أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - كيف أصبح التجريب تقليداً والتقليد تجريباً؟!














المزيد.....

كيف أصبح التجريب تقليداً والتقليد تجريباً؟!


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7361 - 2022 / 9 / 4 - 14:13
المحور: الادب والفن
    


أقول ان المسرح التجريبي هو استكشاف المجهول وتفعيله والمسرح التقليدي هو توارث المعلوم وتجديده. والغرض من كليهما إزالة الركود في حركة المسرح. وعندما يستمر التجريب لمدة معينة يصبح تقليدياً بعدها او ما كان تقليدياً لمدة معينة لا بد من البحث عن البديل عن طريق التجريب. كانت طريقة ستانسلافسكي في اعداد الممثل وبناء الشخصية عملية تجريبية أدت مفعولها وغرضها واعتادها مطبقوها في الفرق المسرحية وفي المعاهد الفنية، اما اليوم فقد أصبحت عملية تقليدية بحكم توارثها وتكرار تطبيقاتها فظهرت طرق أخرى نتيجة للتجريب الجديد . المسرح التجريبي لا يتوقف عن التجريب وإلا يصبح تقليدياً فظهرت نتيجة لذلك نظرية اللعب وظهرت نظرية ممارسة الفعل وليس التظاهر بالفعل. وأوكد بان المسرح التجريبي ان توقف عن التجريب يصبح مسرحاً تقليدياً، كما اذكر ايضاً بانه ليس كل ما هو جديد تجريبياً حتماً ولكن يجب ان ينتج عن التجريب ما هو جديد حتماً. من هذه المقدمة استطيع القول بان مسرحنا العراقي ومنذ صحوته خلال الخمسينات من القرن الماضي وحتى اليوم بقي تجريبياً لأنه لم يرسخ قواعد ثابتة ولم يثبت على حاله فقد بقي على الدوام يبحث عن الجديد ويستكشف المجهول، وهكذا كان دأب المنشطين والمعلمين ورغبة وهواية المخرجين والمؤلفين. استاذنا (حقي الشبلي) والمتهم بالتقليدية فقد خرج على المألوف عندما أخرج (يوليوس قيصر) في معهد الفنون الجميلة وذلك باستغلاله صالة المتفرجين ليقدم فيها عدداً من مشاهد المسرحية خلافاً للعادة باستعمال مسرح العلبة الإيطالي. وبعده جاء (إبراهيم جلال) ليكسر المألوف والتقليد وذلك في محاولاته تطبيق مبدأ (التغريب) البريختي في المسرحيات الكلاسيكية التي اخرجها في المعهد مثل (الطوفان) لعادل كاظم و(ماكبث) لشكسبير معتقداً ان عامل التناقض الاجتماعي والاقتصادي والسياسي موجود في مضامين مختلف المسرحيات قديمها وحديثها، والتناقض هو الذي يخلق (التغريب)، وبعد (إبراهيم) جاء (جاسم العبودي) الذي حاول تطبيق طريقة ستانسلافسكي في المسرحيات التي يخرجها في المعهد وخارج المعهد والمعروف بان (ستانسلافسكي) هو أول المجربين في العصر الحديث، وحتى (بدري حسون) وهو المتهم الآخر بالتقليدية فقد خرج عنها عند أخراجه لمسرحية (أبسن) الواقعية (عدو الشعب) مع طلبة المعهد حيث استخدم منظراً تجريدياً خلافاً للمنظر الواقعي . وعندما تأسست فرقة الدولة (الفرقة القومية للتمثيل) لم تفكر ادارتها باعتماد التقليد في برنامجها المسرحي بل اعتمدت التنويع في الاتجاهات والتيارات المسرحية وبالأخص الحديثة منها وذلك خلال الستينات من القرن الماضي وما بعدها، فالى جانب مسرحية (شكسبير) (تاجر البندقية) التي اخرجتها انا بالشكل التقليدي قدم المخرج نفسه للفرقة مسرحية تنسي وليامز التعبيرية (الحيوانات الزجاجية) والى جانب مسرحية عادل كاظم التقليدية (الحصار) اخرجها (بدري حسون فريد) اخرج (حميد الجمالي) مسرحية طليعية للكاتب الجزائري (كاتب ياسين) بعنوان (الاجداد يزدادون ضراوة) واخرج (جاسم العبودي) مسرحية (حفلة سمر من اجل خمسة حزيران) لسعد الله ونوس، هي مسرحية وثائقية، وهكذا بقي التنويع هو الساري في العروض المسرحية التي تقدمها الفرقة.ولم تبقَ الفرق الاهلية الخاصة هي الأخرى كفرقة المسرح الحديث والفرقة الشعبية وفرقة مسرح اليوم وغيرها على حال واحدة بل كان التنويع والتجديد ديدنها. واخيراً أتساءل هل باستطاعة المخرجين من الجيل الجديد ان يخرجوا مسرحية مثل (ملحمة كلكامش) او مسرحية مثل (سيدرا) او مسرحية مثل (الجنة تفتح أبوابها متأخرة) او مسرحية مثل (البيك والسايق) او مسرحية مثل (ثورة الموتى) او مسرحية مثل (الملك لير) او مسرحية مثل (النخلة والجيران) او مثل (ألف رحلة ورحلة)؟ اشك في ذلك لان مثل تلك المسرحيات تحتاج الى عمق التحليل ودقة التفسير واكتمال عناصر العرض بينما تظهر في أعمالهم هذه الأيام مظاهر الاستسهال والعشوائية وتشابه التقنيات في الأداء، وكلها تقف بالضد من المسرح التجريبي الذي يستوجب البحث والاستمرار فيه وينتج عنه كل ما هو جديد ومبتكر وغير مألوف.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوميديا والتهريج
- كيف يطور الفنان المسرحي عمله؟
- المسرح التركي وكليوباترا
- أين هم الممثلون المسرحيون؟
- كاظم الساهر وملحمة كلكامش مرة أخرى!
- الخدمة العظيمة التي يقدمها المسرح للوطن
- منهج (لابان) في حركة الممثلين والراقصين
- الارتجال وأهميته في تلقائية أداء الممثل
- من رسائل الأصدقاء
- تساؤلات عن منظمات فنية عربية؟!
- استخدام التكنولوجيا في المسرح المؤيدون والمعارضون
- المسرح والسياسة
- ظاهرة التعري على المسرح
- متى يكون المسرح احتفالياً؟!
- المبتكرات الجديدة في المسرح
- في المسرح.. الثرثرة ضد الإبداع
- صلاح القصب مجدد مسرحي مؤثر
- مازال الممثلون العراقيون يبالغون!
- (أرامل) ومسرح ارييل دورفمان!
- مسرح المقهورين أو المسرح المضطهد!


المزيد.....




- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟
- 77 دار نشر ونحو 600 ضيف في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - كيف أصبح التجريب تقليداً والتقليد تجريباً؟!