أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الهوية الوطنية .. ماذا بقى منها ؟














المزيد.....

الهوية الوطنية .. ماذا بقى منها ؟


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7376 - 2022 / 9 / 19 - 17:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هوية أى شعب هى مادة الغراء الذى تجمع مجموعات من الناس المختلفين مع بعضهم البعض ..
وتتضمن أشياء كثيرة جدا ، منها اللغة ، والتراث الثقافى ، والعادات ، والتعليم ، والمزاج الفنى ، والنظرة الموحدة إلى الأشياء وإلى التاريخ ..

فهل كل تلك الأشياء السابقة مازالت تجمع المصريين وتوحدهم كما كانت ، أم أصبحت تفرق فيما بينهم وتبعدهم ؟!
إن هناك جهدا منظما لا تخطأه العين الذكية لضرب عناصر وحدة المصريين وتماسكهم ..

فبالنسبة للغة ، لم تعد اللغة العربية - وهى لغة أهل مصر - هى السائدة ، وأصبح الحرص على اجادتها حديثا وكتابة من الماضى ، وطغت عليها الانجليزية ، التى يتعلمها الصغار الان في مرحلة رياض الأطفال ..
وأصبح إجادة الانجليزية هم كل بيت مصرى ، وكورسات تعلمها أول ما يحرص عليه الاباء والأبناء في النظام التعليمى كله !!

والتعليم أيضا أصبح عامل فرقة بدلا من أن يكون - كما فى كل الدنيا - عامل وحدة - وانقسم إلى تعليم دينى ازهرى واخر مدنى ، وتعليم خاص وآخر عام وثالث أجنبى ..
والقيم التى ينشرها كل نوع من الأنواع السابقة تختلف للغاية عن الأخرى ..

والجامعات أصبحت على كل لون ، لدرجة ان لكل دولة جامعتها الآن فى مصر ، كالجامعة الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية والروسية والكندية ، بالإضافة إلى الجامعات الحكومية والجامعة الأزهرية ..
ونوع التعليم المقدم للشباب المصرى فى هذه الجامعات شديدة التباين يختلف إختلاف المشرق عن المغرب !!

حتى التاريخ وهو مستودع تجارب الأمم وخبرتها ، لم تعد نظرة المصريين إليه واحدة ، بعد أن هام بعضهم حباً في العصر الملكى ولم يعد يرى سواه ، ونظر أخرون إلى عصر عبد الناصر باعتباره الأعظم وما دونه باطل ، وتحيز أخرون للسادات ، وحتى مبارك الذى قامت ثورة ضده من عشر سنوات أصبح له اليوم متيمين ودراويش ..

بينما ترك مصريون أخرون العصر الحديث كله ، ورجعوا بالزمن إلى الوراء قرون عديدة ، يبحثون عن عودة الخلافة !!
وبالرغم من أن الخلافة فى الإسلام تقلبت من خلافة راشدة إلى أموية إلى عباسية إلى فاطمية ، إلا أن الهوى كله صادف العثمانية منها فقط ، وأصبحوا يطالبون علنا بسيادة دولة معينة على بلادهم غير شعبها !!
بينما رجع أخرون آلاف السنين إلى الوراء ينقبون فى العصور الفرعونية عن مرشد ودليل ..

وبدلا من النظر إلى التاريخ المصرى كوحدة واحدة ، تدرس تجاربه ويستفاد منها فى الحاضر وفى المستقبل ، أصبحت كل طائفة وليس لها هم سوى إعادة العصر الذى تهواه ، مع أن الماضى لا يعاد !!

وأتت السياسة على البقية الباقية من وحدة المصريين ، وخاصة بعد أن عرفت مصر الأحزاب الدينية - أحزاب الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية - وقد حول هؤلاء الخلاف السياسي إلى خلاف دينى فى المعتقدات ، وأصبح الإجتهاد البشرى لبعض الأحزاب ذات المرجعية الدينية مقدسا أيضا كالدين الذى ترفع لواءه ..

وأصبح معنى التقدم والتأخر مختلف عليه بشدة بين المصريين ، وأصبحت كلمات مثل فلاح وبلدى ومحلى ( local ) نوع من الشتائم !!

ووصل الأمر حتى وسائل التسلية .. فكرة القدم لم تعد بالنسبة لجزء كبير من الشباب المصري هى فرق الدورى المصرى الوطني كالاهلى والزمالك والإسماعيلي والمصري والمحلة وباقى الفرق المصرية ، بل أصبحت جماهير الكرة في مصر موزعة بين البارسا والريال ، وبين المان يونايتد والمان سيتى والليفر ، وترك تشجيع فرق كرة القدم المصرية - البلدى - إلى الفرق الإسبانية والإنجليزية والإيطالية !!

وفى الفن .. لم يعد مزاج المصريون واحداً ، أو حتى متقارباً ، كما كان في السابق وإلى فترات قريبة ، ونظرة على الأغنية المصرية وما جرى لها فى الأربعين سنة الأخيرة ، تدلنا على التغير الحاد في أنواع الفنون الجديدة والغريبة التى أصبح يتذوقها بعض المصريون ..

وهنا مكمن الخطورة ، فالغربة الشعورية بين أبناء الشعب الواحد هى الخطوة الأولى فى فك عرى وحدته ، تمهيداً للتعامل معه ككتل منفصلة نفسياً وشعورياً ، وليس كشعب واحد ..

ويبدو لى أن الدولة غير متنبهة بالقدر الكافى لهذه القضية التى تمس الوجود المصرى كله ..

تماسك المجتمعات ، وزيادة اللحُمة بين أبناءها عن طريق التعليم والعادات المشتركة واللغة والذوق المتقارب أهم واجبات الدولة فى هذه العصور المضطربة التى نعيشها ..
وبعد أن أصبح التلاعب بوعى الشعوب وتاريخها وثقافتها يجرى أمام أعيننا بلا حياء ..
وبعد أن كان ما يتم تدبيره فى الخفاء فى أروقه أجهزة العمل السرى فى الدول الكبرى يتم الآن تنفيذه علناً وعلى رؤوس الأشهاد !!



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عواطف المسئول السياسى وعقله .. سوريا نموذجاً
- المستشفى
- حدث فى القطار
- هل انهزمت روسيا فى أوكرانيا ؟
- زيارة السيسي لقطر .. بين السياسة والتاريخ
- العراق .. ووعود الديموقراطية
- المكون المدنى
- الوظائف العامة
- حوار فى السجن
- الفن .. والرسالة السياسية
- طه حسين .. بين قبره وتراثه .
- مبارك .. وعام من تاريخ مصر
- الصين وأمريكا
- لماذا المصرى كثير الشكوى ؟
- عطور باريس وساندويتشات الفول ..
- حيرة
- رد الإعتبار شعبيا لمبارك .. لماذا .
- من الذي يرسم السياسة الإقتصادية فى مصر ؟
- مدينة الذكريات ، الإسكندرية .. الرحلة الأولى
- الريف المصرى فى زماننا ... العمل


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الهوية الوطنية .. ماذا بقى منها ؟