أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - هل هو حقا يمين متطرف ؟!














المزيد.....

هل هو حقا يمين متطرف ؟!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7383 - 2022 / 9 / 26 - 16:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للآلة الإعلامية الغربية - وهى بريطانية وأمريكية فى الأساس - تأثيراً قوياً على المستوى الاعلامى والفكرى ..

وهى الة تشمل آلاف الصحف والمجلات ومراكز البحث التى تصدر فيض لا ينتهى من الكتب والدراسات وأوراق البحث ، وقنوات التلفزيون والراديو ، ومواقع بلا حصر على شبكة الإنترنت ..

ولا يترك هذا الجهد الاعلامى والدعائي للمتلقى فى الغرب أو حتى عندنا في الشرق فرصة للتفكير والتدبر فى معنى ما يقرأه أو يشاهده ومغزاه ..

وبالنسبة لعندنا في الشرق فقد جرت العادة أن كلمة الغرب ووسائل إعلامه وكلمة كتابه هى الكلمة الصحيحة بلا نقاش ..

وعلى الرغم من توفر مادة ضخمة للغاية على عدم أمانة أغلب وسائل هذه الآلة الجبارة ، وارتباطها الذى لا ينفصم ببنى السلطة في الغرب فإن التبعية لهذا الوسائل مازلت قائمة ..

ومن ضمن أدوات التأثير اختراع مصطلحات وفرضها على جدول النقاش السياسى فى العالم كله ، وهى مصطلحات غير محايدة بالطبع ، وإنما تعبر عن وجهة نظر ومصالح الفئات الحاكمة والمتنفذة في الغرب ، وتستخدم فى فرضها جيش لا ينتهى من رجالهم فى وسائل الإعلام والصحافة والجامعة ومراكز البحث السياسى والاستراتيجي والاقتصادى ..

من ضمن هذه المصطلحات : امبراطورية الشر الذى أطلقته الميديا الأمريكية على الاتحاد السوفيتي أيام ريجان في الثمانينات ، ومصطلح محور الشر الذى أطلق على العراق وإيران وكوريا الشمالية أيام بوش الابن ..

وضمن هذا الجهد الاعلامى الذى يعرف ماذا يفعل وكيف يلعب لعبة الحرب النفسية ببراعة إتهام رئيس أى دولة تخرج ولو ببساطة على السياسة الغربية بالجنون أو البارانويا ، أو إصابته بالسرطان وأن أيامه في الدنيا أصبحت محدودة ، أو أن مساعديه أو أركان دولته على وشك التخلص منه !!

ومن طبقت عليه هذه الوصفات الجاهزة قائمة كبيرة للغاية من رؤساء العالم ، ليس أولهم كاسترو أو ديجول فى الستينات من القرن ٢٠ ، وليس آخرهم نيكولاس مادورو - رئيس فنزويلا - أو فلاديمير بوتين فى عشرينات القرن ٢١ !!

ومن ضمن هذا الجهد إتهام اتجاهات سياسية ليست على هوى الفئات الحاكمة فى الغرب بالتطرف أو بالفاشية ..

فكل اليمين القومي - وليس اليمين العولمى - فى نظر هذه الفئات الحاكمة هو يمين متطرف وفاشى ، بدءا من جان ماري لولن وابنته في فرنسا إلى دونالد ترامب في أمريكا نفسها ..

وبالنسبة للفئات الحاكمة والمتنفذة في الغرب وجهازها الدعائي كل من ليس معنا أو كل من ليس لنا عليه سيطرة " كاملة " فهو متطرف وفاشى !!

والسؤال .. متطرف بالنسبة إلى ماذا بالضبط ؟
هو متطرف بالنسبة للسياسة الغربية المعتمدة وأسسها ، مثل سيطرة فئات رأسمالية شديدة الجشع على مفاصل السلطة في الغرب ، يساندها حلف عسكرى شديد العدوانية هو حلف الناتو ، تسعى بلا هوادة إلى سحق كل من يقف في طريقها
!!
تتحالف مع يمين دينى شديد التطرف فى الشرق الأوسط ، ومع فئات قومية مهووسة في أوكرانيا ، وتتحرش بدول كبرى مثل روسيا والصين ، وتوشك أن تجعل إستخدام السلاح النووى أو على الأقل التلويح باستخدامه قصة عادية فى الأخبار !!

فمن المتطرف إذن ؟!
من الفاشى إذن ؟

وفى سبيل سيطرة الفئات الحاكمة فى الغرب على العالم فقد تم بناء يسار ويمين بمواصفات وشروط هذه الفئات الحاكمة !!
فتم بناء يسار جديد لا يختلف عن الخطاب السائد في الغرب سوى فى النبرة وليس فى الأسس أو فى الجوهر ، وقد سماه أحد الكتاب بالجناح اليساري للعولمة الغربية ، يهتم بقضايا مثل حقوق المرأة ، وحقوق المثليين ، وقضايا الجنوسة .. إلخ ، ونسى خطاب اليسار القديم عن الإمبريالية الأمريكية وجهازها العسكرى والمخابراتى وسعيه المحموم للسيطرة النهائية على العالم ..

وكذلك تم بناء يمين مدجن أو رسمى يمثله مثلا الحزب الجمهورى الأمريكى ، يهتم بقضايا مثل الإجهاض ورعاية القيم الدينية والأسرية ، وحمل السلاح للفرد الأمريكى .. إلخ .
وكلها قضايا لا تمثل أى خطر على مصالح الفئات الحاكمة والمتنفذة في الغرب !!

وعندنا هنا لم يختلف الأمر كثيرا ، فهناك يسار ويمين غربى التوجه ، بل أصبح هناك جناح إسلامى للعولمة الأمريكية !!

ومن هنا فإن أى يسار أو يمين جذرى ، ويبحث عن التغيير الحقيقى فى منظومة السلطة في الغرب يقابل فورا بالاتهامات الكلاسيكية بكونه يسار متطرف أو يمين متطرف !!

ومن هنا أصبح صعود اليمين القومي فى فرنسا بالأمس أو صعوده فى ايطاليا اليوم ، وربما فى المانيا أو أمريكا يقابل فورا بتلك الاتهامات التقليدية ..

وعلى الرغم من أن ذلك الخطاب يجد دائما من يصدقه فإن الكتل التى أصبحت لا تقتنع ولا تصدق هذا الخطاب الدعائي المهترئ في ازدياد ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقاب
- جوانب سياسية فى قضايا دينية ( تعديل لبعض أخطاء المقال )
- جوانب سياسية فى قضايا دينية
- لماذا يختلف دور الجيوش فى الشرق عن الغرب ؟
- أين يوجد موقف الدولة الصحيح من الدين ؟
- الأحزاب الشيوعية ..
- الهوية الوطنية .. ماذا بقى منها ؟
- عواطف المسئول السياسى وعقله .. سوريا نموذجاً
- المستشفى
- حدث فى القطار
- هل انهزمت روسيا فى أوكرانيا ؟
- زيارة السيسي لقطر .. بين السياسة والتاريخ
- العراق .. ووعود الديموقراطية
- المكون المدنى
- الوظائف العامة
- حوار فى السجن
- الفن .. والرسالة السياسية
- طه حسين .. بين قبره وتراثه .
- مبارك .. وعام من تاريخ مصر
- الصين وأمريكا


المزيد.....




- إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل ...
- هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
- مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا ...
- وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
- زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو ...
- إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي ...
- الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص ...
- وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج ...
- لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
- البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - هل هو حقا يمين متطرف ؟!