فرح تركي
كاتبة
(Farah Turki)
الحوار المتمدن-العدد: 7365 - 2022 / 9 / 8 - 16:34
المحور:
الادب والفن
تضحك رسل وتلعب ولا تهتم لأي شيء حتى النصيحة. تنهال على الحياة بكل بهجة بقلبها الفتي ، فموعد الامتحانات قد أقترب ولكنها غير مكترثة !
...تتقدم لتستلم نتيجتها من معلمتها، التي لا تعلق بأي شيء ، وكأنها مخلوقة شبحية لا وجود لها. تاخذ النتيجة تلقي عليها نظرة بائسة ، تجد إشارات حُمر لسبع مواد ، رسبت في كل المواد تقريباً !
تخبئ تلك النتيجة المشؤومة وتعاود الابتسام ! .. دون أي شعور بتأنيب الضمير أو الانزعاج والاحراج ...
بعد عدة أيام كانت تهرول في ممرات المدرسة بكل سعادة ومرح لتلتفت فجأة ، وتضرب بضفيرتها جسما" ما. وهي تظن ان صديقتها قد اقتربتْ لتمسك بها، الا انها كانتْ معلمتها التي تحبها وتحب درسها ، رغم عدم نجاحها فيه ... انتبهي يا رسل ، حذارِ أن تؤذي نفسك ! جاء ذلك الصوت حنونا دافئاً .
اكتفتْ رسل بالابتسام واطرقتْ رأسها خَجَلاً ..
بعد عدة سنوات كانت رسل تعبث بطرف ضفيرتها ، وهي تنتظر في طابور المسافرين المتجهين الى بلد أوربي ، بغية إكمال دراستها ، تلتفت وراءها بوجل ، لتنظر إلى والدها الذي ما زال يرعاها ويتابعها باهتمامه ، وهو يستند بعكازه الذي أصبح وكأنه جزء منه. ستفتقده كما افتقدت ابتسامتها ، عندما حضر ذات يوم الى المدرسة في إجتماع أولياء الأمور ، وقف بعيداً دون ان ينتبه له أحد لتمر مصادفة معلمتها تلك. يسألها بفطرته البسيطة عن حال ابنته ، تستفهم منه عن المقصودة؟ ، يعطيها الإسم الكامل لتجيبه بملء الثقة بأنها متميزة وناجحة ليخرج متأرجحا" بعكازه ويمضي ! ... لا يزال صدى تلك الكلمة الرنانة يتردد في اذنيها .. ( انتِ يا صبية ، ماذا تنتظرين من هذا العالم القاسي وانت تجابهينه بابتسامة بلهاء وضفيرة وعكاز والدك ؟! ) ...
لتصحو وتنجح من الدور الأول . لكن فرحتها الأكبر وهي تقرأ ملاحظات معلمتها في بطاقة بياناتها المدرسية "رسل فتاة معجزة ركلتْ الكسل لتنجو من وضعها المزري وتجابه الفشل بكلمة واحدة" ... وتقف دون عوائق
#فرح_تركي (هاشتاغ)
Farah_Turki#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟