أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - أين يوجد موقف الدولة الصحيح من الدين ؟














المزيد.....

أين يوجد موقف الدولة الصحيح من الدين ؟


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7379 - 2022 / 9 / 22 - 15:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بغض النظر عن عن الجوانب الروحية في الدين ، فهو مكون اجتماعى مهم ، وأصبح فى زماننا الأداة الأهم للعبث به واستخدامه دوليا في سياسات الدول الكبرى للوصول إلى ما تريد من أهداف ..

وللدين فوائد عملية كبيرة للدولة واستقراراها ، ومنها أنه أداة مهمة للتماسك الاجتماعى ، ومن هنا تمسك الدول حتى الكبرى والمتقدمة منها به ، بل وتشجيعه ..

ومن هنا أيضا كان حرص الدول - كدولة بغض النظر عن أشخاص الحاكمين - على ضبط إيقاع وحركة الدين فى المجتمع ، فمن ناحية هو مهم لبقاء اللحُمة والتماسك الاجتماعى ، ومن ناحية أخرى هناك الخوف من الجنوح سواء بالتعصب والتطرف أو بالتمييع وضياع المكانة ..

واصبحت بالتالى حركة الدولة فيما يخص الدين كمن يمشى على خيط رفيع ومشدود ، الوقوع الى هذه الناحية أو تلك سيؤدى إلى مشاكل لا تنتهى ..

فمضار التعصب والتطرف على الدولة واضحة لا لبس فيها ، ويظن كثير من الناس أن أضرار التعصب والتطرف هو أنه يؤدى إلى القتل والإرهاب ، وهو صحيح ، ولكن هو أهون الشرور فى رأيي ، فالضرر الأكبر من التعصب هو أنه يقسم المجتمع نفسياً ووجدانياً ووطنياً إلى كتل متباعدة ، لا تلبث أن تتحول إلى كتل متخاصمة ، ومع ضعف الدولة تتحول فوراً إلى كتل متقاتلة ..

الناحية الأخرى المقابلة والمضادة لزيادة جرعة التعصب والتطرف الدينى في المجتمع هى تمييع الدين وضياع مكانته في النفوس ، وذلك له وسائل شتى :

١ - تشجيع الاتجاهات الغريبة فى الفكر الدينى ، وخلق مجموعات تمشى وراءها ، والادعاء والسبب دائما موجود : الحداثة ، التقدم ، رفض الجمود ... الخ .
٢ - ضرب أسس العقيدة تحت عنوان حرية الرأى والتعبير ، والأديان كلها بنيان كامل إذا تم العبث بأسسها تحت لافتة التحديث أدى ذلك إلى فتح باب للجدل لن ينتهى إلا بفتن كبرى ، خصوصا ونحن نعيش عصراً نفوس الناس وعقولها فيه مستثارة بطبيعتها ، وجاهزة للانفلات عند أول شرارة ..

٣ - فتح الباب لظهور طوائف مخالفة داخل نفس الدين لم يكن لها وجود من قبل فى دولة ما ، مقدمة لحدوث شقاق دينى في الدولة ، كالمطالبة بفتح المجال أمام إيران ( فى ظرف تحولت إيران فيه إلى دولة دينية ذات إيديولوجية سياسية توسعية ) للعمل في مصر ، وزيادة انتشار المذهب الشيعي والحسينيات ، كمقدمة لزيادة شقاق دينى له فى المستقبل اثاره على تصدع الدولة نفسها ، إلا لو استخدمت الدولة قدر هائل من العنف الذى سيؤدى - فى النهاية - أيضا مهما بلغت شدته إلى تصدع فى بنيان الدول ..

الغريب أن التقارب بين مصر وإيران أيام رئاسة محمد مرسى وزيارة مرسى لإيران وزيارة نجاد لمصر ومجيئه إلى الأزهر وزيارة قاسم سليماني السرية لمصر فى يناير ٢٠١٣ ، وفتح باب السياحة - ومنها أو أهمها السياحة الدينية - بين البلدين لم يجد أى اعتراض غربى !!

والمفروض أن إيران في عرف الغرب دولة مارقة وحصارها واجب ، بل على العكس قوبل الأمر بترحيب غربى مريب !!

٤ - ومن أمثلة خلق صور للتعدد الدينى بصورة اصطناعية كمقدمة لحدوث شقاق في الدولة ، تشجيع إنتشار البهائية في مصر - وهى مذهب دينى نشأ في القرن ١٩ بواسطة رجل هندى مدعوم من الإمبراطورية البريطانية التى حكمت الهند وقتها ، وقد حظرت البهائية في مصر فى الستينات - وقد تجددت المطالبة الغريبة بفتح المجال أمامها في العقد الأول من القرن ٢١ مع مقدم المشاريع الأمريكية لتغيير الشرق الأوسط ..

وارتفعت الأصوات وقتها تنادى بالحرية الدينية وإلغاء خانة الدين من البطاقة الشخصية ، ولم يكن عدد البهائيين في مصر يزيد وقتها عن ٢٠٠ شخص فى دولة سكانها عشرات الملايين ، وكان الغطاء السياسى وقتها انسانيا ، ينادى بضرورة النظر إلى الإنسان كإنسان بغض النظر عن أى شئ آخر ..
وهو موقف يمكن مناقشته لو جاء طبيعيا ومتسقا مع تطور الأفكار الطبيعى داخل مجتمع ما ، ولكن جاء - كالعادة - متسقا مع خطط دولية لها أهداف معينة وتستخدم لها وسائل جديدة وذكية ..

المهم أن المطلوب هو عدم ترك الدين للتطور الطبيعى للأفكار مع اختلاف الأزمنة وتباين الاجتهادات ، ولكن اعتراض كل ذلك والتدخل بصورة صناعية لتفتيت الدين من داخله بالتعصب المؤدى للعنف أو بالتمييع المؤدى إلى ضياع المكانة ..

وفهم الظرف الدولى الذى تجرى فيه تلك العمليات شديد الأهمية لفهم طبيعة تلك القضية ..

١ - فنحن في عصر أصبحت الأديان فيه فى مرمى النار ، وبدلا من دورها الطبيعى والمعهود كوسيلة للتقارب الإنسانى والتماسك الاجتماعى وزيادة اللحُمة داخل الدول ، أصبحت الأديان أداة للفرقة والاختلاف ، ثم أداة للتخاصم والتشاحن ثم أداة للتقاتل وضياع الأمم !!

٢ - هناك جهد دولى واضح ولا تخطأه العين لتشجيع الاتجاهات المتعصبة داخل الأديان ، يقابله تشجيع الاتجاهات المناقضة التى تذهب إلى الطعن في الجذور ولا تراعى الحساسيات المعتادة فى مناقشة تلك الأمور ، والنتيجة هى زيادة حدة التوتر الدينى والاجتماعى داخل البلاد إلى درجة الغليان ..

وقد أخذ ذلك الدعم الدولى - للطرفين - صورا متعددة منها الدعم الفكرى والثقافى ومنها الدعم المادى والاعلامى ومنها الدعم السياسى والدبلوماسي وأحيانا الدعم بالسلاح لمن يريد حمل السلاح !!

لذا فقد تحول كلا الطرفين ( المؤيد للتعصب أو المنادى بالتمييع ) إلى وقود لمعارك تنهك الدول فى وقت لديها ما يكفيها وزيادة من تحديات لا تنتهى !!
والأهم - والأغرب - أنه لا يفيد قضية الطرفين : سواء المتعصب والمتطرف الذى يظن أنه ينصر دينه ، أو المنادى بالتجديد والتحديث الذى يظن أنه يخلص الدين وينقيه مما لحق به !!

قضية الدين يجب أن تناقش بحرص ومسئولية ، وقبلهما بفهم للظروف الجديدة التى تعيش فى ظلها الأديان ، وكيف يراد لها أن تتحول فى تلك العصور الجديدة ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب الشيوعية ..
- الهوية الوطنية .. ماذا بقى منها ؟
- عواطف المسئول السياسى وعقله .. سوريا نموذجاً
- المستشفى
- حدث فى القطار
- هل انهزمت روسيا فى أوكرانيا ؟
- زيارة السيسي لقطر .. بين السياسة والتاريخ
- العراق .. ووعود الديموقراطية
- المكون المدنى
- الوظائف العامة
- حوار فى السجن
- الفن .. والرسالة السياسية
- طه حسين .. بين قبره وتراثه .
- مبارك .. وعام من تاريخ مصر
- الصين وأمريكا
- لماذا المصرى كثير الشكوى ؟
- عطور باريس وساندويتشات الفول ..
- حيرة
- رد الإعتبار شعبيا لمبارك .. لماذا .
- من الذي يرسم السياسة الإقتصادية فى مصر ؟


المزيد.....




- 4 أضعاف حجم القطط الاعتيادي.. قط ضخم يحب تناول الطعام يصبح ن ...
- تعيين رئيس الحكومة الهولندية المنتهية ولايته مارك روته أمينا ...
- استطلاع يكشف رأي الإسرائيليين بحكم المحكمة العليا بتعديلات ا ...
- محكمة أمريكية تطلق سراح أسانج مؤسس موقع ويكيليكس بعد إقراره ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على مسؤول تهريب الأسلحة لـ-حماس ...
- كاميرون للمخادعين فوفان وليكسوس: أوكرانيا لن تدعى إلى حلف -ا ...
- الخارجية الروسية: حجب وسائل الإعلام الأوروبية هو رد فعل مماث ...
- مكتب زيلينسكي يرفض خطة مستشاري ترامب للسلام
- هل يعيد ترامب رسم الخريطة السياسية في الولايات المتحدة؟
- فنلندا تعلن تدريب العسكريين الأوكرانيين على أراضيها وخارجها ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - أين يوجد موقف الدولة الصحيح من الدين ؟