أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - أشـــــواق شـــاقــــة














المزيد.....


أشـــــواق شـــاقــــة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7388 - 2022 / 10 / 1 - 22:32
المحور: الادب والفن
    


وحين تسألينني بخفوت:" من أنتَ؟". أقول لك بملء القلب:" أنتِ"، وتديرين وجهك بحيرة وألم إلى ناحية أخرى، أقول لك:" أنت"، وتجرح قلبي بحة صوتي إلى لا أحد، وأراك شجرة فتية واحدة في الكون، وأجلس مستندا إلى جذعكِ بظهري وحياتي وقلبي. أتطلع إلى أعلى حيث فاكهتك، حيث عينيك الجميلتين، أحدق بهما، لعلني أراني وأنا أراك. وأنا جالس في ظلك، يغمرني زمانكِ، الفجر منكِ، والمساء منكِ، فيغمرني مكانكِ، البيوت أنتِ، والغابات أنتِ، وإذا طالت جلستي وأمطرت السماء على كتفي أعرف أن المطر أنت. تتقطر الأزمنة والأمكنة من شعرك المرسل، وتنزلق تغمرني. المجرات التي تدور، الجبال العالية والسفوح.
يا قلبي الذي هناك وقلبك الذي هنا، ألـيس الحب أن تكون بـيننا مئات الأميال وتتنفـسين هـناك فـتنفتح رئتاي هـنا؟ تـتجولين في المدن البعيدة فتكل قدماي هنا؟ تغمضين عينيك فيسرقني النعاس؟ أليس الحب ألا يبقى مني شيء ليس أنتِ؟. أستند بعمري إليك؟ أطوق عودك الأخضر. أحدق بعينيك المشعتين الشاردتين لعلني أتذكر من أنا؟ أومن كنت قبل أن ألقاك؟ لكنك تنظرين إلى شيء بعيد، وتجرح قلبي بحة صوتي إلى لا أحد.
أراك تهبطين من بيتك فتخرج الشمس تنير الطريق لأجلك وحدك، تتلفتين حولك، تعبرين، تتوقفين عند بابي. تساوين شعرك. تنصتين إلى دقات قلبي العالية وراء الباب. أفتحه بيد مرتجفة، وأقف مأخوذا بجمالك الذي يتجدد كل لحظة. أضغط يديك بين يدي. كل شيء معد لكي تكوني معي، الأقداح وقطع الخبز الصغيرة، والكلمات التي سنتبادلها بارتباك ثم بحيوية، كل شيء حتى الصمت المشبع بعشقي ونظرتي المتيمة، الصمت القلق من نظرتك المشعة الحائرة مثل غزالة مطاردة. يدور قلبي في جمالك، وأعلم أنني سأحبك بكل قوة حضوري في الدنيا وأنا حي، وكل قوة غيابي حينما أغيب، أعلم ذلك، وتجرح قلبي بحة صوتي إلى لا أحد.
أدرت ظهرك، ورحنا نفترق، ببطء، وصعوبة، كما تفارق الوردة غضنها فيبقى فيها دمه ويبقى فيه عطرها. ألتقط شظايا القلب المكسور من الأرض، أقول لنفسي كل كسرة منها قلب صغير قادر على أن ينهض ويحب، أضعها على كفي وأنفخ فيها، فلا أرى سواك في أفق يرتجف من النور والحنان. ويغمرني الحزن، وأنت تذبحين ما بيننا بعذوبة العشق نفسها، بالرقة نفسها، وفي صمت. لا أحزن على على كل ما قلته لك، لكن على ما لن أقوله، وعلى بحة صوتي تجرح في الفضاء قلبي .. إلى لا أحد.
كنت من قبل أعرف المعادن التي خلق منها الحب. العشق من ياقوت القلب. الشوق من فضة الخيال. القبلة من ذهب مشتعل. قلق الانتظار من النحاس. ولم أكن أدري مما خلق الصمت بين المحبين؟ حتى هبط الصقيع وتجمدت الأغاني في حلوق الطير فعرفت أن الصمت خلق من الحديد. كم خمشته يداي ونزفت فوقه وبقى موحشا ثقيلا، يفوح الزهر من تحته بآخر وأجمل أنفاسه خافتة تحوم حتى يشبع الهواء منها، وأنا أواصل سيري أبحث عنك حتى تجرح قلبي بحة صوتي في الفضاء.. يا قلبي الذي هناك وقلبك الذي هنا .. إلى متى تبقى عيناك حلالا على خيالي حراما على حياتي؟

أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بـــوتـــيـــن .. حـــديــث عــن مــصــــر
- شنودة .. لمن ؟
- الــتــجــأرة بــالــمــرأة وشــعــارات الــحــريــة
- دراجات نارية - قصة قصيرة
- حــديـــث حـــول جـــوربـــاتـــشــوف
- علي الغاياتي .. الشعر والوطنية
- ربـاط عــنــق بــيــن الــقــاهــرة ومــدريـــد
- كــنــيــســة إمــبــابــة .. الــحــرائـــق الـــتـــي تـــ ...
- دكـتــور عــطــيــة .. مــزيــــل لــلــروائـــع !
- حــجــرة ثـــالـــثـــة داخـــل الــقــلـــب
- الــطــرف الآخــر عــنــد تــشــيــخــوف
- تــوفــيــق الــحــكــيــم .. الــنــخــبــة والــجــمــاهــ ...
- الـمـثـقـفـون والإخــوان فــي يــونــيــو
- المرأة المصرية وحديث القفة
- ورقة أخيرة - قصة قصيرة
- رواية الرغيف .. الأدب والحرب
- ذكرى رحيل الشيخ إمام
- الـفـراعـنـة مـن أوكـرانــيــا .. ظـهـرت الــحـقـيـقـة !
- مظفر النواب .. الكلمة التي يبقى فيها
- إلى متى تستمر الحرب الروسية ؟ وبم تنتهي؟


المزيد.....




- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - أشـــــواق شـــاقــــة