أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - حدود الديمقراطية البرجوازية - نموذج الولايات المتحدة وألمانيا















المزيد.....

حدود الديمقراطية البرجوازية - نموذج الولايات المتحدة وألمانيا


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 7394 - 2022 / 10 / 7 - 17:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يزال انتقاد الحكومة الصهيونية ومعاملتها للفلسطينيين من المحرمات في أمريكا الشمالية وأوروبا، وسدّدت الصحفية كاتي هالبر ثمنًا مُرتفعًا لتعليق لها ضمن البرنامج السياسي الصّباحي الذي تشترك في رئاسة تحريره على قناة "هيل"، فتم تعليق محتوى البرنامج، في مرحلة أولى، "لمُراجعة محتواه"، ثم تم إلغاؤه، وفَصْلُ الصحافية من العمل لأنها وصفت "دولة إسرائيل" كدولة مَيْز وفصل عنصري"، وفقًا للمعلومات التي أوردتها "ذي إنترسبت" في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2022.
ادّعت إدارة االمحطّة الإعلامية "هيل" أنها مهتمة بالسياسة الداخلية الأمريكية وليست معنية بما يحدث في الخارج، ما يُعْتَبَرُ كذبًا وتزييفًا للوقائع، حيث بَثّت خلال الأسبوع الأخير من شهر أيلول/سبتمبر 2022، عبر نفس البرنامج "رايزنغ" تعليقات على الانتخابات في البرازيل، وتقريرًا عن فوز الفاشيين الجدد في الانتخابات الإيطالية وتقريرًا عن كوريا الجنوبية، وتقريرًا عن الحرب في أوكرانيا ، إلخ.
كان الخط التحريري لمحطّة (The Hill ) داعمًا دائمًا للكيان الصهيوني، ولكن زاد الدّعم ليُصبح مُطْلَقًا وبلا حُدُود، بعد الاستحواذ عليها من قِبَل التكتل الإعلامي ( (Nexstar Media Group) في آب/أغسطس 2022، مقابل 130 مليون دولار، وفي نهاية آب/أغسطس 2022، عينت الإدارة الجديدة نائبًا جديدًا لرئيس التحرير، شغل في السّابق مناصب رسمية منها مدير الدعاية للقنصلية العامة للكيان الصهيوني في نيويورك لمدة 18 شهرًا، وهو معروف بتنظيم ندوات ومؤتمرات دعائية لصالح الإحتلال، وقبل أسبوع من تعيينه في منصب نائب رئيس التحرير، قاد ندوة في جامعة "بار إيلان" الصهيونية، بعنوان "الدفاع عن إسرائيل ضد التحيز الإعلامي - كيفية مكافحة انحياز وسائل الإعلام الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي ضد إسرائيل: أفضل دفاع هو الهجوم المُنظّم والجَيِّد"، وترأس هذا "الصحفي" سنة 2016 مؤتمرا بعنوان "الدفاع عن سمعة إسرائيل"...
منذ العام 2019، أصبحت شركة ((Nexstar Media Group القابضة أكبر مالك للتلفزيون المحلي في الولايات المتحدة وتغطي قنواتها ما يقرب من 40% من جميع المنازل الأمريكية، وتمتلك هذه الشركة القابضة نفسها وتشغل وتقدم خدمات لنحو مائتَيْ محطة إذاعية وتلفزيونية في 39 ولاية، من إجمالي خمسين ولاية أمريكية.
لم يكن فَصْلُ "كاتي هالبر" من العمل لأسباب سياسية حدثًا معزولاً أو استثنائيًّا، وهي ليست المعلق الأول الذي يُطرد بسبب محتوى برنامجها الذي ينتقد بعض المُمارسات المُوَثَّقَة للكيان الصهيوني، فقد تم طرد "مارك لامونت" من شبكة سي إن إن لأنه قال إن فلسطين ليست الضفة الغربية فقط ولكنها تمتد من النهر إلى البحر، وتم طرْدُ أحد المُحرّرين "ناثان روبنسون"، بعد أربع سنوات من العمل، عندما كتب في رسالة على "تويتر" أن الكونغرس "لم يعُدْ مخولا بإقْرار نفقات جديدة ما لم يتم تخصيص جزء من هذه المبالغ لشراء أسلحة لإسرائيل."
أصبحت هذه الأشكال من الرّقابة مُعَمّمة، ويشتكي العديد من الأشخاص حول العالم من رقابة حساباتهم من قِبَلِ شركة فيسبوك (شركة متعددة الجنسيات، ذات منشأ أمريكي) لمجرد ذكر أي شيء عن الشعب الفلسطيني أو نقد بسيط للكيان الصهيوني، ولا تتوانى الشركة في وصف خطها التحريري بأنه "خط دفاع منيع عن إسرائيل."
في أوروبا، حطّمت ألمانيا (بالإضافة إلى فرنسا) جميع الأرقام القياسية للرقابة التي تستهدف أي شيء يمكن تشبيهه بانتقاد دولة إسرائيل، باسم "التوبة" الألمانية عن جرائم ارتكبها نظام ألمانيا ضد مواطنين من ألمانيا أو من أوروبا، ولا علاقة للشعب الفلسطيني، والعرب أو المسلمين بها.
لا يوجد في ألمانيا أي اتجاه سياسي يساري تقريبًا، منذ سحق الحزب الشيوعي (من قِبَل الديمقراطية الإجتماعية) سنة 1919، وبعد إنشاء ألمانيا الغربية(سنة 1953) التي ابتلعبت ألمانيا الشرقية سنة 1991، انطلق الدّعم المالي والسياسي والعسكري غير المشروط للدولة الصهيونية، وأصبح القاسم المشترك بين جميع الأحزاب البرلمانية وحتى خارجها، وكذلك النقابات والجمعيات ومعظم مكونات المجتمع المدني.
في مهرجان "دوكومنتا" في مدينة "كاسل"، تم يوم 28 أيار/مايو 2022 تخريب مساحة العرض لمجموعة الفنانين الفلسطينيين، وكتابة شعارات تهددهم بالإغتيال، وشعارات فاشية على الجدران، كما تم قبل بضعة أيام من هذا الحدث، نهب المساحة المخصصة للفنانين الإندونيسيين، وكتابة شعارات عنصرية ومعادية للمسلمين وتُؤكّد "التضامن والدّعم لإسرائيل"، وكانت هذه الأعمال التخريبية متبوعة بحملات إعلامية وتشهير سياسي بالفلسطينيين وباللاجئين والمهاجرين والمسلمين، في وسائل الإعلام، بما فيها التي تُشرف عليها الدّولة...
حظرت شرطة برلين التظاهرات التي كانت مُقرّرة في ذكرى في يوم النكبة، بذريعة وجود "خطر مباشر" و"شعارات تحريضية ومعادية للسامية ومُحرّضة على العنف، كما حظرت الشرطة الألمانية الوقفات الاحتجاجية للتنديد باغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقله، التي اغتالها الجيش الصهيوني أثناء أدائها عملها الصحفي.
يُدْمِجُ الخطاب السياسي في ألمانيا بشكل متزايد، منذ سنوات، نضال الفلسطينيين في إطار النقاش حول الإرهاب والهجرة والإسلاموية ومعاداة السامية وما إلى ذلك من أساليب التّضليل، وفي العام 2019، أقر البرلمان الإتّحادي الألماني اقتراحًا يُصَنِّفُ حركة المقاطعة العالمية وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) حركة "معادية للسامية"، كمؤشر لتقييد حرية التعبير والتظاهر والإجتماع للمواطنين ولخنق أي صوت ينتقد للدولة الصهيونية، وتقوم وسائل الإعلام العامة، مثل دويتشه فيله، بطرد الصحفيين المشتبه في أن لديهم "آراء سلبية حول إسرائيل" بعد تقارير إخبارية أو تعليقات تتعلق بالشعب الفلسطيني، لأن أي انتقاد للكيان الصهيوني، سواء في ألمانيا أو في أوروبا وأمريكا الشمالية، يُعتبَرُ معاداة السامية، وعلى هذا الأساس انطلقت حملة كذب وتضليل متواصلة لسنوات من قبل الصحف السائدة مثل Die Zeit، ضد الصحافيين والفنانين والأدباء الفلسطينيين ومن يدعمهم، وتم منع أدباء وفنانين مشهورين من إفريقيا وآسيا من الحصول على تأشيرة لتسلّم جوائز حصلوا عليها في ألمانيا أو لتلبية دعوات وجهتها لهم جامعات أو مؤتمرات وندوات تم تنظيمها بألمانيا، بذريعة "نشر دعاية معادية للسامية"، باسم "مسؤولية ألمانيا الخاصة تجاه إسرائيل"
اجتازت حملة التشهير الإعلامية حدود ألمانيا وأوروبا لتصل إلى المركز الثقافي خليل السكاكيني (شاعر فلسطيني 1878 - 1953) في رام الله والذي يتلقى بعض التمويل الألماني، ما يوضح خطورة التمويل الأجنبي المشروط سياسياً ...
خاتمة
أولاً، وُلد المشروع الصهيوني مع المرحلة الإمبريالية للرأسمالية، وبدعم منها، قبل عُقُود من مذابح اليهود الأوروبيين على يد النظام النازي (وهو نظام أوروبي وليس عربي أو "مسلم" أو فلسطيني)، وكان دَوْرُ هذه المذابح التّعجيل بإقامة الدّولة الصهيونية على أرض فلسطين التي كانت تحت الاحتلال البريطاني، من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى سنة 1948، ويندرج إنشاء الكيان الصهيوني ضمن اتفاق "سايكس بيكو" (1916).
ثانيا، يشن الخطاب الإعلامي الرسمي في الولايات المتحدة وأوروبا حملة تشهير تستهدف المهاجرين والشعوب المضطهدة والعاملين والفقراء في الوطن، الأمر الذي عزز صعود الجماعات اليمينية المتطرفة، وأضْعَفَ صفوف التّقدّميين ومناصري الطبقة العاملة والفُقراء والشُّعُوب المُضْطَهَدَة.
ثالثًا، إن ألمانيا والولايات المتحدة هي مجرد أمثلة للعديد من البلدان الرأسمالية المتقدمة الأخرى التي أنشأت نظامًا من الهيمنة والتمييز القانوني والمؤسسي، ليصبح التمييز والعنصرية أمرًا "طبيعيًّا"، ولا يُمكن لمثل هذا النظام غير تبرير الاحتلال الصهيوني لفلسطين وكل ما ينتج عن هذا الاحتلال من مصادرة الأراضي وطرد أصحابها وهدم المساكن أو ورش الإنتاج والمباني وقمع مستمر ومكثف وعنيف للغاية إلخ.
رابعًا، يعتقد إنزو ترافيرسو أن ألمانيا فشلت في معالجة الأسباب الجذرية الهيكلية والجذور التاريخية والجغرافية لتاريخها المُظْلِم، وتتقاطع هذه الجذور "الثقافية" مع انتشار التفكير العرقي (العُنْصُري) والغزو الاستعماري الذي مارسته ألمانا في إفريقيا وآسيال، وبقي مجهولاً لدى العديد من شرائح المواطنين بألمانا أو خارجها...
خامسًا، إن أي شعب يُريد تحرير وطنه، لا يطلب ترخيصًا أو دعمًا من قِبَل مكونات جبهة الأعداء، أي (بالنسبة للشعب الفلسطيني) ثالوث الإمبريالية والصّهيونية والرّجعية العربية، لذا ليس غريبًا أن يتحالف الثالوث ضدّ أي نَفَسٍ تَحَرُّرِي.



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غذاء
- أمريكا الجنوبية وبحر الكاريبي
- جَنّة الأثرياء من جحيم الفُقراء
- هوامش من انتخابات أوروبا سنة 2022
- من مظاهر الهيمنة الإمبريالية في إفريقيا
- إيطاليا، ما هو مُؤنّث -موسلِّيني-؟
- تونس- عرض موجز للوضع الإقتصادي
- مخاطر وُجُود حلف شمال الأطلسي (ناتو)
- الدّيون وانتفاء السيادة - نموذج المغرب العربي
- متابعات إخبارية وتعليقات
- ديمقراطية الولايات المتحدة - غسيل الأدمغة، أحد دعائم القوة
- السيادة الغذائية شرط الإستقلال الإقتصادي والسياسي
- بعض قضايا الزراعة والغذاء
- حُرّيّات - دفاعًا عن الصحفي والمناضل التّقدّمي التونسي غسان ...
- تونس – دستور جديد، وبَعْدُ؟
- مُتابعات إخبارية
- روسيا - الصين - إيران ، تحالف الضّرورة؟
- السّردية الإستعمارية للتاريخ - نموذج فلسطين
- تونس- الهجرة غير النظامية
- التربية بين الدعاية والتدريب على التفكير النقدي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - حدود الديمقراطية البرجوازية - نموذج الولايات المتحدة وألمانيا