أحمد فاروق عباس
الحوار المتمدن-العدد: 7364 - 2022 / 9 / 7 - 21:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
غضب كثير من المصريين على ما قيل من نية الحكومة نقل قبر عميد الأدب العربي طه حسين من مكانه إلى مكان آخر ، لتوسعه أحد المحاور الجديدة ، وقد نفت الحكومة قصة نقل رفات عميد الأدب من مكانه ..
من حق المصريين طبعاً أن يغضبوا لواحد من أكبر وأهم أبناءهم وأعلامهم في القرن العشرين وما بعده ، وإن كان رأيي أن طه حسين نفسه لن يكون سعيداً جداً بهذا الغضب ..
لن يكون سعيداً أن المصريين تذكروا قبره لكنهم نسوه هو شخصياً ، ونسوا ما كتبه وما قاله على مدى ستين عاما ، كان فيها ملء السمع والبصر ..
- فمن من المصريين من يتذكر طه حسين اليوم ؟!
- من يا تُرى قرأ كتاباً له أو مقاله ؟
- كم مصرى قرأ كتابه الشهير فى الشعر الجاهلى مثلا وتفاعل معه اتفاقاً أو اختلافاً ؟
- هل قرأ أحد ما كتبه فى الأدب مثل حديث الأربعاء ، وتجديد ذكرى ابى العلاء ، ومن ادبنا المعاصر ؟
- هل قرأ أحد حتى ما كتبه فى الاسلاميات مثل كتاب الوعد الحق ، الشيخان ، وفى مهبط الوحى ، على هامش السيرة ، مرآة الإسلام .. وغيرها ؟!
- هل قرأ أحد كتابه الممتاز مستقبل الثقافة فى مصر ؟
- هل قرأ أحد حتى كتبه الأكثر شهرة مثل الأيام أو رواية دعاء الكروان ؟
- هل تأثر أحد بأفكار طه حسين وحاول بعثها وبعث صاحبها من مرقده بعد خمسة عقود على وفاته ؟
إن أغلب المصريين يعتنقون اليوم كل ما حاربه طه حسين ووقف ضده ، من سيادة التعصب والجهل وضيق الأفق وسوداوية النظرة إلى الحياة ..
هل يوجد من هو مستعد أن يقاتل من أجل أفكار طه حسين مثلما هو مستعد أن يقاتل من أجل قبره ؟!
أم هو مجرد مكايدة للدولة ، التى ما إن تقول يمين حتى يقول البعض فورا شمال ؟!
ليس مهما عندى - على المستوى الشخصى - نقل قبر طه حسين من مكانه أو بقاءه فيه ، فقد تم نقل قبر سعد زغلول بعد وفاته عام ١٩٢٧ إلى مكانه الحالى فى ضريح سعد عام ١٩٣٦ ولم يعترض أحد ، وكان سعد زغلول أيامها هو معبود المصريين ..
ولكن الأهم من نقل قبر طه حسين أو بقاءه هو رسالة طه حسين وآراءه وأفكاره .. وهو ما يستحق عناية المصريين واهتمامهم قبل نقل رفات رجل ترك الدنيا كلها من خمسين سنة ..
#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟