حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)
الحوار المتمدن-العدد: 1688 - 2006 / 9 / 29 - 10:23
المحور:
الادب والفن
قبور مملوءة بعظام صماء،
يمضي القلب في دهليز في غاية الظلام ،
ننزل في ذواتنا ونموت،
كأننا نغرق في قلوبنا،
خارجين من الإهاب ونغوص في الروح.
أجساد لا عداد لها،
أقدام من ثرى باردة ولزجة،
فإن ّ الموت قابع في العظام،
مثل نباح بدون كلاب.
يأتي من مكان وراء النواقيس،
من كبد القبور، ويشغل حيزا في الهواء البليل مثل قطرات المطر.
حينا نرى نعوشا تحت الزوارق تُرمى في الماء،
الموتى ألوانهم كلحتْ،
نساء مات شعر رؤوسهن،
خبازون بيض مثل الجنّ،
فتيات عابسات ارتبطن بكتّاب الشرع،
النعوش تسبح إلى الأعالي في نهر الموتى العام،
النهر الأرغواني يجري نحو السماء.
زوارق مفعمة بهمهمة الموت،
ملؤها صوت الموت المنطفئ.
يتقدم الموت من بين الأصوات مثل حذاء بدون قدم،
مثل ثياب فارغة من الأجسام ،
يأتي ويطرق الباب بخاتم من دون ختم،
بدون اصابع،
يأتي ويصرخ بدون فم، بدون لسان،
بدون حنجرة.
لكنك تسمع وقع خطاه،
وخشخشة ثيابه التي تصيح مثل شجرة.
لا أعرف أكثر،
فإنني أوتيت القليل من العلم،
أرى الأشياء بالكاد،
لكني أعتقد أن لحنه له لون بنفسج مبلل، بنفسج الموت المألوف،
لأن سيماء الموت خضراء،
نظرات الموت خضراء،
بغصنه الرطب البنفسج مستمدا لونه من شتاء مرّ.
يمسح الموت الدنيا في هيئة مكنسة،
تلحسُ الأرض َ بحثا عن الموتى،
والموت مأواه داخل المكنسة،
فالمكنسة لسان الموت بحثا عن الجساد.
هي إبرة الموت تتوجس عقد الخيوط.
الموت قابع داخل المحفات:
في مقاعد هادئة،
يعيش في بطانيات سوداء،
يشهق عفويا ويطلق صوتا المواساة،
حيث الملاءات تتورم،
والكراسي تسبح صوب ميناء حيث الموت ينتظر على هيئة قبطان.
ترجمة-حميد كشكولي
#حميد_كشكولي (هاشتاغ)
Hamid_Kashkoli#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟