أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - ديالكتيك اللاارضوية: العراق،ايران ،الجزيرة؟/ (1/2)















المزيد.....

ديالكتيك اللاارضوية: العراق،ايران ،الجزيرة؟/ (1/2)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7391 - 2022 / 10 / 4 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبدالاميرالركابي
تنظر الاحادية الى المجتمعات والظاهره المجتمعية محكومة لغرضية بداهية وحيده، هي مايطلق عليه "بناء الحضارة"،فالظاهرة مدار البحث توجد لكي تؤمن الديمومة الحياتيه ضرورات عضوية، وتنظيميه حياتيه من دون ان يخصص موقع للغرضية، او الخضوع لمحركات ايله الى هدف بعينه، او الى نتيجه بذاتها، وتبقى المسالة الطبقية ومراحلها التاريخيه غير حاضرة عند التعرض للبدايات والتاسيسات الحضارية الكبرى، بالاخص منها تلك الشرق متوسطية، هذا علما انه لا توجد نموذجية مجتمعية طبقية محددة يمكن التوقف عندها، والقول بناء عليها بان المجتمعات تبدا ب"الشيوعية البدائية" تحديدا، فهذه بالاحرى فرضيه عمومية، لايوجد في عالم البحث البدئي والاركولوجيا مايؤكدها، او يعين حالة خاصة بها يمكن الاستدلال عليها.
بعكس ذلك، وحين يجري البدء بالتحديد، سواء في النظر لمايعرف بالحضارة النيلية المصرية، او حضارة مابين النهرين، فان مايجلب الاهتمام هنا يتركز بصورة خاصة على الاثر البيئي على الجهد البشري، وماينجم عنهما من تفاعليه وتباينات، ليس الصراع الطبقي من بين منطوياتها، علما بان هذا لايمنع ولم بمنع ماركس وانجلز من التاكيد بقطعية بان المجتمعية لها بداية تار يخيه مراحلية بغض النظر عن كون التشكل النيلي هو تشكل دولة احادية فيها يتمثل المجتمع، بينماالحال الرافديني يظل خارج التشخيص والادراك، باعتباره حالة تشكل على مراحل، اولى لاارضوية، وثانيه ازدواجية مفتوحة تصير قائمه بعد التشكل المجتمعي الثاني الارضوي في الجزء الاعلى من العراق، ونزوله الى الاسفل بغرض السيطرة، مايولد من يومه صراعية، تتحول الى خاصية للمكان، ومظهر دينامية بنيويه سائرة الى هدف، هو التبلور البنيوي الذي لايكتمل في حينه، بل يظل ينتظر عملية الاصطراع ودوراتها صعدا، مجتازا ثلاث منها يتخللهما انقطاعان على مدى عشرات القرون، قبل ان تصبح عملية ادراك الذاتيه ممكنه.
على مدى المسار المذكور، تظل المسالة الاساس الخاصة بالمجتمعات وطبيعتها، والاليات التي تحكمها، والغرضية القابعة في كينونتها، غير موعاة، وخارج الاعقال، وفي المقدمه منها البؤرة الازدواجية التي يعجز العقل ضمن اشتراطاته التكوينه البدائية، عن مقاربتها، مضفيا عليها انماطا من النظر، والاحكام البدائية من نوعه، حيث البداهة والظاهر المعاين هو الغالب على الاحكام، بما فيها تلك التي رافقت نهوض الغرب الحديث، ومنجزه الهام، اذ ظل بما يتعلق بهذا الجانب من جوانب الوعي، دون المطلوب، وحيث لامس المسالة المجتمعية متاخرا، فانه بقي في الجوهر احاديا كما كان، فتوقف دون عبور حاجز الاحادية والاكتمال الابتدائي، ومن ثم وبناء عليه فقد غابت، او استمرت غائبة عن النظر، الديناميات الناظمة لحركة التصيّر التاريخي.
ومن بين الموضوعات الاساسية المستمرة مجهولة حتى الساعه تشير الى تخلف الغرب العقلي المجتمعي، برغم ماحققه من "تقدم"، مسالة التشكلية المجتمعية التاريخيه ومساراتها عبر الاصطراعية الازدواجية، وهو مالا حضور له على الاطلاق، قياسا او بالمقابل بالافتراضيات العمومية المحالة الى "المادية التاريخيه" ومراحلها، فمن ينظرون مثلا الى موضع مثل ايران وفارس، يركزون الانتباه على الخاصيات الاولى للتشكل الامبراطوري الفارسي، وبنيته، والعوامل التي جعلته يتبلور بالشكل الامبراطوري الاحادي الذي تبلور عليه من دون ربط ذلك مع ماقد جرى لايران لاحقا، وبالذات بعد الفتح الجزيري، ووقيام الدورة الرافدينيه الامبراطورية الثانيه، ماقد ادى بايران لان تفقد خاصياتها الاولى، ورغم بقاء هذه موجودة بدرجات متدنيه للغاية، فان التعبيرية الايرانيه قد تحولت لتكتسب "البلاد" خاصيات تعبر بها عن ذاتها، هي بالاحرى خاصيات دخلت اليها من خارجها، فالصفويون في القرن السادس عشر، وولاية الفقية الخمينيه في القرن العشرين، ظاهرتان تعبيريتان "وطنيتان" عن الذاتية، هما بالاصل حالة اختراق، ابراهيمي عراقي المنشأ.
على منقلب اخر، قريب لجهة غرب ارض مابين النهرين، نتعرف على الجزيرة العربية كمجال مجتمع لادولة صحراوي، محكوم لاقتصاد الغزو، وحدته البنائية، القبيله المحاربة، فيها يرضع الانسان الاحتراب والقتالية ككينونه مع حليب امه، ويميل الى احتقار العمل في الارض، تنشا مابين جنوبه وشماله، مابين البحر، والهلال الخصيب، نافذه تجارية قارية وسطيه، ومدينه تجارية مركز، توفر قدرا لازما من التوازن للكيانيه المهياة من دونها للانتقال لقانون "اقتل لتعيش"، فاذا انقطع الشريان التجاري، انزلقت الحياة الى التازم الاقصى الافنائي.
قبل ان نكمل نسال وجوبا، لماذا كانت ايران ببنيتها الامبراطورية الفارسيه الاولى بمكانها الذي تحتله ولم تات بدلها شرق العراق، مثلا، اذربايجان لتحاذي ارض مابين النهرين، او ان لاتتمكن قومية من القوميات التي تتشكل منها ايران، الى كيانات مستقلة بذاتها، بدل ان يحكمها قانون تسيد قومية على بقية القوميات، ومايتولد عنه من ديناميات متعدية للوطنيه، احاديا، بظل نوع من الاقطاعية العبودية الشرقية، من دون اصطراعية، طبقية كما الحال في مثال الصين الابرز، بالمقابل لماذا لم تذهب الجزيرة العربيه لتستقر جغرافيا في مصر بدل خاصرة ارض السواد، ومابين النهرين، وماالحكمه التي يمكن استخلاصها من مثل هذا التوزع، خصوصا اذا استطعنا ان نتابعه كاليات، مع مايتولد عنها، وينجم صيرورة وتشكلا.
ولنتصور بعد هذا متخيلين لو ان ارض النيل كانت هي المحاذية لارض مابين النهرين غربا، وجاء الفرس واحتلوا بابل، ثم اتجهوا الى مصر وانهوا حكم الفراعنه فيها كما فعلوا، منهين الدورة الاولى والاخيرة المصرية، والدورة الاولى الرافدينيه، هذا بدل الذي حدث واقعا، حين احتلت بابل وانهارت، لكن الجزيرة لم تحتل، وقامت الامبراطورية الفارسية بدل ذلك بخنق الجزيرة لشبه استحالة احتلالها، لصعوبتها تضاريس، ولعلو الطاقات الاحترابيه غير العادية فيها مايضخم كلفة احتلالها مع انعدام مردودها الانتاجي، بالمقابل ولد الاحتلال الفارسي اسبابا استثنائية مدمرة للجزيرة وبنيتها، باحتلاله الخليج السومري ( يطلق عليه اسم الفارسي والعربي تجنيا) و قطعه الشريان التجاري الاساس في بنية الجزيرة، وامكان استقرارها بالحدود الضرورية، ماقد ادخل القبيله حالة من التازم القصوى والاحتراب الذي صار قانون جياة يومي.
لنضف لماتقدم من تخيلات، احتمالا من نوع غياب الابراهيمه، وعدم تصدي اللاارضوية الرافدينيه من قبل، لمهمة التعبيرية النبوية الاولى الازدواجية في الزمن الانتظاري الاول، اي لو ان العقيدة النبوية لم تكن حاضرة، لكي تنقل المجتمعية القبلية تحت طائلة تازمها الاقصى القاتل الى "المجتمعية العقيدية"، مركزة طاقتها الاحترابيه الاستثنائية فوق العادية، على مستوى المعمورة، وموحدة فعلها الانفجاري العالمي، طلبا لازاله عوامل الاختناق والتازم، لتتحول الى طاقة تحريرية جباره، تزيل الامبراطوريات الاحادية المنصبة في الشرق المتوسطي، الشرقية منها والغربيه الرومانيه.
ويبقى ثمة حدث انقلابي هو الاهم الناجم عن "الفتح" الجزيري التحرري، فازالته لوطاة الاحتلال عن ارض مابين النهرين تسببت في حصول انقلابه تاريخية كبرى، اذ عادت الازدواجية الرافدينيه للعمل في دورة ثانيه امبراطورية كونية، بعد الدورة الاولى السومرية البابلية الابراهيمة، وبدل بابل، احتلت بغداد اليوم موقع عاصمة العالم، وظل الحضور الامبراطوري ساريا على مدى خمسة قرون، انتهت بتحقق القفزة النهائية الضرورية على المنقلب الاخر الغربي من البحر المتوسط، بانبثاق الالة التي بها ومعها تنتقل المجتمعات من الاحادية، الى اللاارضوية والى مابعد مجتمعية.
ثمة تاريخ تصيّر بشري تاريخي ازدواجي، وتاريخ هو المعتمد قصورا عقليا الى اليوم، هو التاريخ الاحادي، فلا احد مثلا خطر له النظر للحدث العراقي الذي اعقب الفتح الجزيري باعتباره انبعاثة ودورة ثانيه، او راى ـ وهو الامر المستبعد كليا ـ بان الثورة الجزيرية هي بداية الدورة الثانيه الكونيه الرافدينيه، وظل الربط بين الدورتين او النظر اليها كوحدة تشكلية سائرة الى غاية، اثرها كوني شامل منعدما، كذلك لااحد انتبه الى علاقة ايران وفارس بالابراهيمه والاسلام، وكيف تحولت هذه بالاختراق الابراهيمي الواصل عبرها الى الصين، الى كينونه اخرى، غير تلك الاحادية الاولى، بحيث ما عاد للاليات الابتدائية الحضور الذي كانت تتمتع به، و ومنحها مايعتبر خاصياتها الاولى المؤقته، قبل اكتسابه الازدواج الابراهيمي اللاارضوي.
ولايتوقف الامر لهذه الجهه عند الحاصل ايرانيا بنيويا، فايران تسببت باحتلالها الخليج السومري، بتحفيز اسباب الاختراقية الكونيه الثانية، التي الحقت الشرق الواصل للصين بالابراهيمه، بعد الاختراق الاول الذي عرفته قبل ذلك اوربا والامبراطورية الرومانيه، بالمسيحيه، بما جعل العالم من يومها بغالبيته ابراهيميا مزدوجا، وكل هذه جوانب لاتخطر على بال اصحاب "العقلانيه" والالتزام ب "العلم"، ولا تدخل ضمن اهتمامهم، وكانها قضايا فرعيه او ثانوية، لاتستحق التوقف، او الانتباه.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الانسايوان- وخطر اكذوبة -الانسان-؟
- انتهاء الموت الجسدي مع الحاجاتية؟ ملحق ج4
- تنامي المجتمعات هل يتوقف؟؟/ ملحق ج3
- بيان إعادة تأسيس العراق والعالم /ملحق ج2
- علم اجتماع اللاارضوية وحداثة الغرب/ ملحق ج1
- الشيوعية العراقية اللاارضوية والنطقية العظمى/ ملحق ب2
- الشيوعية اللاارضوية العراقية والنطقية العظمى/ ملحق ب1
- بيان إدماج الشيوعية الطبقية باللاارضوية؟/ملحق أ
- الديمقراطية والاشتراكية مفهومان منقرضان؟(2/2)
- الديمقراطية والاشتراكية مفهومان منقرضان؟(1/2)
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/6
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/5
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/4
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/3
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيهم/2
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتية؟/1
- السردية -المجتمعوعقلية- أو الفناء البشري؟(2/2)
- السردية -المجتمعوعقلية- أو الفناء البشري؟(1/2)
- من-المجتمعية الجسدية-الى-المجتمعية العقلية/5*
- جذور ومصادر الشيوعيه العراقية -اللاارضوية-/4


المزيد.....




- انقلاب ناقلة نفط ترفع علم جزر القمر قبالة سلطنة عمان
- بعد إطلاق النار.. سفارة أمريكا في سلطنة عُمان تصدر تنبيها أم ...
- -بلومبرغ-: بعض الدول الأوروبية تدرس فتح سفارات لها في أفغانس ...
- -نائب ترامب- يتجاهل مكالمة -نائبة بايدن-
- اكتشاف يحل لغزا محيرا حول -متلازمة حرب الخليج- لدى قدامى الم ...
- العراق بين حزم -خروتشوف- وبندقية -سبع العبوسي-!
- -روستيخ-: صواريخ -إسكندر- الروسية تضرب بـ-دقة القناصة- ولا ت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. أجهزة الأمن تتخوف من عمليات انتقامية
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مواقع لـ-حزب الله- في جنوب لبن ...
- لافروف يصل نيويورك لترؤس اجتماعات وزارية في مجلس الأمن الدول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - ديالكتيك اللاارضوية: العراق،ايران ،الجزيرة؟/ (1/2)