أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر ابو حلتم - اين ومتى رأيت هذا الوجه ؟!














المزيد.....

اين ومتى رأيت هذا الوجه ؟!


منذر ابو حلتم
قاص وشاعر ، عضو رابطة الكتاب الاردنيين

()


الحوار المتمدن-العدد: 7399 - 2022 / 10 / 12 - 01:52
المحور: الادب والفن
    


كان وحيداً.. مثل نخلة في الصحراء، وحيداً تماماً.. فراغ بارد غريب يشعر به في أعماقه.. قال لنفسه:
اشعر وكأن الريح تصفر في داخلي –
سار دون هدف .. وجد نفسه قريباً من الجبل ..سار صعوداً ، ثم جلس على صخرة ناتئة وكأنها خنجر مغروس في خاصرة الجبل . كانت السهول تمتد أمامه على مد البصر .. سهول غبارية اللون . لم ينتبه لغياب المدينة .. تساءل فجأة :
– ما اليوم ؟ ما التاريخ ؟ .. أين الشمس ؟
انتبه برعب إلى عدم وجود الشمس في السماء .. مع أن الضوء الباهت يغمر كل شيء .. انتبه برعب أشد إلى عدم وجود ظلال للأشياء .. أين ظلي ؟ هل هو كسوف الشمس ؟ لكن الكسوف لا يستمر كل هذا الوقت ..! هل هو حلم سخيف ؟ كابوس ممل لا داعي له ؟ حاول أن يلتجئ إلى المنطق .. المنطق يرفض عدم وجود الشمس والظلال في النهار .. إذن فهذه مجرد تخيلات و أوهام لا وجود لها .. وهو يشعر بالعطش والأفق بوابة مشرعة للفراغ . لكنه صرخ فجأة : اللعنة ..ولكن أين الشمس ؟
شعر بالبرد .. فقرر أن يسير .. لا يهم الاتجاه .. المهم أن يسير .. مشى مسافة طويلة .. طويلة جداً .. ليجد نفسه مرة أخرى قرب الصخرة الناتئة .. ضحك وضرب كفاً بكف .. هل هذه هي الحلقة المفرغة ؟ أم نظرية الكون الأحدب ؟ كرر جملته الأخيرة بشيء من الاقتناع .. هي نظرية الكون الأحدب .. ولكن ألم يجد هذا الكون الأحمق شخصاً غيري يمارس عليه تحدبه وغباءه ؟!
شعر بالنعاس نعاس ثقيل يشبه الخدر .. والبرد يزداد ..شعر بأنه سيموت .. تمدد بجانب الصخرة الناتئة وتساءل .. ربما كنت ميتاً فعلاً ؟ نعم أنا ميت .. ميت بلا شك . أحس بشيء من الراحة .. وهمس باسترخاء
– أريد أن أنام . سواء كنت حياً أو ميتاً .. فيجب أن أنام
الخدر يزداد وضباب كثيف يتجمع في رأسه المثقلة .. أغلق عينيه فلم ينتبه لقدميه وهما تتحولان إلى حجرين .. التحول يمتد إلى الأعلى .. لم ينتبه إلا عندما حاول أن يرفع يده الحجرية ليتحسس جبهته المتجمدة .. نظر إلى جسده الحجري .. حاول أن يبتسم .. لكن شفتيه تحولتا إلى حجرين .. ثم غاب كل شيء فجأة .. واختفى صوت الريح و أغلقت بوابة الأفق ..
انتبه من شروده .. كان يتكئ على تمثال حجري غريب الملامح .. يتمدد بجانب صخرة كأنها خنجر في خاصرة الجبل .. تساءل وهو يدقق في ملامح وجه التمثال الحجري
– أين ومتى رأيت هذا الوجه ..؟ .. أين ومتى ؟



#منذر_ابو_حلتم (هاشتاغ)       #          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد السبات .. قصة قصيرة
- وجهي والمدينة ..
- امن .. وقصص اخرى
- قطارات ...
- الكلب والتماثيل ..
- ثلاثة اصداء لصوت واحد ...
- لا تسمحوا لهم باحتلال ارواحنا ..!
- تقدم .. تراجع .. ايها الرقم المدجن !
- الشباب ووهم الحضارة الغربية
- الموتى لا يحلمون ... وقصص اخرى
- دراسة نقدية بقلم الدكتور  عماد علي الخطيب  - المطر في الشعر ...
- انشودة المدن الخاوية ..
- ذات سفر ..
- الشتاء دافئ هناك !
- القطيع والثورة .. وقصص اخرى
- سرب ايائل مذعورة يفر من قلبي !
- ما بين روسيا القومية .. وروسيا الشيوعية
- مرثية لمساء جديد ..
- وكمم عقلك !
- ايها الرقم المدجن ...


المزيد.....




- -ذبدبات من غزة- يظفر بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان لندن ال ...
- إعادة الإنتاج في 2024.. أفلام تبحث عن نجاح الماضي لكن النتائ ...
- نزل تردد قناة ماجد الجديد 2024 أحلى الأغاني المميزة لأطفالك ...
- دوناتا كنزلباخ.. ناشرة ألمانية وقعت في غرام الأدب المغاربي
- -منتدى أصيلة- يحتفي بـ-شغف وإرادة- محمد برادة
- ماضي الهيمنة والاستعمار.. هل تتغلب الفرنكوفونية على انحسارها ...
- نعي رسامة تشكيلية فلسطينية استشهدت رافضة النزوح من شمال غزة ...
- الإعلان 2.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 168 مترجمة على فيديو لا ...
- مسلسل الدم الفاسد الحلقة 10 مترجمة قصة عشق
- محاسن الخطيب: فنانة تشكيلية من غزة تنبأت بمقتلها في الحرب -و ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر ابو حلتم - اين ومتى رأيت هذا الوجه ؟!