أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - لَا، لَمْ يَكُنْ حُلْمًا














المزيد.....

لَا، لَمْ يَكُنْ حُلْمًا


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7401 - 2022 / 10 / 14 - 02:25
المحور: الادب والفن
    


وأنا أهيمُ ذائبًا بين فلوات آلبلدات، نسيتُ في خضم نَصَب ضنك جولاتي فَكِّ شيفرةِ بابِ غُرفَتي الحميمة، تلك المترعة بالظلال والبرودة وسكينة دَعَة غفوة بُعيد آلضحى العامر بالأحلام.اكتشفتُ على حين غرة ضياع ذاكرتي، ضياع الطفل الذي كنتُهُ كَانَني.أنا لا أذْكرُ الآن منْ أينَ أَتيتُ أوْ إلى أيِّ مكانٍ سأمضي أو ما الغاية وراء حركاتي لِمَ هذا السعي المحموم وراء أشياء لم تعدْ إلا في حكم الانقراض وزوال الذين عاشوا هنا مكثوا مروا عبروا غبروا لم يُطيلوا آلبقاء، ماذا كانتْ مُهمَّتي الَّتي أوكلْتُ بها، مَنْ أوْكَلني ما آلمهام التي في منعرج ما تنتظرني؟لا جواب..ما العمل، أأعودُ من حيثُ أتيت، ألقي كل شيء وراء ظهري نسيا منسيا أم أتشبت بما تبقى في مسامي من فجوات الفراغ ألقط ما يصادفني عبرها من أنوار تجمعها مقلتاي أكف عن الإصرار على آلطَّرْق غير آلمسموع أصُوغُ مِفْتاحِيَ السري الخاص أولجُه الخرْمَ العنيدَ أديرُ دورة أولى أفض البَكَرة الجاحدة..غجغجغج..تتوجع لا أبالي أوغِلُ مسماري المُسَنن الناتئَ الشائخ دورة ثانية وثالثة ثم..هوووب..أغمض حواسي كلها وكما تفعل لقالقُ المروج تَرْقَى أوكارَها بداية الربيع أَدْخُلُ أتوغلُ في عتمتي آلأثيرة شامخًا دون آستئذان أتنفسُ آلصعداء أطردُ آلخفافيش آلمتربصة أصرخُ صرخة واحدة تطمس معالم جميع آلزواحف وآلقوارض وآلهوام أرمي ببدني كيفما آتفق في أي زاوية أصادفها أمامي ثم هوووف أتكومُ أجْمَعُ ذراعَيَّ حول رأسي أُطَوِّقُنِي ثُمَّ أنام..وفي فجوة من آلفجوات بين آلغفوة وآلمنام أراني أرى ما لا أراهُ عادة في آلأحلام..مغمض آلعينين، أُبْصِرُ ما لا يُبْصَرُ..أبصرُ صُوري تنام..أرمقُ آلواقعَ الذي لم يقع..أدْرِكُ عالما آخرَ يشبه عالمنا ويخالفه..أتأملُ كَيْنُونتي غاطسة في كينونات أخَرَ.ألْحَظُ وجوها تضحك..أتحسسُ نسمات تُبْحِرُ تنعم في غدق الفرح..ألمحُ كُريات دقيقة تشع بأنوار تتيه كرذاذ الأمواه في آلعيون كزخات حَباب آلمطر..أتابعُ الأنداءَ تعلو تنهمرُ في سَنًى في صفاء في حبور..لا لم يكن حُلْما ذاك الذي كنتُ أراه..كنتُ أراني منحدرا شاهقا صاعدا مُتعددا منفردا متشظيا متفرقا منتشرا متحدا متطايرا متصلا منفصلا متعاليا في صور شتى أمرحُ ألهُو أركضُ ناطّا واقفا مقعيا صاخبا هادرا ساكنا متفرقا وملتئما، كل ذلك في الآن نفسه..أستلُّ من جيب بنطال طفولتي آلصيفي القصير بلورات وأنوارا، فرقعات ماء وجذوات حريق وألسنة من لهب كثيرة تشعشعُ في سماء بلا عَنان...كان تجليا شفافا باسما رائقا يستدعيني في سخاء في كرم لِأَكُونَ جزءا من عوالمه، فأتوجسُ أترددُ، ثم أهمُّ مقبلا عازما مدبرا مرتعدًا أمدُّ يَدَيّ إلى راحتيَّ هناك.. و..أنكفِئ.أفتحُ عينيّ خشيةَ التوغل في المجازفة أكثر، فتتراجعُ آلأنواءُ تنحسرُ آلأمطارُ تتشتت حُبيبات آلزلال، وكل آلصور تتداعى تمرق تتلاشى تندثرُ تنعدم في عدم يُطوق العدمَ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زُكَامُ آلْحُرُوفِ
- شَفيرُ آلْمَنَابعِ
- هَارَاكِيرِي
- وَتِلْكَ حِكَايَةٌ أُخْرَى(مقاربة عروضية لميمية الشاعر المغر ...
- الدّيناصور وآلطّيطار
- آآآيَمَّااااا
- رَيْثَمَا نَصْحُو آلصَّيْحَةَ التي لا نَوْمَ بَعْدَهَا
- وَصِيَّةُ كَافْكَا
- كُنْ أَنْتَ أَنْتَ لَا تَكُنْ أَنْتَ سِوَاك
- شَمَمْتُنِي
- وَطَفِقَ يَقْتَاتُ آلنُّجُومَ
- حَياةُ آلْمَطَالِعِ
- حَسَاءٌ أَبَدِيّ
- مَزيدًا مِنْ ثُغَاءِ بَاااعْ فِي مَزْرَعَةِ آلْمَتَاع
- نَقِيق
- اللعِينَةُ
- سَكَرَاتِ
- جرعة واحدة لا غير
- حُلْمٌ مُبَلَّلٌ
- لَحْظَةٌ وَكَفَى


المزيد.....




- بعد حكم الإعدام.. حكم جديد ببراءة مغني الراب الإيراني توماج ...
- Admhec “القبول بالجامعات” معدلات القبول الموحد في الجامعات ا ...
- انطلاق الدورة الـ77 لمهرجان -لوكارنو- السينمائي الدولي في سو ...
- البحر الأحمر السينمائي يعلن عن فتح الانتساب لدورته الرابعة 2 ...
- -أوروبا-: رؤية سينمائية تنتقد وحدة أوروبية مفترضة
- نجم شهير يتعرض لموجة غضب كبيرة بسبب انسحابه فجأة من فيلم عن ...
- تونس: الحكم بالسجن أربع سنوات على مغني الراب -كادوريم- وحرما ...
- 60 فنانا يقودون حملة ضد مهرجان موسيقي اوروبي لتعاونه مع الاح ...
- احتلال فلسطين بمنظور -الزمن الطويل-.. عدنان منصر: صمود المقا ...
- ما سبب إدمان البعض مشاهدة أفلام الرعب والإثارة؟.. ومن هم الم ...


المزيد.....

- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد
- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس
- ترجمة مختارات من ديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي بودلير / ياسر يونس
- زهور من بساتين الشِّعر الفرنسي / ياسر يونس
- رسالةإ لى امرأة / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - لَا، لَمْ يَكُنْ حُلْمًا