أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - الإلهة الغيورة














المزيد.....

الإلهة الغيورة


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7361 - 2022 / 9 / 4 - 14:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أركيولوجيا العدم
العودة المحزنة لبلاد اليونان
٢٥ - الإلهة الغيورة

نلاحظ أنه في جميع قصص التكوين اليونانية بجميع أنواعها وإختلاف تفاصيل رواياتها تتفق في شيء واحد شديد الأهمية بالنسبة لهذا البحث، وهو أن الآلهة لم تساهم في خلق الكون، بل وُلِدت مع ميلاد الكون وأنها جزء من النظام العام المنبثق عن الكاووس الأصلي. وهذا هو ما يعطي هذه القوة الرمزية وهذا المخزون الشعري لكل هذه القصص والأساطير ويجعلها تدخل ضمن الإبداع الفني والأدبي، رغم وجود بعض المحاولات اللاحقة لتحويل بعض الشخصيات الأسطورية إلى أنبياء لديانات جديدة، كما حدث مع أوريفيوس وديونيسوس وأبوللون. غير أنه قبل الحديث عن هذا الثالوث المقدس، لابد من ذكر "هيرا" الإلهة التي نجدها في كل الأساطير اليونانية، لها حضور دائم وملازم لأغلب الشخصيات الميثولوجية الكبرى.
هي بنت كرونوس وريا - الابنة الكبرى عند هوميروس في الإلياذة والثالثة عند هزيود، وهي أخت زيوس كبير آلهة الإغريق وزوجته فيما بعد، فهي ربة الأرباب، أم هيفايستوس إله النار والحدادة، وآرس إله الحرب. وقد ابتلعها والدها كرونوس منذ ولادتها، والذي كان من عادته أكل أطفاله، لوجود نبوءة تقول بأن أحد أبناءه سيخلعه عن عرشه ويأخذ مكانه كما حدث لأبيه أورانوس، وقد تم إنقاذها وتحريرها من قبل شقيقها زيوس في نفس الوقت مع جميع إخوتها. اشتُهرت هيرا بالمُشاغبة والغيرة على زوجها زيوس مُتعدد العلاقات النسائية، وبلغ من مشاغباتها حدا جعل زيوس يُعلقها من معصميها بقيد ذهبي بين الأرض والسماء، ورغم ضجة الآلهة بالشكوى، خصوصاً أشقاءها الآلهة الكبار، بوسيدون إله البحر، وهادس إله العالم السفلي وملك مملكة الموتى، إلا أن الوحيد الذي أمكنه فك القيد هو ولدها، الذي كانت تخجل منه لعاهته الجسدية وبشاعة خلقته، هيفايستوس الأعرج إله النار والحدادة والذي حملت به بمفردها لتتحدى زوجها زيوس وتبين له أنها تستطيع أن تحبل وتلد بدونه وأنها ليست في حاجة إليه، ومع ذلك، جعل هوميروس وكذلك شيشرون، هيفايستوس ابن زيوس وهيرا، ولم يعطو لهيرا شرف الولادة بمفردها.
أذاقت هيرا زوجات زيوس الويل مثل ليتو أم أبوللون وآرتيميس والتي طاردتها في كل أنحاء الأرض لتمنعها من وضع ولديها التوأم، الإلهين القواسين، أبوللو إله الشمس، ورب الشعر وكمال قيم الذكورة الإغريقية، وآرتميس ربة الصيد الإلهة العذراء. وحاولت ما وسعها الكيد لأولاد زيوس الآخرين مثل باخوس وهيراكليس، غير أن زيوس كان يتدخل لإنقاذهم منها كُل مرة.
اشتركت في حرب طروادة مع بقية الآلهة، وكانت في صف الإغريق ضد بارس وهكتور ومعها أثينا ربة الحكمة كما كان لها دور كبير جداً في الأساطير اليونانية القديمة، وقلما تخلو الأساطير من ذكرها، إذ كانت تُعبد مع زوجها زيوس كما كانت تُعبد وحدها، وكانت تلجأ إليها النساء وقت الشدة والمحن، خصوصا وقت الولادة، كما كانت مُرشدة بحارة السفينة الأسطورية آرجوس argos ورحلة الآرجونوت بحثا عن الجزة الذهبية مع جازون. يُعد طائر الطاووس رمزها، وقيل أن العملاق أو التيتان ذا المائة عين كان يتبعها، فلما قُتل نثرت عيونه المائة على ريش الطاووس. هيرا إذا هي حامية المرأة وإلهة الزواج، وصية وضامنة لخصوبة الزوجين وحامية المرأة أثناء الولادة، تماما عكس ليليث الملعونة آكلة الأطفال في الميثولوجيا العبرية، وإن كانت تشبه إلى حد بعيد الإلهة تانيت Tannit الفينيقية في مهامها وخصائصها والتي عبدها الفينيقيون والأمازيغ في قرطاج وشمال أفريقيا عموما. العديد من التقاليد المتعلقة بهيرا تحتفظ بعناصر من الطبيعة الأصلية للإلهة باعتبارها تجسيد الإناث للموسم الخصب.

يتبع



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزيمة الآلهة الشريرة
- خصي الآلهة
- تدجين الزمن
- أنواع البشر
- قصة الخلق الفلسفية
- أغنية إلكترونية
- الأسطورة الأولمبية
- تفتت الذات
- قصة التكوين الهومرية
- عن الحرية والرأسمالية
- الحرب الأمريكية الروسية في أوكرانيا
- قصة الخلق اليونانية
- أوريفيوس والمثلية
- أي شيء
- عذاب اوريفيوس
- أورفيوس والنزول إلى الجحيم
- عروس البحر
- عودة الدين
- إنبعاث الأسطورة
- أناكسيمين وبداية العقل العلمي


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - الإلهة الغيورة