محمود حمدون
الحوار المتمدن-العدد: 7361 - 2022 / 9 / 4 - 10:22
المحور:
الادب والفن
" اعترافات الملك قبيل الرحيل"
====
عندما سمعت منذ أربعين سنة بعبارة " ملكيون أكثر من الملك", تملّكتني دهشة إلى حد ما, قلت وقتها: هل يوجد شخص عاقل يتبنّى موقفًا ويؤمن بمعتقد أكثر من صاحبه؟ هل يوجد إنسان على وجه البسيطة يدافع بحرارة عن آخر, بينما ذلك الآخر في واد بعيد ؟
كنت في مقتبل حياتي أنفي وجود مثل هذا الشخص, لكن بمرور الزمن, قابلت العشرات, المئات بل الآلاف ممن يتبنّون نزعة ملكية أكثر من الملك. رأيت منهم كُثر يدافعون عن سياسة أو قرار يضرّهم بصفة مباشرة, منهم من يمتشق سيف المنطق الواهي, على استعداد أن يقاتل بالوكالة عن الملك..
لقد وضعت نفسي ذات مرة مكان" أحد هؤلاء الملوك", فوضعت على رأسي تاجًا ورقيًّا, استعرت عصا خشبية من جارة عجوز تتوكأ عليها, رحت أتذكر هؤلاء المدافعين عنّي, رأيتهم وسمعتهم يهلّلون لسياساتي, يحمدون فضل قرارتي عليهم, التي زادتهم بؤسًا على بؤسهم, فوجدتني أتقيأ عليهم ثم أدير لهم ظهري, أيمم وجهي شطر من يعارضني بعقل, تساروني مخاوف من يصمت ولا يبد حراكًا, فقررت أن أحزم حقائبي وأتحين فرصة للفرار. حين أزف الموعد, هرولت إلى للصعود طائرة يهدر محركها منذ فترة بعيدة, لأن المرتقى صعب والوصول لباب الطائرة شاق فكان ينبغي أن أطأ ظهور الملكيين, فلا يوجد سلّم يتحمل ثقلي و وزن حقائبي .
#محمود_حمدون (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟