكريم لمقالتي هذه: 1 - جاء في جريدة مروك ابدو التي سبق لي أن تطرقت لها تحت عنوان: سؤال: يوم 12 أيلول (سبتمبر) 1978 لما كانت زوجة نجاب في المطبخ طرق الباب رجلان في زيهم العسكري يطلبان لقاءها، توجهت إليهما، مفاجأة إنه قائد القاعدة الجوية بمكناس رفقة ضابط آخر و قلت أن شيئا قد وقع بدأت أصرخ – لا أريد أن أسمع شيئا، كنت أعتقد أن علي قد مات . لقد طمأنوني لما قالوا لي انه حي يرزق، إلا أنه وقع أسيرا لدي العدو، ,أن أسره ل، يطول لأكثر من ستة أشهر علي أبعد تقدير” تقول عتيقة. 2 – في جريدة لوموند الفرنسية ليوم 10 تشرين الأول (أكتوبر) 1976 نقرأ ما يلي: ” لطيفة جواهري لم تقتنع يوما بأن زوجها أحمد بن بوبكر وهو أول طيار مغربي يقع في الأسر يوم 21 تشرين الثاني (نوفمبر) 1976. سقطت طائرته و عـد مفقودا. لقد أرسلوا لي شهادة وفاته، و تعازي صاحب الجلالة لكني لم أستطع أن استسلم لموته، و الدموع في عينيها. شـهـران بعد ذلـك و أنا أفتح المذياع تعرفت علي صوته، لقد عرف بنفسه في حصة إذاعية، إلا أن أجمل الأيام في حياتي بكل تأكيد هو ذلك اليوم الذي كان معي علي الخط الهاتفي ليعلن لي إطلاق سراحه”. 3 – في نفس الصفحة من جريدة لوموند الفرنسية حول الأسير السابق جامع أيوب 56 سنة يقول: لقد سقطت في ميدان المعركة برصاصة في فخذي. بعد ستة أيام في الصحراء أتغذي فيها علي الأشواك، فقدت الوعي، لما عثر علي البوليساريو، حاولوا علاج الجرح، و أحاطوني كلية بالجـص إلي العنق لقد نحفت غلا أنني أعاني معنويا بالخصوص و بدون مسكنات لا أستطيع النوم” تركه ضباط مرميا في الميدان فأنقذه البوليساريو... و في الختام يقول الصحراويون: ” إن هؤلاء جنودا و صف الضباط و الضباط لن يقولوا فينا إلا ما أمروا به. لكن في أعماقهم يعرفون أنهم عـوملوا أحسن من مواطنينا الذين شردهم هؤلاء الضباط و صف الضباط و الجنود المغربيين.
#قصي_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مهمة خاصة:من المجد إلي الحريم
المزيد.....
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع
...
-
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|