أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسراء حسن - زَيْف الوُجُه














المزيد.....

زَيْف الوُجُه


اسراء حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7362 - 2022 / 9 / 5 - 17:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن الحياة يوما اكثر احباطا مما هي عليه الآن فلم يعد الناس مقبلين عليها او سعداء بها بقدر ما اصبحوا نافرين وكارهين وناقمين عليها ، يبدو ان هذا احساس مشترك لمعظم الناس في كل مكان في العالم مع هذا السيل الذي لا يتوقف من الضغوط والمشكلات الحياتية والازمات الاخلاقية والانسانية بمختلف صورها واشكالها ودرجاتها .

في ظل الظروف الراهنة تحول معظم سكان البلد إلى واعظين ومصلحين وناصحين ودعاة دينيين وكأنهم بهذا الوعظ يحاولوا ان ياخذونا معهم الي المدينة الفاضلة التي يعيشون فيها مع انفسهم ويعز عليهم الا نشاركهم فيها ، وبرغم هذا كله فلا شيئ يتغير نحو الافضل فالشكوي من سوء الاخلاق وتدهور القيم وغياب المثل ومن ضياع معاني النزاهة والاستقامة والامانة والشرف من حياتنا تتردد في كل مكان وعلى كل مستوي من اعلاها الي ادناها، فيا ليت كل واحد من هؤلاء المصلحين المتدثرين برداء الدين ممن يملأون بلدنا ولا يخلو منهم مجلس واحد من مجالسنا يبدأ بنفسه قبل ان يلقي بمواعظه على الآخرين ليجعل من نفسه قدوة طيبة لهم تعكس ما يدعوهم اليه من مكارم الاخلاق لا ان يقف بمواعظه عند حدود الكلام. ... فعندما نقارن ما نقراه ونسمعه منهم ليل نهار بما نراه في واقعنا من ازمات اخلاقية مستحكمة ومن تجاوزات وانحرافات وبذاءات وسرقات ومن نهب واستغلال ومن متاجرة بآلام ومعاناة الناس َومن استخفاف بكل القيم الاخلاقية والانسانية ومن تجاوز لكل الموانع والخطوط الحمراء ، فنحتار ونتساءل : هل المشكلة في ادعياء التدين ام فينا جميعا ام في المناخ المريض الذي اوصلنا جميعا الي ما نحن فيه ؟
لو كانت هناك ثقافة عمل حقيقية تشغلهم وتشغلنا لاختفي من حياتنا معظم ما نشكو منه.....

هذه المشاهد الفوضوية السخيفة التي تعيشها البلد الآن والتي لا طائل من ورائها ولا جدوى يجب ان تتوقف وتنتهي، فاذا كان الردع بالاخلاق لم يعد يجدي وحده في بتر الانحراف والمنحرفين ، فان الردع بسيف القانون قد يكون هو الحل الناجز لما نعيشه الآن مع هذه المَوجة المداهمة ، من الاستغلال الانتهازي الجشع التي بدات تضرب بلدنا وتحدث ثاثيرها في كل مكان يجب أن تجد من يكبح جماحها ويردع وبمنتهى القوة والحزم هذا السلوك اللاخلاقي الذي يزيد من معاناة الناس، وينذر بان يحيل حياتهم الى جحيم لا يطاق.
فما نطالب به وندعو اليه هو شيئ من الرحمة والرفق بالناس ممن شاء لهم قدرهم ان يعيشوا في مجتمع كمجتمعنا لا يكل ولا يمل من التشدق بالدين ومن الوعظ المستمر حول ما يجب ان تكون عليه قيمه واخلاقياته ومعاملاته وعلاقاته ، وهو في الواقع ابعد ما يكون عن قيم الرحمة والانسانية وغيرها من مكارم الاخلاق التي تحض عليها كل الشرائع والاديان. والدليل علي ذلك هو كل هذا الفساد والانحراف والاستغلال الذي يشيع في جوانب حياتنا كلها .



#اسراء_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زَيْف الوُجُوه
- الحرب الاسرائيلية_الايرانية
- إلغاز... خطر يداهم أوربا
- الغاز... خطر يداهم أوربا
- المشهد السياسي في ليبيا
- أزمة لبنان
- وطننا العربي
- مخرجات الارهاب في العراق
- انتقاد الوضع القائم
- مباراة الطامحين :صراع الملف النووي الإيراني
- مباراة الطامحين : صراع الملف النووي الإيراني
- جوهر
- جوهر صراع الطبقة السياسية
- داعش... من المراحل السوداء في تاريخ العراق
- القضاء على قلعة العدالة
- دور الطائفة اليهودية في بناء الدولة العراقية بعد عام 1921
- حَزُن العراق
- اساس الخلاف بين الصين وتايوان
- الافروعراقيون... أكثر فئات المجتمع تهميش
- قانون الأمن الغذائي في العراق ‏‎من اضخم عمليات السرقة في الت ...


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسراء حسن - زَيْف الوُجُه