تحت انقاض المدينة

وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 7391 - 2022 / 10 / 4 - 22:17
المحور: الادب والفن
    

تحت أنقاض المدينة

من ابناء المدينة انا ،

احب سوق مريدي

واجلس على دكة الفقراء فيه دهرا ،

ولا امل !

هناك أناس

رفعوا الطيب كله

على كتف ضحكة

رغم انفجار ما حولهم كل حين

هناك سوق السلاح

يعبر عن جمرة لاذعة

ليس في قلب الثورة فحسب

بل في قلب العراق

هناك سوق الدجاج

يصيح بي

هل تتذكر طعم بيضات العرب

آه يمر من خاطري وانكسر اليه

هناك سوق الملابس المستعملة

عامر بالاحتضان

احتضان حد التيه

في اجساد الفقراء

ماذا تبقى من العطور والازهار فيه

عفوا ماذا تبقى من الجوع والانتظار فيه

على قارعة الرصيف والشارع

ماذا تبقى من لقم صيفية

احر من هواجسها الطويلة ،

مدينة الغرباء والطيبين والاشرار

والضعفاء واللصوص والشهداء

والمنكسرين في ساحة التحرير ،

ابطال حتى النهاية

ماذا تبقى ؟!

بقي الخوف ، بقي القائد ، والجماهير ،

بقيت شعلة لا مضمومة تحت رماد

يحترق ويبرد يحترق ويبرد

وبقيت انا جالسا على دكة الفقراء

حولي الآه والضحكة معا

حولي الازقة المتهالكة بحزنها الطويل

حولي الشمس الغائبة كل يوم

غياب يندر مثيله

في وجوه الاطفال

وهم يودعون آبائهم الى المقابر

في وجوه الامهات

وهن يتحولن الى بائعات ذل

بين ليلة وضحاها

في وجوه المدارس

وهي تهرب من قلوب اليتامى

في وجهي وانا اكتب هذه القصيدة

عاشقا اهل المدينة رغم خرابها

وفي كلماتي التي تنتظر البحث

تحت الانقاض

عن معنى جديد للهواء

والعطور والصبايا والاطفال والامهات

في غد ليس اسود مليئا بالسخام ،

مليئا بالوجوه الزاحفة بعشق

نحو حتفها دون سؤال .

#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات