أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر ابو رغيف - كتب أندرياس كريسافيس في پرافدا تحت عنوان -حرب الناتو بالوكالة على روسيا-















المزيد.....


كتب أندرياس كريسافيس في پرافدا تحت عنوان -حرب الناتو بالوكالة على روسيا-


ثائر ابو رغيف
كاتب وشاعر


الحوار المتمدن-العدد: 7389 - 2022 / 10 / 2 - 09:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ترجمة ثائر ابو رغيف

"روسيا تبتزنا" ، هكذا أعلنت مفوضة الاتحاد الأوروپي أورسولا گيرترود ڤون دير لاين في دفاعها عن عقوبات الاتحاد الأوروپي ضد روسيا وعن إنها غاضبة من قرار پوتِن بخفض تدفق الغاز إلى أوروپا و أيضًا بسبب مطالبته بالدفع بالروبل! هذا كان انتقام پوتِن من هجوم غربي منسق ضد روسيا بسبب حرب أوكرانيا. ومع ذلك ، فقد أحدثت تلك العقوبات سيئة التصميم تأثيرًا معاكسًا ؛ فهي ترتد وتسبب الفوضى في جميع أنحاء منطقة اليورو المتعطشة للطاقة.
في الواقع ، إذا كان الاتحاد الأوروپي مؤسسة منتخبة ديمقراطيًا أو شركة خاصة ، لكان المسؤولون عن مثل هذه العقوبات الغير المنطقية قد أُقيلوا بسبب قراراتهم السيئة وجلب الكوارث للصناعات والمصاعب لملايين المواطنين الأوروپيين! الآن يحاولون جاهدين تبرير متلازمة السمكة الذهبية (حيث يفقد الشخص أفكاره وينسى الأشياء بسهولة) من خلال فرض عقوبات أكثر وأكثر قسوة. ففي غياب خطة متماسكة أوقع الاتحاد الأوروپي نفسه في ورطة فقد أخطأت الشبكة الاقتصادية التي نسجوها لمعاقبة پوتِن وخرجت عن السيطرة وبات تصميمهم المتسرع بتجاهل مخاوف روسيا المشروعة بشأن التوسع العسكري لحلف شمال الأطلسي على طول الحدود الروسية سببا إلى ارتداد وتسبب في اندلاع الحرب البشعة في أوكرانيا.
إن قرار الغرب بتجاهل مبدأ البراغماتية يضر باقتصاداتهم ويجلب الركود الأسوأ الذي شهدته أوروپا منذ سنوات إذ يبدو أن قرار مجموعة الدول السبع باعتماد الحد ألإدنى لأسعار الغاز والنفط لإلحاق المزيد من الضرر بروسيا هو مجرد قرار آخر من تلك القرارات غير الحكيمة التي ستضيف المزيد من المصاعب على المواطنين والصناعة ؛إذ كل ما على روسيا فعله هو إغلاق خطوط الإمداد لعقوبات مجموعة السبع الأخيرة! عقوباتهم تهدف إلى إيذاء المواطنين المفروضة عليهم العقوبات وليس لمن يفرضها.
من الواضح أن پوتِن سيعيد توجيه تدفق الغاز والنفط إلى أسواق الصين والهند وإيران التي يبلغ عدد سكانها 3.7 مليار نسمة - نصف سكان العالم - بما في ذلك البلدان الأخرى الصديقة لروسيا حيث توجد شبكات من خطوط الأنابيب بالفعل! في هذه الحالة ، فمَن يؤذي مَن فعلاً؟ فقد أدى قرار روسيا بخفض - وحتى إيقاف - تدفق الطاقة إلى سكان أوروپا البالغ عددهم 445 مليون نسمة الامر الذي دفع حكومات الاتحاد الأوروپي إلى السعي لتأمين الإمدادات بينما ترتفع أسعار الطاقة بشكل كبير وقرار پوتِن هذا يعزز الخزينة الروسية
تشعر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروپي الآن بقلق بالغ بشأن كيفية التعامل مع أزمة الطاقة الفورية خلال أشهر الشتاء الباردة في مواجهة وابل من السياسات العقابية للاتحاد الأوروپي اذ يستعد المواطنون المحاصرون لشتاء بائس وفي الوقت نفسه بات هناك احتجاج عام وبدأ المواطنون في التدفق إلى شوارع عواصم الاتحاد الأوروپي مطالبين بإنهاء العقوبات التي تضر بمعيشتهم. ففي ألمانيا ، خرج المتظاهرون بالفعل إلى الشوارع بشعارات: نرفض دفع ثمن الحرب في أوكرانيا. كما هو متوقع وهناك شعور مماثل يتطور في جميع أنحاء أوروپا
لقد ثبت أن وهم الناتو بأن أوكرانيا يمكن أن تربح الحرب من خلال توفير إمدادات غير محدودة من الأسلحة والعقوبات التي من شأنها إضعاف روسيا من خلال إلحاق الضرر بموسكو أكثر من أوروپا ، هو مجرد خيال إذ إن الخطأ المتمثل في أن العالم قد يصطف بطريقة ما لدعم الحرب بالوكالة بين الاتحاد الأوروپي وحلف شمال الأطلسي كان خاطئًا تمامًا
فكل يوم يزداد التعب من الحرب وبدأت بعض دول الاتحاد الأوروپي في مقاومة المزيد من العقوبات إذ إنهم يفضلون حماية مصالحهم الخاصة بدلاً من طموحات الناتو للتوسع فتركيا على سبيل المثال رفضت الموافقة مصادقة العقوبات في حين أن جزيرة قبرص الصغيرة لم تقاوم بل امتثلت لتعليمات الاتحاد الأوروپي على حساب اقتصادها
إن الذريعة القائلة بأن الحرب الأوكرانية تهدف إلى "حماية الديمقراطية" وصد "العدوان الأجنبي" و "الاستبداد" كانت كذبة إستراتيجية تم استهلاكها لسنوات ، فقد استخدم حلف الناتو حيلة مماثلة في مناسبات عديدة بإرسال قوات إلى :
البوسنة في عام 1991 ،
كوسوڤو في 1999 ،
أفغانستان في عام 2001 ،
ليبيا في 2011 ،
العراق عام 2004 ،
الصومال عام 2009
وغيرهم كڤيتنام وكمبوديا الى اخر ضحايا الناتو
ومع ذلك عندما غزت تركيا - العضو القديم في الناتو - قبرص في عام 1974 ، لم يفعل الناتو شيئًا لوقف الغزو العسكري ، بل غض الطرف لاجل المصلحة. سمحت لتركيا باحتلال 40٪ من الجزيرة و نزوح أكثر من 220.000 لاجئ يوناني في بلادهم وقتل 6.500 مدني. بعد 64 عامًا من الاحتلال ، لم تعترف الولايات المتحدة و المملكة المتحدة - خلافًا لقرارات الأمم المتحدة - رسميًا بالهجوم العسكري التركي على أنه غزو واحتلال. فازدواجية المعايير السياسية أصبحت هي القاعدة
باتت حرب الناتو بالوكالة ضد روسيا راسخه إذ تعهدت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة لِز ترَس علانية بأنها ستدعم أوكرانيا حتى يتم تدمير پوتِن وروسيا واستعادة جميع مكاسب الأرض! مثل هذه الخطابات لا تساعد أحداً بل تعمل على تصعيد الحرب و تكرر نفس الخطاب من قبل زيلينسكي والپنتاگون.
شهية أمريكا للحرب نالت الصين ايضا فقد استفز بايدن الصين بشكل صارخ بإرساله رئيسة مجلس نوابه پيلوسي إلى تايوان في مهمة تضامن من أجل "حماية الديمقراطية" بوعي او دون وعي بان هذه الشعارات الرخيصة اصبحت الآن كليشيهات ولم يعد بإمكانها خداع العالم
أثارت زيارة پيلوسي رد فعل انتقامي من قبل الصين وذلك عن طريق قيامها بمناورات عسكرية واسعة النطاق وباستخدام الذخيرة الحية عبر مياه تايوان ومجالها الجوي. الوضع متفجر بالتأكيد و إذا لم يتم نزع فتيله يمكن أن يؤدي الحادث إلى اندلاع حرب شاملة بين تايوان والصين والناتو المندفع بشكل متهور لدعم تايوان. وفي سيناريو يوم القيامة المحبط هذا من المؤكد أن روسيا ستقف إلى جانب الصين.
وكما هو الحال دائمًا ، فإن المواطنين هم آخر من يعرف الأسباب الحقيقية وراء قرار الحكومات للانخراط في صراعات الحروب. في هذه الحالة بالذات ، فإن المعلومات الخاطئة والدعاية البارعة تملي مسار الأحداث اذ يبدو أن الأجندات الخفية الخالية من الشفافية تتحرك في أروقة السلطة المظلمة. الكذب ولي عنق الحقيقة لملاءمة الكذبة أصبح في الوقت الحاضر سلوكًا مقبولًا في السياسة

اذ يتم تطبيق كذبات جوزيف گوبلز و هتلر الكبرى اليوم أكثر من أي وقت مضى:
- لا تسمح أبدًا للجمهور بالركون للطمانينة؛
- لا تعترف بأي ذنب أو خطأ ؛
- لا تعترف أبدًا بأنه قد يكون هناك بعض الخير في عدوك ؛
- لا تترك مساحة للبدائل ؛
- لا تقبل اللوم
- ركز على عدو واحد في كل مرة ولومه على كل ما يحدث
- سيصدق الناس كذبة كبيرة في وقت أكثر من كذبة صغيرة ؛
- وإذا كررت ذلك بشكل متكرر بما يكفي فسيصدقونه عاجلاً أم آجلاً
كان القصد من اشاعة انصاف الحقائق في الصراع الأوكراني / الروسي هو إقناع الرأي العام العالمي ليشكل جزءًا أكبر من المعلومات المضللة الملاءمة. ومع ذلك ، فإن في حالة الفوز أوالخسارة يكون الشعب في أوكرانيا قد تم ايقاعه الشرك! الحروب لا تدمر الأمم أبدًا ولكن الديون تفعل ذلك والشعب الأوكراني يستخدم الدم مقابل العملة لمواصلة حرب الجنون
ومن المفارقات أن الناتو والاتحاد الأوروپي لم يعترفوا أبدًا بأنهم في حالة حرب بالفعل مع روسيا ويفضلون "غسل أيديهم" من استخدام قوات فعلية على الأرض. والأسباب واضحة تمامًا
إنهم قلقون من رد فعل پوتِن في حال قد يستخدم أسلحة نووية ضد دول أعضاء في الناتو! وبدلاً من ذلك يقومون بتقديم المال والأسلحة و "المستشارين" بما في ذلك "المدربين العسكريين" لمساعدة القوات المسلحة الأوكرانية في مواصلة حرب استنزاف بالوكالة
في غضون ذلك ، وجه الرئيس بايدن مؤخرًا تحذيرًا شديد اللهجة لپوتِن بألا يكون بهذا الغباء ويستخدم أي مواد كيميائية أو أسلحة دمار شامل ضد أوكرانيا و إذا تم كذلك فإن الولايات المتحدة ستنتقم بشكل حاسم
في مثل هذه الحالات ، غالبًا ما يتم التساؤل حول من هو في الواقع في حالة حرب: الشخص الذي يوفر التمويل والأسلحة للقتل أو الشخص الذي يضغط على الزناد. هم عاقدين العزم على تقديم المزيد من "الأسلحة الدفاعية" لشل روسيا ، غاب عن بصر الحلفاء الغربيون في الواقع المأساة الإنسانية التي باتت تتجلى في قلب أوروپا
إن الإصرار على معاقبة پوتِن قد فتح الآن صندوق پاندورا الكارثي المليء بالعواقب المأساوية. ففي الواقع أطلقوا العنان لكايميرا* دون أي فكرة عن كيفية إنهاء الصراع قبل أن يتصاعد إلى فوضى ستستمر لفترة طويلة جدًا في عموم أوروپا
* توضيح المترجم "كايميرا :مصطلح من الاسطورة الاغريقية يصف مخلوق أسطوري أو خيالي يتألف من أجزاء مأخوذة من حيوانات مختلفة ويستخدم لوصف أي شيء يتكون من أجزاء متباينة للغاية أو يُنظر إليه على أنه خيالي إلى حد بعيد أو غير قابل للتصديق"
پرافدا 30.09.2022
https://english.pravda.ru/opinion/154195-proxy_war



#ثائر_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألتحية العسكرية المستوردة
- كتب ستان گرانت تحت عنوان: زار ميكائيل گورباچوف الصين في عام ...
- كتب أندريه ميهايلوف في برافدا تحت عنوان معايير مزدوجة في أفض ...
- القيء قصة قصيرة
- ألصين تحاكي الغرب والولايات المتحدة
- نبؤة منصب ألرئيس الأميركي والجعد بن درهم
- ألزعطوط وحاف الشارب
- مقتدى ألصدر يستحضر فشل ترمب
- روثشيلد وسؤال عمار
- چارلي داجاتا والمقارنة ألخائبة
- منصب ألرئيس الأميركي والجعد بن درهم
- طالبان العراق والحل
- رفحاء.. الموت وقوفاَ (1)
- سبب قلة أدوية مكافحة الفيروسات
- رخامة
- قصائد قصيرة
- صدام حسين وعبثية البحث عن وجود
- التأريخ لم ينته فنحن نشهد عودته الدامية/ ستان گرانت
- إستخدام الفلكلور والتورية في الاغنية الانگليزية
- الحنين الى الجاهلية المُترَفة


المزيد.....




- شركتا هوندا ونيسان تجريان محادثات اندماج.. ماذا نعلم للآن؟
- تطورات هوية السجين الذي شهد فريق CNN إطلاق سراحه بسوريا.. مر ...
- -إسرائيل تريد إقامة مستوطنات في مصر-.. الإعلام العبري يهاجم ...
- كيف ستتغير الهجرة حول العالم في 2025؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي في عملية إطلاق ن ...
- قاض أمريكي يرفض طلب ترامب إلغاء إدانته بتهمة الرشوة.. -ليس ك ...
- الحرب بيومها الـ439: اشتعال النار في مستشفى كمال عدوان وسمو ...
- زيلينسكي يشتكي من ضعف المساعدات الغربية وتأثيرها على نفسية ج ...
- زاخاروفا: هناك أدلة على استخدام أوكرانيا ذخائر الفسفور الأبي ...
- علييف: بوريل كان يمكن أن يكون وزير خارجية جيد في عهد الديكتا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر ابو رغيف - كتب أندرياس كريسافيس في پرافدا تحت عنوان -حرب الناتو بالوكالة على روسيا-