قاسم محمد مجيد الساعدي
(Qassim M.mjeed Alsaady)
الحوار المتمدن-العدد: 7375 - 2022 / 9 / 18 - 06:33
المحور:
الادب والفن
.
قيس مجيد المولى : شاعر لم ينصفه زمانه
قاسم محمد مجيد
• قيس المولى شاعر خجول وحالم من طراز رفيع
الشاعر الكبير جواد الحطاب
• لم اعرف شاعرا متصالحا مع نفسه مثل قيس المولى
الشاعر والناقد علي الفواز
رئيس اتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق
• لماذا منع الكتاب النقدي ( مخيلة النص ) من الدخول الى احدى الدول العربية ؟
• كيف عرضت فكرة جلسة التأبين في مدينة الأبداع الادبي اليونسكو عن الشاعر الراحل (قيس مجيد المولى)
-1-
في جلسة بمقهى رضا علوان ضمت الاستاذ الشاعر جواد الحطاب , والدكتور محمد ونان جاسم , والدكتور سعد محمد التميمي , والشاعر عماد جبار . طرحتُ فكرة اقامة جلسة تأبين للشاعر قيس مجيد المولى ... قي مدينة بغداد للأبداع الادبي – اليونسكو , ولأني أعرف مستوى العلاقة الانسانية الوثيقة التي تربط الحطاب بالشاعر الراحل قيس المولى قلت له : أبو الجود لماذا لم تكتب رثاءاً عن ابو عبدالله ؟ أخذ نفساً عميقاً وقال للأن لم أكتبُ رثاءاً عن والدي ولم استطع ان أكتب عن قيس ايضا كأن يدي مكبلتان !!
...
كان علينا الاعداد للجلسة وتهيئة كل الظروف لنجاحها , فقد واجهتنا صعوبة الحصول على المجاميع الشعرية والكتابات النقدية ومجموعة قصصية..
قال الراحل وكنت شاهدا على لقاء معه بمدير دار نشر انه يرسل الكتاب للطبع , ويأخذ نسخاً منهُ لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ومهمة دار النشر هي اشراكها في المعارض !!
فبادرت ُ بالاتصال بالشاعر كريم عبد الله الذي كان قد كتب دراستين نقديتين عن مجموعتين شعريتين للراحل قيس ومعه نسخة من أحدى المجموعتين الشعريتين واستعنت بقراءة لي نشرتها في موقع ايلاف بعنوان ( هذه قنينتي ولتسقط الحروب ) وهي عن مجموعته الشعرية ( تأتيك بحكاية باردة( ..
تحدثت في جلسة التأبين.. ولم اطرح كل ما دونته بسب ضغط العين اليسرى المرتفع الذي,منعني من اكمالها، ومنها قراءة قصيدة وددت قرائتها ولكن ..
وعلى ذكر القصائد كان ضمن المنهاج ان يقرا الشاعر ناظم الصرخي قصيدة رثاء اعدها عن الراحل لكن جاء توقيت الجلسة مع اصبوحة لمهرجان يشرف عليه في اتحاد الادباء ..
• طرح الاستاذ الشاعر جاسم العلي مدير الجلسة , فكرة انه مع بث فلم أعدّ عن الراحل , أن يدخل العلي الى القاعة ويقرا قصيدة من قصائد الشاعر، لكنه قراها وقت جلوسه على المنصة وكان رائعا جدا في حديثه عن الاعمال الادبية للشاعر الراحل حيث قال: هل نقف مكتوفي الايدي واعمال الشاعر قيس الشعرية او النقدية بعيدة عن متناول القراء والنقاد وطلاب الدراسات العليا ؟
-2-
• من الذاكرة القريبة جدا في شارع الاميرات في المنصور قرب السفارة الهندية قبل السفر للهند معا , توقفت مع الراحل قيس وقلت له نحن ضيوف في هذه الحياة ومادام المرض في بدايته لم لا تطبع اعمالك الشعرية والادبية في كتاب يضمن جهدك الذي امتد لعقود وكررت عليه الطلب مرات عدة , لكن للأسف لم تر النور اعماله الكاملة في حياته
• . ولابد من الاشارة الى انه بتاريخ 19-1-2021 جاء الى مقر الاتحاد الشاعر حسين الدبي الصديق الوفي والمؤتمن يطلب كتابًا من الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق معنون الى وزارة الثقافة لغرض طبع الاعمال الكاملة للراحل قيس المولى، وللأن لم تنشر هذه الاعمال فدار الشؤون الثقافية لها برنامجها الذي تتعامل معه وفق نظامها في الاصدارات..
• مما قلته في الجلسة التأبينية : ربما الان يجلس تحت قوس المقبرة الشعراء والقصاصون واصدقاؤهم.. ليشاهدوا ما تبثه مدينة بغداد الابداعية – اليونسكو..
جاء الى مقبرة وادي السلام.. سعد الصالحي ومروان عادل وزهير بهنام بردى .... مثلما جلس حسين الدبي , وحميد الربيعي ومحمد جبر علوان , وأسعد اللامي , ورزاق ابراهيم لبس نظارته وجلس قرب سلمان داود محمد ليشاهدوا البث الحي لمدينة بغداد للأبداع الادبي ..
شكرا بحجم المحبة الراسخة د صادق رحمه ود سعد محمد التميمي و الشاعر جاسم العلي والاستاذ الباحث والصحفي عادل العرداوي ..
-3-
ثلاثة جوانب مهمة سأطرحها عن حياة الشاعر : قيس الشاعر – قيس الناقد - وقيس الانسان.. هي اقرب الى السيرة لكنها جميعا متداخلة.
• ولد الشاعر في بغداد عام 1951 في خان محسن قرب بيوت الارمن التي هي الان مقابل كراح الباب الشرقي والخان ملاصق لكنيسة الارمن الاثوروكس
• إصدارات الشاعر ابجدية المشاكسة 2001 مجموعة شعرية/ ضرورات بدائية 2001 مجموعة شعرية/ بعض عن بعض 2006 /- نقد التراب والاسد 2007 -- / نقد تجوال في المكان 2007 / نقد نزهة الكتابة 2009 نقد/ مايتوضح يحتاج الى توضيح --- شعر 2009/ لا متبقي لا ملموس 2009 شعر/ تاتيك بحكاية باردة 2010 شعر/ المرسل اليه لا يرى العالم 2011 مجموعة شعرية/ مخيلة النص 2011 نقد/ عودة النص – 2012 نقد/ انما هنالك معضلة 2013 شعر/ حواس مطعمة 2013شعر/ الخطاب في سرد النص نقد 2014 / مزاغل للعتمة شعر --
• يتضح ان ما أصدره الاديب قيس كان للكتب النقدية حصة كبيرة في نتاجه الادبي لكن السؤال ؟ اين هن ؟
حيث لم يعقد الراحل أي جلسة نقدية لأي كتاب نقدي اصدره , او طرح ارائه النقدية سيما وان المفاجأة التي تدهش ان الكتاب النقدي ( مخيلة النص ) قد منع من الدخول الى احدى الدول العربية وسبب المنع هو الاشارة الى تناول موضوع ( الخلق والجنس ) ويقول في مقابلة له ( لائحة المنع لكتاب مخيلة النص أشارت لأسباب تتعلق - بالخلق والجنس- لكن لو قامت المؤسسة الحكومية تلك بمنع مجموعتي الشعرية (خصومات أبدية ) لقدمت التهاني لها كونهم إستطاعوا الوصول إلى السر الذي كتبت به تلك المجموعة ) والغريب ايضا ان المجموعة الشعرية خصومات ابدية ( لم تكن ضمن قائمة اصدارات الكاتب الموثقة في اخر كتاب طبع له !!
ضمن آرائه التي جمعتها ) لو عاد السياب حيا لأحرق العديد من قصائده ) ( عبد الرزاق عبد الواحد أبقى إلى حين على أخر خيط من العسل في الشعر العمودي)..
-4-
قيس و الموت
لم تخلو نصوصه من مفردة الموت , لكن قيس حالم من طراز رفيع وقلق حد الدهشة ويقلقه بل سبب له الكثير من الازمات النفسية والعاطفية سؤال هو: من يقرا لنا بعد الموت !!!
وهو سؤال كارثي بكل معناه.. ومن وحيه كتبت قصيدة من) يتذكرنا بعد الموت ( وقرأتها عليه.. فقال كتبت ما في قلبي يا قاسم ..
وللأمانة قيس لم يكن خائفاً من الموتِ بقدر تألمه من ترك عبدالله ابنه الصغير والوحيد دون ان يراه شابا يافعا ً!!
اهتم قيس في شعره بتفاصيل الحياة اليومية وكتب بغزارة وكانه في سباق مع الوقت الذي بدا ينفد , كتب اسماء مقاه وحانات وشوارع ومدن في البلاد.. وفي اليونان وتركيا .. ومدن كثيرة وحافلات وباص رقم 21 والجامعة المستنصرية واسم فاطمة في احدى قصائده )حين هبطت بلاد الإغريق سألني البعض من صحبة الطائرة أين تتجه …. ؟ لكل منا اتجاهاته.. لن اركب الا الباص الذي يحمل الرقم 21) لازالت الشجرة في عينيه لم تمت.. لازال طيف فاطمة يرف حوله من المستنصرية ) وفي قصيدة اخرى (يسأل عن البؤس وعن الموت وعن الفاسد والنبيل والموعد المؤقت على قيامة دون قيامة أخرون : نريد ان نلمع أسفل السماء واخرون نريد من يودعنا...
لم يهتم بالمؤسسات الثقافية ولم يعمل معها له اشتغالاته الخاصة يكتب بدون ضجيج اعلامي او يروج لنفسه كما لم يقم باي نشاط او مشاركة في مهرجان او حفل توقيع كتاب او اصدار جديد يعلن عنه.. فقط لجنة شارك فيها مع امين جياد, ود ليلى الخفاجي والراحل توفيق المعموري وقاسم محمد مجيد , مع رئيس الاتحاد الدولي الشاعر حسين الغضبان واتذكر له مداخلة في جلسة اصدار كتاب ) شعراء يهود عراقيون ( للشاعر عدنان جمعة..
له راي في سؤال تقليدي : بمن تأثرت ) يقول الراحل لم اتأثر باي شاعر لكني اعجبت .. أقول لك أنا أعجبت لكني لم أتأثر وأيضا لابد أن أذكر لك أن بعض الإعجاب سرعان ما يتلاشى فالشاعر عندما تنضج لديه التجربة الشعرية ويكون ملما بأدواته تتقلص في ذاته حجم الإعجابات التي يوليها للشعراء للأخرين .. اعجبت بالشعراء سعدي يوسف ولسامي مهدي ولأدونيس ويوسف الصائغ والبياتي ومحمد الماغوط وروائع درويش ومنها أحمد الزعتر ومن فضة الموت الذي لاموت فيه وقرأت أمل دنقل وسميح القاسم .. وأكيد أن الشعر العربي في الجاهلية وفي العصور التي تلت يشكل قاعدة صوتيه في مرحلة التأسيس وأيضا لابد من القول أن تجربة حسب الشيخ جعفر تجربة عظيمة
--------
ماذا عن البيان الشعري ؟
__عن البيان الشعري كان معجبا به ومتحمسا لاصدار بيان شعري يماثل , بيان سامي مهدي وفاضل العزاوي وفوزي كريم وخالد علي مصطفى الذي صدر عام 1969________
وقال عن كتابة النقدي الاول ) بعض من بعضي ( وأنا أحبو شعريا في العام الأول من الثمانينات تجرأت وكتبت سلسلة من المقالات النقدية في الصحف العراقية تحت مسمى (بعض عن بعض )وكانت البعض عن البعض مجرد رؤيا ولأقل إنطباعا عن الشعر العراقي..
-------------------
رأيه في كوكبة من شعراء لم يستطع السبعينيون التأثير في مجموعة أخرى من الشعراء الذين نحوا بمناخهم الخاص وهم كثيرون وأخص منهم على سبيل المثال (جواد الحطاب - وسام هاشم – عبد الحميد كاظم الصائح – صلاح حسن – نصيف الناصري – أديب كمال الدين – عبد الرزاق الربيعي (
) ويقول في احدى قصائده (الجميع الذين كانوا هناك – ينظرون للسماء وينتظرون منها أن تبرقَ ، -- وترسل لهم ما تشاءَ من زخاتِ الأمطار --- إلا أنا -- الوحيد الذي كنت أحدق بالتي أمامي -- أنتظر منها عبارةً رقيقة --- لاداعِ لشاهدةٍ -- ولا لوليمةٍ ... ولا لمدائح نبويةٍ -- عند موتي !!
هذا الانسان الشفاف يهيم بنظرة منها ولا ينتظر مع الجميع ان تبرق السماء او يهتم بما تنزله السماء من مطر لكن القدر كان قاسيا عليه لم ينصفه واراد ان يكون موته في وقت عصيب وهو اشتداد جائحة كورونا , البيوت مقفلة , وحيث لا مشيعون ولا مجالس عزاء تليق بالموتى..
رحل وسؤال ملح من ينقذ اعماله الادبية من النسيان !!
..
-5-
بقي ان أقول في ختام هذه الإحتفائية – الرثائية ، التي كانت تبث بثا حيا لجميع مشتركي منصة الابداع- لمدينة بغداد الإبداعية في اليونيسكو..
قرأ الشاعر جواد الحطاب قصيدة اهداها لروح صديقه المولى الذي قال انه كان يحبها وكتب دراسة نقدية عنها، وهو ما اثار الشجن مع وعود بجلسات استذكارية لاحقة، ووعد من اتحاد الأدباء بطبع اعمال الراحل الشعرية الكاملة بعد التيقن من موقف وزارة الثقافة من موضوع طبعها..
وهذا ما نأمله .. وما سننتظره .
#قاسم_محمد_مجيد_الساعدي (هاشتاغ)
Qassim_M.mjeed_Alsaady#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟