أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - الفساد في العراق والحصانة السياسية














المزيد.....

الفساد في العراق والحصانة السياسية


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 7395 - 2022 / 10 / 8 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكثير من الكتاب والباحثين يجعلون من شهر نيسان لعام 2003 حدا فاصلا بين تاريخين, باعتبار زوال نظام صدام الدكتاتوري, وظهور دولة جديدة بنظام ودستور مختلف عما سبق, مع اننا ما نعيشه اليوم من فساد وفوضى بحقيقته ما هو الا الثمرة التي تم زراعتها في الزمن حكم الطاغية صدام, لقد كان العفالقة يخططون لتدمير المستقبل, عبر القنابل الموقوتة التي فخخ بها مستقبل العراق, ومن تلك الفخاخ كان صناعة فئة مستعدة للفساد بكل صوره, لقد كان الاعداد البعثي للعبث بالمستقبل منذ منتصف التسعينات, وعبر قيادات ادارية وتحت يدها جيش من الموظفين الشباب, بمختلف التخصصات وفي جميع الوزارات, وكان ينتظر منهم التغلغل في الدولة الجديدة.
نعم ايها القارئ ان نظام صدام عمل بجد ونشاط لتأسيس طبقة ادارية فاسدة, وجيشت الشباب الفاسد ليكون في عونها لتحقيق الهدف.

• دعوات لفتح ملفات فساد ما قبل 2003
لذلك ما ان سقط نظام الطاغية في نيسان من عام 2003 حتى ارتفعت الدعوات الشريفة لفضح المتورطين في ملف فساد برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء, لانه ان حصل فان سيكشف لنا مبكرا تلك الخيوط العنكبوتية العفنة, والتي كانت مهمتها الاساسية تدمير مستقبل البلد, لكن كان هنالك قرار بمنع فتح ملفات الفساد التي تخص ما قبل نيسان/2003, فحماية جنود صدام الخفيين مهم لتحقيق الهدف الامريكي, وهو نشر الفساد والفوضى.
ومع الاسف خفت الصوت حتى اصابه البكم, ولم يعد احد يتحدث عن فساد ما قبل نيسان/2003, بعد العاصفة الكبيرة التي ضربت البلد من ارهاب وتفجيرات وجماعات خارجة عن القانون, وظهور ذيول البعث بملابس جديدة نفس الفكر لكن تحت عناوين براقة.
وهكذا انتشر الفساد خصوصا ان بقايا البعث والكوادر الادارية تغلغلت في بعض الاحزاب الفاسدة والتي تشكلت بعد عام 2003, لتصبح جيوش صدام بلباس الاحزاب يمتلك حصانة من اي ملاحقة قانونية.

• محاربة قانون اجتثاث البعث
عملت قوى سياسية محلية والمحتل الامريكي على محاربة قانون اجتثاث البعث, بل كانت هنالك دعوات علنية للعفو العام عن اعضاء حزب البعث, بذريعة منحهم الفرصة بالعيش الكريم, ونشطت الجماعات الدينية المقربة من حزب البعث في الدعوة لمسامحة البعثيون, ورفعت شعار "عفا الله عما سلف", كي يعود البعثيون لمناصبهم في الحكومة, وحصلت استثناءات لشخصيات كبيرة في حزب البعث في وزارات حساسة, وكان عدد الاستثناءات بألاف كما صرح به اعلاميا في السنوات الاولى للتغيير, مما عطل عمل هيئة اجتثاث البعث من كيان الدولة, حتى تم اغتيال الرجل الثاني في هيئة اجتثاث البعث, ثم تغير الحال في السنوات اللاحقة كما عبر عنه امين الجامعة العربية في وقتها عمرو موسى حيث صرح: انه كان يظن هنالك اجتثاث للبعث, لكنه وجد اجتذاب للبعث!
هذا القانون كان حجر الاساس لبناء دولة قوية مستقرة, لكن هذا سيكون ضد رغبة امريكا الهادفة لأنشاء جمهورية هشة وتمارس الفساد.

• سلسلة طويلة من فضائح الفساد
كل يوم نسمع او نقرا عن جريمة فساد جديدة وتنشر الادلة الثبوتية للجريمة, عبر مواقع التواصل الاجتماعي او عبر الصحافة الالكترونية والمواقع الخبيرة وتتداولها برامج التلفاز, لكن الغريب لا يتم اجراء اي شيء بحق من تم فضحهم, من قبيل فضائح وزارة الدفاع وتعاقداتها في التسليح وقضايا منح المناصب حسب المزاج السياسي, او فضائح وزارة الصحة والتي لا تنتهي في عقود الدواء والاجهزة الطبية وفي منح المناصب حسب الولاءات, او فضائح وزارة النفط, او فضائح وزارة التربية وخصوصا قضايا الابنية المدرسية ومصائب طبع الكتب, وقضايا منح المناصب حب الولاء السياسي, وفساد امانة بغداد لا يمكن تجاهله, ووزارة الخارجية والتجارة والصناعة.. الخ.
وقصص وزارات الدولة والهيئات المستقلة لا تنتهي بل كل واحد منها يمثل دكان كبير لحزب سياسي حسب نظام تقاسم الوزارات, ولا يمكن تجاهل قصة الشركات الوسيطة الخفية التي عبارة عن دكان لحزب او سياسي مهمتها رفع سعر ما يتم استيراده للدولة من الشركة الاصلية بعشر اضعاف السعر الحقيقي ليذهب الفارق في السعر بجيب حيتان ودينصورات الفساد (لعنة الله عليها).
مع ان العراق يملك هيئات رقابية عديدة, لكنها جميعا اصابها داء الفساد والفشل, فكيف يمكن ان نتعمد على اجهزة فاسدة في الرقابة الحكومية.

• مستنقع يصعب ازالته
تحول البلد الى مستنقع كبير للفساد يصعب على اي شريف ازالته, كل شيء فاسد يمكنك ان تراه في هذه الارض, من الوثائق المزورة التي تمنح لقب علمي, الى مافيات التهريب التي تنشط ومن كل الانواع: من قبيل تهريب النفط, وتهريب الاثار, وتجارة الاعضاء البشرية, وتجارة المخدرات, وتجارة المشروبات الكحولية, وتهريب السلاح, وتهريب اي منتج غير مطابق للمواصفات, وكل هذه القذارة محمية ولا يجوز الحديث عنها وعن رجالها, ببركة الدينصورات, وكل هذا ليس سرا بل هو يجري فيوضح النهار.
حتى قال قائلا: نحتاج لتدخل السماء كي نتخلص من اسر الفساد, لانه اصبح غول كبير جدا, لا يمكن لأي قوة بشرية ان تقضي عليه.

• اخيرا:
الفساد في العراق سببه الاول سياسي, وكانت ارشادات ودعوات المرجعية الصالحة في وضع قاعدة للجماهير (المجرب لا يجرب), العلاج الشافي للشفاء من مرض الفساد, لو طبقها الشعب في الانتخابات, لحصل الجزء الاهم في حرب الفساد, عبر عزل القيادات السياسية الفاسدة, ومنعها من الوصول لقبة البرلمان وللسلطة التنفيذية, وعندها تظهر للوجود حكومة قوية, لا تشمل المجربين الفاسدين, مع وجوب فرض القانون على الجميع, وملاحقة اي تجاوز على القانون, عندها تضمحل اذرع الفساد, وتموت الحيتان والدينصورات التي تعتاش على المال الحرام.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحضير روح كاتب روائي
- الاقتصاد العراقي وخطر فوضى الاستيراد
- قصة قصيرة جدا/ جورية
- فكرة مصرف يساعد الناس
- ثلاث قصص قصيرة للكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي
- يجب محاربة منهج التسييس
- ممارسة الطبقية داخل مؤسسات الدولة
- الكرة العراقية تغرق في الفوضى والغموض
- نظام صدام وزرع ثقافة -العدو الايراني-
- الكرة في اسبوع/ فوضى عراقية وسخونة انكليزية
- الأرجوحة 13 ما بين الغموض والضياع
- قراءة في الفيلم الفرنسي فضل الليل على النهار
- كيف تحول اجتثاث البعث الى اجتذاب
- انتشار ظاهرة الابتزاز الالكتروني ضد النساء
- اسباب نكبة تصفيات كاس العالم 2006
- من مشاكل الرواية العراقية الحديثة
- ضرورة العودة الى الزراعة
- ضغوطات كبيرة على المحاسب الحكومي
- شروط تعجيزية ومقاعدة قليلة للدراسات العليا
- نظرة في روايات الرعب


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - الفساد في العراق والحصانة السياسية