أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - دلير زنكنة - البرازيل: هل الاشتراكية الديمقراطية هي الحل؟















المزيد.....

البرازيل: هل الاشتراكية الديمقراطية هي الحل؟


دلير زنكنة

الحوار المتمدن-العدد: 7398 - 2022 / 10 / 11 - 06:36
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بقلم نيكوس موتاس.

بعد أربع سنوات من حكومة بولسونارو اليمينية المتطرفة ، عادت الاشتراكية الديمقراطية المعروفة إلى البرازيل . يأتي انتصار لولا دا سيلفا الانتخابي تتويجًا للظهور الأخير للاشتراكية الديمقراطية في أمريكا اللاتينية ، بعد صعود لوبيز أوبرادور في المكسيك ، وغابرييل بوريتش في تشيلي ، وجوستافو بيترو في كولومبيا. 

مرة أخرى ، ستحتفل قوى اليسار الانتهازية بانتصار لولا دا سيلفا ، وتقدمها على أنها انتصار سياسي يُزعم أنه سيحقق تغييرات إيجابية للطبقة العاملة البرازيلية والشرائح الشعبية. لا شك أن هزيمة بولسونارو ستكون خبراً إيجابياً ، لكن السؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه هو ما يلي:هل تقدم الاشتراكية الديمقراطية بديلاً حقيقياً لهيمنة رأس المال في البرازيل؟ 

في يونيو 2021 ، بعد انتصار غوستافو بيترو في كولومبيا ، كتبت مقالاً أشرت فيه إلى الدروس التاريخية التي يجب تعلمها من ما تسمى بـ "الحكومات اليسارية":

"تُظهر التجربة التاريخية ، في كل من أوروبا وأمريكا اللاتينية ، أن ما تسمى بـ "الحكومات اليسارية" تنمي وتنشر الأوهام حول إضفاء الطابع الإنساني على الرأسمالية. ومع ذلك ، فإن الحقيقة المؤلمة هي أن الرأسمالية الإنسانية مثل بابانويل، لا وجود لها. حالة الحزب الاشتراكي الفنزويلي الموحد في فنزويلا هي مثال رمزي على فشل النظرية الانتهازية "اشتراكية القرن الحادي والعشرين". أمثلة لولا روسيف في البرازيل ولوبيز أوبرادور في المكسيك أكدت أنه لا يمكن لأي حكومة "يسارية" أو "تقدمية" مهما كانت نواياها أن تقدم حلولاً فعلية وجذرية لمشاكل الناس ما دامت وسائل الإنتاج في أيدي رأس المال. في أفضل الحالات ، تبنت هذه الحكومات بعض السياسات ضد الفقر المدقع ، ولكن حتى هذه الإجراءات تم التراجع عنها لاحقًا طالما أنها كانت غير متوافقة مع الاقتصاد الرأسمالي. بعد كل شيء ، فإن ازدهار الطبقة العاملة بحكم التعريف لا يتوافق مع ربحية الرأسمالية . " https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762001

تم التعبير عن الإدارة اليسارية للنظام الرأسمالي من خلال حكومات "حزب العمال" الاشتراكية الديمقراطية (PT) في الفترة 2002-2016. ترافق ظهور لولا في رئاسة البلاد في عام 2002 بوعود بإعادة توزيع الثروة ، ومعالجة الفقر المدقع ، ومحاربة التفاوتات الاجتماعية العميقة التي ابتليت بها البرازيل بعد عقود من الإجراءات القاسية المناهضة للشعب. صحيح أنه بين عامي 2003 و 2010 ، شرعت إدارة لولا في تنفيذ بعض الإصلاحات المؤيدة للعمال والتي ، إلى حد ما ، قللت من معدلات الفقر المدقع.

ومع ذلك ، حتى هذه الإصلاحات ، التي تم تبنيها في إطار طريق التطور الرأسمالي ، كان لها طابع سطحي ومؤقت ، لأنها لم تتحدى ، بأي شكل من الأشكال ، مصالح رأس المال الكبير. باتباع وصفة اشتراكية ديمقراطية في الاقتصاد ، قدمت حكومة حزب العمال مزايا معينة للعمال ولكنها ، من ناحية أخرى ، غذت قوة الاحتكارات بكل طريقة ممكنة. في ذلك الوقت ، خلال رئاسة لولا ، عندما نمت قطاعات مهمة من رأس المال البرازيلي بشكل ملحوظ ، أصبحت البلاد سادس أكبر اقتصاد في العالم واكتسبت الطبقة البرجوازية نفوذًا أقوى على الصعيدين الإقليمي والدولي من خلال مشاركتها في التحالفات الرأسمالية العابرة للحدود( بريكس BRICS، ميركوسور MERCOSUR ، اتحاد أمم أمريكا الجنوبية UNASUR ، إلخ). ومن الحقائق المميزة أنه في عام 2001 ، بلغت عائدات البنوك الاستثمارية البرازيلية 200 مليون ، بينما ارتفعت في عام 2007 إلى 1.6 مليار.

إن السياسة الاشتراكية الديمقراطية التي طبقته لولا دا سيلفا وخليفته ، ديلما روسيف ، لم تغير الظروف المعيشية البائسة للجماهير الفقيرة في البرازيل ، بل ثبت أيضًا أنها كانت مواتية لمصالح رأس المال الكبير.في عام 2011 ، بعد ثماني سنوات من "الحكومة اليسارية" لحزب العمال ، كان 60 مليون برازيلي يعيشون في فقر ، وأكثر من 8 ملايين شخص يعيشون في فقر مدقع. تم تعميق التفاوتات الاجتماعية ، واستغلت الجماعات الاحتكارية المحلية والدولية تنظيم كأس العالم (2014) وأولمبياد ريو (2016) لتعزيز ربحيتها ، بينما وصل الفساد داخل "حزب العمال" الحاكم إلى أبعاد فلكية. أدى الصراع البورجوازي الداخلي الذي تصاعد تدريجياً بعد اندلاع الأزمة الرأسمالية العالمية ، إلى جانب ظهور الفضائح الحكومية ، إلى تغيير علاقات القوة في النظام السياسي البرجوازي في البلاد. بدأت أقسام البرجوازية التي ربطت مصالحها منذ ما يقرب من عقد من الزمن بسياسات "حزب العمال" في البحث عن بدائل أخرى. كانت ذروة تغيير المشهد السياسي هي محاكمة الرئيسة ديلما روسيف في عام 2016 ، بعد انسحاب الأحزاب البرجوازية المتحالفة السابقة من الائتلاف الحكومي. مهدت هذه العملية الطريق للصعود السياسي لليميني المتطرف الديماغوجي جاير بولسونارو.

اليوم ، تشهد الطبقة العاملة و الفئات الشعبية في البرازيل مسرحية مماثلة. تأتي الاشتراكية الديمقراطية اللئيمة مجددًا، بشعاراتها التقدمية المعروفة ووعودها الكاذبة ، تزرع أوهامًا جديدة حول إدارة مزعومة مؤيدة للشعب ،للرأسمالية ، مصممة خصيصًا لمصالح ربحية رأس المال.لسوء الحظ ، فإن الحزب الشيوعي في البرازيل (PCdoB) يتحمل مسؤولية كبيرة لدعم أوهام الاشتراكية الديمقراطية مما يساهم في إيقاع الجماهير العمالية الكبيرة في شرك المفهوم الخطير للإدارة السياسية البرجوازية. حول هذه النقطة ، يجب أن نحيي السياسة المعتمدة على الذات والمستقلة المتبعة من الحزب الشيوعي البرازيلي (PCB) ، الذي شارك في الجولة الأولى من الانتخابات مع مرشحيه (صوفيا مانزانو وأنطونيو ألفيس دا سيلفا) وبرنامج راديكالي رافض لان يكون ملحقًا سياسيًا للاشتراكية الديمقراطية لحزب العمال.

يأتي مثال البرازيل ليُضاف إلى أمثلة شيلي والمكسيك وكولومبيا وفنزويلا وبوليفيا ودول أمريكا اللاتينية الأخرى ، التي تعلم أن الرأسمالية لا تتحسن لصالح العمال ولا تصبح إنسانية.إن إدارة النظام الاستغلالي تحت شعارات "يسارية" أو "تقدمية" أو "مناهضة لليبرالية الجديدة" لا تؤدي إلا إلى زرع الأوهام والتوقعات الخاطئة لدى الطبقة العاملة ، مما يؤدي ، عاجلاً أم آجلاً ، إلى خيبة أمل واسعة النطاق وانحلال أيديولوجي.

إن المخرج الحقيقي لمصالح الناس لا يكمن في القصص الخيالية القديمة الباهتة عن الحكومات "اليسارية" ، ولكن فقط في اشتداد الصراع الطبقي المنظم ضد نظام الاستغلال ، الرأسمالية. 

* نيكوس موتاس هو رئيس تحرير مدونة " الدفاع عن الشيوعية" .
ترجمة دلير زنكنة



#دلير_زنكنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية الطبقة العاملة؟
- تذكر السياسة الراديكالية لمارلين مونرو
- عودة الفاشية
- بيان مجلس تعاون قوى اليسار والشيوعية في إيران : تطورات ثورية ...
- تاريخ بيئي جديد للدول الاشتراكية
- عملية البناء الاشتراكي والوطني في كازاخستان وآسيا الوسطى. ال ...
- تمت خيانة الاشتراكية !
- ما هو المشترك بين زيوغانوف وتروتسكي؟ -اشتراكية السوق- بين ال ...
- كيف كانت الحياة اليومية في الاتحاد السوفياتي
- المادية الديالكتيكية وبناء نظرية جديدة للكم
- أرباح رائعة في أوكرانيا : أسرار البنك الدولي
- الكسندر زينوفييف عن حل الاتحاد السوفياتي
- أهمية التقييم النقدي للبناء الاشتراكي في القرن العشرين
- 2 تريليون دولار للحرب مقابل 100 مليار دولار لإنقاذ الكوكب
- الأزمة الاقتصادية و السياسية في الاتحاد السوفياتي
- السبعون سنة من عمري وجمهورية ألمانيا الديموقراطية السابقة
- ما هي الماركسية. نظرة عامة
- أرخبيل الغولاغ .فضح افتراءات سولجينتسين المناهضة للشيوعية
- الابادة الاوكرانية -هولودومور- و وثائقية -الحصاد المر- أكاذي ...
- الحزب الشيوعي الفنزويلي يستنكر -الهجوم المخزي -لقيادي الحزب ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - دلير زنكنة - البرازيل: هل الاشتراكية الديمقراطية هي الحل؟