اسراء حسن
الحوار المتمدن-العدد: 7391 - 2022 / 10 / 4 - 23:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك حقيقة مرة تقول إن ثمة من يريد للعراق - عن قصد - أن يبقى رهين المحبسين: محبس العقل الذي كان بوابة وصول الأحزاب لحكم العراق ، ومحبس العقل الذي كان معبر وصول ثلة فاسدين من خاج الحدود ... كلاهما عقل قاصر عن التعامل مع قضايا المستقبل الذي يفلت من أيدينا بسرعة الضوء، وما أكاد أشك لحظة في أن كلا العقلين يدين للآخر بمنطق وجوده : فالأول قد استعاد زخمه بسبب هذا العقل الذي يحكم نظام الطبقة السياسية الحالية
العقل الذي غاب عن ساحة التنافس بين هذين المحبسين هو التاريخي القادر على إخراج العراق من أزمته الوجودية التي يفاقمها هذا العبث.. نحن بحاجة لهذا العقل القادر على رسم خرائط مستقبلنا ، لا لذلك العقل الماضوي الذي لا يرى من عناصر الحياة إلا أفكار دولة الخلافة، ولا العقل الفوضوي الذي لا يرى الا مصالحه الشخصية فقط ، ولا حتى للعقل الحالم الذي يتصور أنه يمكن استنساخ تجارب الآخرين وكأنه يمكن شراء المستقبل في علب سابقة التجهيز تباع بالصيدليات !! ـ
العقل التاريخي يعرف كيف يتعامل مع مسارات التاريخ ... يعرف أين هو الماضي وأين تعثرت خطواته وكيف، كما يعرف أين يوجد المستقبل وأين تتقاطع عناصره مع عناصر الحاضر الذي نعرف جميعاً تشوهاته كما نشعر بوطأة أزمته الوجودية ... عفواً، فأنا لا أرى ملامح هذا العقل الغائب عن المشهد العام ، ولا فى هذين المحبسين اللذين يتصارعان على أشلائنا معتمداً كل منهما على أخطاء الآخر وخطاياه.
#اسراء_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟