أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رؤوف حامد - تضاريس المسافة بين النظرية والممارسة أولا – هذا التناول .. لماذا ؟














المزيد.....

تضاريس المسافة بين النظرية والممارسة أولا – هذا التناول .. لماذا ؟


محمد رؤوف حامد

الحوار المتمدن-العدد: 7372 - 2022 / 9 / 15 - 17:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعتبر النظرية Theory نسق مفاهيمى مبنى (أو مُصاغ) بالإعتماد على مبادىء وأفكار. تستخدم النظرية فى التفسير والشرح، وكذلك فى التنبوء والإستشراف. وبالتالى هى نسق معرفى ينهض على العلم وعلى المقاربة المعرفية العلمية.

وفى المقابل يشار الى الممارسة Practice باعتبارها التطبيق، أو الإستخدام الفعلى، لفكرة أو لمعتقد أو لطريقة. وببساطة، هى عمل شىء ما، أو هى تكرار عمل شىء ما من أجل زيادة التمكن فى أداءه، بصرف النظر عن الإستناد الى (أو التعامل مع) النظريات.

وعن الأسباب التى دعت الى المضى فى هذا التناول (والخاص بتضاريس المسافة بين النظرية والممارسة)، فمن الممكن أن تتضح أبعادها فيما يلى:

1- وجود إستحسان (أو إعتقاد) عند البعض بأن الإبتعاد عن النظرية ، أو عن ماهو نظرى Theoretical، من شأنه تجنب الدخول فى تعقيدات لاداعى لها، حيث يسود إعتقاد بأن لافائدة ترجى مما هو نظرى. وفى المقابل تكون الممارسة القائمة على الرؤية (أو الخبرة) الخاصة هى كل شىء. يقود هذا الإتجاه الى منح الصدارة فى تسيير الأمور الى الممارسة التطبيقية، مع الإبتعاد عن التناولات والخلفيات النظرية.

2- إتجاه البعض، فى مختلف المجتمعات، الى الإتباعية لأُولى الأمر (أو للسلطات)، دون إعمال منهج علمى فى التفكير, وبالطبع دون الإسترشاد برؤى فكرية أو نظرية. فى ظل هذه الإتباعية، والتى يغيب عنها التنقيب فى النظريات ومتابعتها والإسترشاد بها، تتغلغل وتنتشر سلوكيات نفعية تحت لافتات شعارية على غرار "وجوب إتباع أُولى الأمر منا"، وأحيانا تُصبغ هذه الإتباعية بأشكال عقائدية, دينية أو أيديولوجية.

3- مع تضخم السلوكيات السابق ذكرها (فى 1 و 2) يستمر تصاعد المشكلات والإشكاليات اليومية على كافة مستويات الحياة، فرديا، ومجتمعيا، ووطنيا، وعالميا، الأمر الذى يمكن تلمسه –على سبيل المثال- فيمايلى:

3-1) ظاهرة استفحال سوء الفهم، والتى تتجسد فى ملامح على غرار:

■ قدر من عدم الإنصات الجيد Active listening بين الأفراد والكيانات، وبعضها.
■ قدر من تجنب اللجوء الى المعارف العلمية (أو الهروب منها)، عند التعامل مع أحداث أو ظواهر اجتماعية سلبية.
■ وجود ممارسات تنتمى الى التعصب، فرديا ومجتمعيا ودوليا.

3-2) ظاهرة الإستبداد فى الرأى عند بعض الحكام والمسؤلين، خاصة فى البلدان النامية.

3-3) ظاهرة الإندفاع الى انحيازات مجتمعية فى إتجاه دعم مصالح نفعية خاصة.

3-4) حدوث تحولات ملحوظة فى الإدارة من السعى للتمكين الى ممارسة التحجيم.

3-5) اللجوء، على المستويات العالمية والمحلية، الى ممارسات تحمل طبيعة المؤامرة، وذلك على غرار:
ظهور دلائل لملامح مؤامراتية دولية بشأن الدفع الى حرب الخليج الأولى (العراق-إيران) – إحتلال الولايات المتحدة للعراق (2003) بدعوى وجود أسلحة دمار شامل – إغراق إقتصاديات الدول النامية فى الديون – دفع مصر مابعد إنتصارات حرب الإستنزاف وحرب أكتوبر (1967-1973) الى مسارات غير رشيدة فى الإنفتاح الإقتصادى والخصخصة – إتفاقية سايكس بيكو (1916) - وعد بلفور (1917) – واقعة إنفجار برجى التجارة فى نيويورك (2001).

4- وهكذا، من الإشارات السابقة يتضح قدر الحاجة للمقاربة بين النظرية والتطبيق فى كافة المجالات التى تتعلق بالحياة، حياة الناس فى كل مكان، وحياة الكرة الأرضية، أو حيويات الطبيعة، والتى يحتاجها الإنسان، وعليه حمايتها، والحفاظ عليها، والإستفادة المعرفية منها.

5- وربما تجدر الإشارة، فى الإجابة على التساؤل "لماذا؟"، الى حقيقة أن أكفأ النماذج الوضعية الجامعة (أو المُوَحِدة) وجوديا للنظرية والممارسة تتمثل فى "المنهج العلمى فى التفكير"Scientific method ، بما يحتوى من أبعاد نظرية فى خطوات الملاحظة وفى وضع الفروض، وكذلك ما يتضمنه من ممارسة (سواء ذهنية أو عملية) فى خطوة التجريب. ذلك فضلا عن جمعهما (أو دمجهما) معا، النظرية والممارسة، فى عملية صياغة الإستنتاج.

وهكذا، من أجل المساهمة فى دعم قدرات حل المشكلات وحسن مواجهة الإشكاليات، تجتهد هذه الدراسة فى تناول تضاريس المسافة بين النظرية والممارسة من منظور منهجى/معرفى/علمى، بقدر الإمكان.

هذا، وتنقسم الدراسة الى جزئين، الجزء الأول يختص بتناول النظريات والأفكار والرؤى، ويُطرح فى سلسلة تقرب من ست مقالات تنشر تباعا. وبعدها، ان شاء الله، يأتى الجزء الثانى، والذى يختص بإطلالات على الواقع الحياتى بتنوعاته المختلفة.

وعليه، يكون المقال التالى عن الخلفية التاريخية للعلاقة بين النظرية والممارسة.



#محمد_رؤوف_حامد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستستطيع البلدان العربية اللحاق بالمستقبل الجديد للثورات؟ ...
- هل ستستطيع البلدان العربية اللحاق بالمستقبل الجديد للثورات؟ ...
- هل ستستطيع البلدان العربية اللحاق بالمستقبل الجديد للثورات ؟ ...
- هل ستستطيع البلدان العربية اللحاق بالمستقبل الجديد للثورات ؟ ...
- هل ستستطيع البلدان العربية اللحاق بالمستقبل الجديد للثورات ؟ ...
- هل ستستطيع البلدان العربية اللحاق بالمستقبل الجديد للثورات ؟ ...
- ثقافة التغيير – تكنولوجياتها ومستقبلياتها عند العلماء والمفك ...
- ثقافة التغيير – تكنولوجياتها ومستقبلياتها عند العلماء والمفك ...
- ثقافة التغيير – تكنولوجياتها ومستقبلياتها عند العلماء والم ...
- ثقافة التغيير – تكنولوجياتها ومستقبلياتها عند العلماء والمفك ...
- ثقافة التغيير – تكنولوجياتها ومستقبلياتها عند العلماء والمفك ...
- مابعد الشعبوية .. الأمريكيون يقتربون أكثر من المسار الجديد ل ...
- جماعية المفكرين – لقاح للإنسانية وليس فقط للكورونا
- حركية المعرفة فى الشارع السياسى العربى: 5/5 المستقبليات
- حركية المعرفة فى الشارع السياسى العربى: 5/4 التضاريس
- حركية المعرفة فى الشارع السياسى العربى:5/3 الإشكاليات
- حركية المعرفة فى الشارع السياسى العربى: 5/2 – الخصائص
- حركية المعرفة فى الشارع السياسى العربى: 5/1 – ملاحظات أولية
- خبرات شخصية بشأن ديمقراطية العملية التعليمية فى الجامعة
- نحو فهم أعمق لخلفيات العداء الأجنبى للمنطقة العربية


المزيد.....




- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رؤوف حامد - تضاريس المسافة بين النظرية والممارسة أولا – هذا التناول .. لماذا ؟