أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريمة مكي - هي...و الزّعيم(6)














المزيد.....

هي...و الزّعيم(6)


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 7359 - 2022 / 9 / 2 - 19:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين قرن مضى و قرن أتى لم يتغير شيء هنا...الإطار المكاني هو بعينه، المدينة العتيقة حول جامع الزيتونة كما هي... البنايات القديمة... و الحوانيت القديمة... و الممرّات الضيقة و النوافذ الصغيرة!!
كلّ من خاطب القلوب بالمحبّة و بالصّدق سخروا منه و استهزؤا به و بدفاعه عن قلوب المظلومين و بخاصّة قلوب النساء!!
كلّ من كتب بدمه عن حق ʺأمّ الإنسان و شطر الأمّةʺ في الاحترام و التقدير ناله ما ناله من التسفيه و الإعتداء.
كلّ من دافع عن حق المرأة في أن تكون إنسانا كاملا و ليس شيئا من ضمن الأشياء، استنكروا قوله و عزلوه و أهانوه حتى لا يُلوّث بصدقه...طبيعة الأشياء!
كلّهم كانوا على حدّ سواء...
ألم يكن بورقيبة من معارضيك سي الطاهر؟!
من يُصدق أنّه كتبَ، في معارضة كتابك الأشهر: ʺامرأتنا بين الشريعة و المجتمعʺ، مقالا يدعو فيه إلى المحافظة على حجاب المرأة قائلا بالحرف، بأن الحجاب هو جزء من الهوية!! فكيف لك أن تدعو يا سي الطاهر يا طيّب، و أنت المحافظ التقليدي، إلى نزع الحجاب عن المرأة و فتح نوافذ العلم و التعلّم المغلقة أمامها لتُحسن تربية الإنسان!!
من يقول؟؟؟
بورقيبة دارس الحقوق و صاحب الثقافة الفرنسية الذي كان وقتها يناظل ضدّ الاستعمار، يكتب يومها مقالا شديدا ضدّ نزع الحجاب الذي طالب به الزّيتوني المحافظ الطاهر الحدّاد!!
يا له من تاريخ مقلوب على قفاه ذلك التاريخ الذي عن تونس الحديثة، في كُتبهم، كنّا قرأناه.
بورقيبة في مقابل الطاهر الحداد: تاجر الحكم في مقابل صاحب الكتاب!
يا لها من صورة عبثيّة... و ياله من مشهد سوريالي... فهل، يا ترى، رآه أنصار الزعيم كما نحن اليوم نراه؟؟!!
آن الأوان، في وطني اليوم، لإعادة الحق لصاحب الكتاب: صاحب كلمة الحق...
آن أوان إعادة كتابة تاريخنا المكذوب،،،
آن أوان إعدام التاريخ المكتوب... بالحبر الكذوب.
وقَفَ بورقيبة المتنوّر مع كلّ أعداء الحق ضدّك، سي الطاهر، و عارضك، بخبث شديد، و استنكر دعوتك لنزع الحجاب عن المرأة و قال أنها تضر بعادات المجتمع و تقاليده و أنّ هذا المجتمع ليس مؤهلا بعد لتقبل هذه الدعوة و مباركتها، و لكن مع الاستقلال تهيّأ المجتمع فجأة و صار بورقيبة ينزع بيده، السفساري، من على رؤوس النساء...و يُصوّرون عمله ذاك، في نشرة أخباره، على أنّها انجازا من انجازات الرّئيس!
لم يفهم بورقيبة دعوتك لتحرير المرأة...و أنّى له أن يفهمها... وقف المسكين عند ʺويل للمصلّينʺ.
تصوَّرك تدعو لنزع غطاء الرأس فطبّقها بحذافيرها فجاءت مُسقطة و مستفزّة للأنظار و ذلك هو الفرق الشاسع بين الفكرة الأصلية الأصيلة التي يحويها الكتاب و الفكرة المقلّدة المسروقة التي يعرضها زعيم التجّار.
لم يفهم بورقيبة أنك تدعو إلى إزالة حجاب التجهيل و أحجبة العصر عن عقل المرأة لترى نور الحق، فتنشأ نشأة سويّة و تُنشئ إنسانا سويّا... فهي المدرسة الأولى و الأخيرة في حياة كلّ انسان في كلّ زمان و مكان.
(يتبع)



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هي...و الزّعيم(5)
- هي...و الزّعيم(4)
- هي...و الزّعيم(3)
- هي...و الزّعيم (2)
- هي...و الزّعيم (1)
- لستَ وحدك المجنون سيّدي الرّئيس!!
- و ينبعث الحبّ من...رماد القلب!!
- لو كان يدري الحاسدين...
- بكلّ اتّزان،،، بعد كلام مستشار الرّئاسة السّكران!!
- اتركوا تونس لقيس سعيّد!!
- كَيْفَ لَمْ يُهْدِرُوا دَمَهَا؟؟!
- إعدام الذباح العاشق: لا تتركوه وحيدا...3/3
- إعدام الذبّاح العاشق: لا تتركوه وحيدا...3/2
- إعدام الذبّاح العاشق: لا تتركوه وحيدا...3/1
- يا أهل تونس الشّرفاء: قُولُوا ʺنَعَمْʺ في الاستفتا ...
- النهضة بلا حجاب!!!
- نَدَمُهُمْ يَوْمَهَا عَلَى قََدْرِ ألَمَك يومها...
- أنتِ بلا حقوق أمام سلطان المال الكافر الأثيم.
- ابن السّماء...
- رئيس تونس الصّالح و الرّوح الخبيثة!!!


المزيد.....




- القيادة المركزية الأمريكية تنشر فيديوهات توثق عملية تجهيز ال ...
- -صنع في الصين-.. فستان متحدثة البيت الأبيض يهز مواقع التواصل ...
- -أكسيوس-: التهديدات الأمريكية بالانسحاب من المفاوضات حول أوك ...
- جولة جديدة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية يوم السبت في روم ...
- تدريبات جوية مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في ...
- ما دلالات بدء الانسحاب الأميركي من سوريا؟
- ماكرون يستقطب العلماء الأجانب بعد تقليص ترامب تمويل الأبحاث ...
- الولايات المتحدة تضع خطة لمراقبة وقف إطلاق النار في أوكرانيا ...
- الأمين العام لحزب الله: الفرصة التي نمنحها للحل الدبلوماسي غ ...
- الرئيس الفلسطيني في أول زيارة إلى دمشق منذ 16 عامًا... ما هي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريمة مكي - هي...و الزّعيم(6)