اتريس سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 7362 - 2022 / 9 / 5 - 20:36
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لمن يريد أن يصل إلى المعرفة الحقيقية والإرتقاء الفكر يجب أن يعرف أولا أن أفكارنا بالأساس هي مجرد نبضات كهروكيميائية تسري عبر شبكات عصبية، و هذه الشبكات قد تكونت منذ أن كنا أطفالا و تشكلت من كل شيء رأيناه و سمعناه و عشناه، و تفاعل هذه الشبكات و المناطق الدماغية مع بعضها البعض هو الذي يشكل الأنا التي نعرفها (فلانة/فلان) و كلما نسبنا نفسنا للأنا و الكبرياء الجسدي تبقى أفكارنا محصورة في نفس هاته الشبكات و وعينا كذلك مما يعطينا فكرا محدودا، كما أن الدماغ يقوم بتحرير جرعات من هرمونات السعادة التلاثة (السيروتونين/الأوكسيتوسين/الدوبامين) في دماغنا كلما فعلنا شيئا نقوي به الجسد و الأنا كالأكل و الشرب و التكاثر و التميز عن الغير و الكبرياء مما يشعرنا بالسعادة، و يقوم بالتقليل من إفراز هاته الهرمونات كلما كان هناك نقص في الموارد و قلة التميز و التعرض للإحراج مما يسبب مشاعر كئيبة و سلبية.
عندما ننسب نفسنا للروح سنتمكن من التحرر ببطىء من سجن هاته الشبكات و ستبدأ طريقة عمل الدماغ في الإختلاف، كأننا نأخذ وضعية مراقب مما يعطينا نظرة من فوق، لأننا بالطبع لا نستطيع رؤية الغابة و نحن شجرة فيها.
هناك أيضا نظرية علمية تقول أننا نستخدم عشرة بالمئة فقط من قدراتنا الدماغية، وقد يكون الأمر صحيحا، فمن جرب خفض كبرياء الجسد و التفكير كروح سيلاحظ توسعا هائلا و متدرجا في الوعي لأنه يتحرر من الشبكات العصبية المحدودة المكونة للأنا الجسدية، و أكثر من كان يستخدم هذه الطريقة هم الأنبياء و الأولياء لأنهم كانوا يقوون أرواحهم و وعيهم بتواضعهم الجسدي فلا يردون على من ظلمهم ولا ترى فيهم تكبرا جسديا، و بالتالي كانوا أكثر الناس حكمة و منهم أيضا من وصل لدرجة مكنته من التحكم بالعناصر، لأن الروح من الله و من ٱرتبط مع الله روحيا يكون سفيره على الأرض بجزء منه فيه، و يستطيع تسخير العناصر، و من الحكمة الإلهية أن لا أحد يصل لهذه المرحلة إلا إذا كان صافي النية لا تهمه خوارق ولا سمعة.
من يريد أن يجرب نشاط الروح فليغمض عينيه و يتخيل أنه سامح كل من سبب له أذى و يتمنى الخير و السعادة من أعماقه لكل الناس، سيشعر تلقائيا بنشاط معين في المنطقة الجبهية من الدماغ، فالأجساد تفرقنا و الروح تجمعنا.
الحقيقة تكمن في الجمع بين العلوم النافعة بالطريقة الصحيحة، و عندما تقوى بصيرتنا الروحية سنتمكن من إسترجاع وعينا الأصلي المفقود بالتدريج.
#اتريس_سعيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟