أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - سبعة .. بين سماء خضراء وسماء زرقاء














المزيد.....

سبعة .. بين سماء خضراء وسماء زرقاء


بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 7389 - 2022 / 10 / 2 - 11:47
المحور: الادب والفن
    


سبعة ... بين سماء خضراء وسماء زرقاء

نهضتْ متكاسلة ٌ، سارت مثقلة الخطى، عينٌ مغمضة ٌ وأخرى بنصف اغماضة، تفكر ّ، بعد شرب الماء بالعودة لسريرها لاستئناف نومتها، انكمشت ملامح وجهها عندما لامستها اشعة شمس الضحى المنسابة من زجاج نافذة المطبخ، ادهشها الدفء، وقفت .. فتحت عينيها، مدت الى السماء بصرها، ادهشها سرب ُ ربابٍ في آذار، شدَ سمَعها تغريدُ بلبل الحناء على شجرة في دار الجار.. وهي تصغي.. سمعت صوتاً من اعماق روحها: جربي ان تغلقي جهاز هاتفكِ وتضعيه في خزانة الثياب الموسمية وتقفلي عليه الباب.
احملي عتلة َ حراثةٍ صغيرة بحجم الكف.. اذهبي بها الى حديقة بيتكِ ارسمي بطرف العصا على تربتها اشكالا هندسية ً صغيرة، اجعلي المنظر اكثر مرحا، ارسمي صورتكِ بِلا ملامح، ارسمي إسمك ِ.. اجلسي على الارض وبالعتلة الصغيرة احرثيها.. وابذريها بما تشائين من البذور، فجل، ريحان ، نعناع، فلفل، كزبرة، خيار، كرفس، جزر.
في اليوم التالي ومع اول ضياء للشمس سترين كيف تحتفي الطيور بكِ وأنتِ ترشين الماء، سيدهشكِ منظرها وهي تستحم بالطست الذي ملأتهِ ووضعت فيه بعض الحجارة لتقف عليها العصافير الصغيرة، سترين بسمتك وأنت تشاهدين تدافعهن على طعام نثرتهِ بالقرب من آنية الماء البلاستك الصغيرة، في المساء ستفكرين بتطوير العمل من اجل منظر اكثر دهشة وبهجة، تذهبين.. لشراء بعض الاشجار لتغرسيها في ارض الحديقة وعلى الجدار المقابل تعلقين بعض الأواني محملة بالماء والطعام للعصافير والفواخت، سيفرحكِ تجمعهن كما لو انهن نشرن خبر ولادة شجرة في محلتك.. في اليوم الثالث يدهشك منظر البراعم الخضر.. تشعرين بالمسؤولية حيالها تغطينها بشبكة خيوط تصد المناقير
.. اليوم الرابع يبزغُ وبرٌ أخضر، يتوهج حرصك في حمايته، اليوم الخامس ترتفع البراعم كما كفوف الامهات البصريات: وريقاتهن، اليوم السادس يزددن وريقتان مع ارتفاع قليلا للجذع الاخضر الطري.. الطيور تتكاثر على خرير الماء مباهجها، في السابع ترين صورتك مرسومة باوراق الريحان يجاورها مستطيل النعناع وقرب يدك اليمنى دائرة الكرفس وهناك قرب قدميك صورة ارنب رسمت بوريقات الجزر.. تبتسمين وأنت تستنشقين نسمات محملة بقداح الارض مثل رسالة امتنان. في .. الثامن، خزانة الثياب افتحيها، افتحي موبايلك: رسائل مثل صورة ورد مكتوب عليها صباح الخير مرت على الكثيرين قبل ان تصلكِ..، مساء الخير، جمعة مباركة، وهناك من تساءلت عن سبب غيابك لأنها تريد ان تخبرك بان فلانة قد تحدثت بالسوء عنك، وفلان قلد اسلوبك.. اخر قد سرق فكرة منشورك وهناك من ذم كتاباتك ولغتك.. ومع تلك الاحداث تسهرين الليل كله.. يشرق الفجر تتهيأ للقائك الطيور بالتغاريد والنباتات بالاخضرار.. تنتظرك كثيرا ولا تيأس.. واليوم الثاني بعد الثامن يعلو صوت الطيور، كما لو انها تحتج لغيابك، ترتفع بأوراق جديدة اغصان النباتات الطرية وتحمل النسمات امتنان الارض: قداحا. واليوم الثالث والرابع والخامس والسادس والسابع.. تيبست من العطش البراعم، الطيور تغادر.. و دون نهار يستيقظ يومك



#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسان الكاميرا.. لا عينها
- (فوتو المملكة) للروائي مرتضى المنان / هل الكاميرا من الجرائم ...
- مدرستان في يدي
- صورهم واضحة
- الصنوبرة والطائر الغريب
- (أغاني الحارس المتعب) للشاعر بلند الحيدري
- غيمة ُ هديل
- أبن وصلت روايتك ..؟ قصة قصيرة
- يخطفنا إلى هناك
- الهايكو والشاعرة بلقيس خالد / بقلم الناقد جبار النجدي
- التتمة تأتي لا حقا
- تثمر ظلاً
- قبلة على جنح السراب/ للشاعرة أزهار السيلاوي/ انطباع بلقيس خا ...
- أفياء الخلاخيل
- شمعة ٌ في ليل ٍ مسلّح
- جُلاب
- من هي السيّدة المجهولة ؟
- (صمت الفتيات ) للروائية بات باركر
- ماري وولستو نكرافت (دفاعا عن حقوق النساء)
- أجراس الجمال ( البصرة مدينة الطيبة والجمال) للباحث باسم حسين ...


المزيد.....




- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...
- موكب الخيول والموسيقى يزيّن شوارع دكا في عيد الفطر


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - سبعة .. بين سماء خضراء وسماء زرقاء