أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الحصي - صناعة قارئ لا يستهان به!














المزيد.....

صناعة قارئ لا يستهان به!


فاطمة الحصي

الحوار المتمدن-العدد: 7356 - 2022 / 8 / 30 - 01:17
المحور: الادب والفن
    


كان الفنان المبدع نجيب الريحاني يشكل دويتو مع الكاتب
بديع خيري في إنتاج روايات مسرحيه وإعدادها لمسرح الريحاني كل عام وذلك عن طريق الاطلاع على أهم الروايات الانجليزيه وتحويل نصوصها إلى نصوص اقرب للبيئه المصريه أو ما عُرف بمصطلح (التمصير)؛والحق أنني انشغلت الأيام الماضية بإتهامات السرقات الأدبية التي وجهها أحدهم لأكثر من كاتب مصري،منهم المعروف إعلاميا ولا يملك موهبه ،ومنهم أصحاب المواهب الحقيقيه، المغمور و المشهور ..
والحق أن مسألة السرقات الادبيه بل والفكريه هى من القضايا الشائكة التي انتشرت بشكل كبير في الأوساط العربيه الثقافيه والعلميه،ويعود السبب الرئيسي لانتشارها في ظني إلى إشكالية التربيه والتعليم والأخلاق حيث أن رهان السارق في مثل هذه الحاله يكون منصب على معرفته الجيده بطبيعة عزوف شعبه عن الإطلاع وقراءة إنتاج الدول الأخرى ..
وكلنا يعرف أن الشعوب العربيه تعاني من قلة القراءه وهو أمر يرجع لأسباب أهمها إنتشار الاميه بين الطبقات الاجتماعية المختلفه،وعدم الحرص على بذر بذور حب القراءه منذ الصغر سواء بالمنزل أو بالمدرسه بل إنه من الملاحظ أن المدارس تساعد التلميذ على نبذ القراءه من خلال الضغط المكثف من أجل الحفظ والمذاكرة مما يولد شعور بكره الكتب والقراءه يوما بعد يوم ؛ وهو ما يؤدي إلى أمية المتعلمين انفسهم،كما لعب ارتفاع أسعار الكتب الورقيه دورا كبيرا في انحسار النسبه المئويه للقراءه في المجتمعات العربية.
أقول أن رهان البعض على ندرة التوجه نحو القراءه في المجتمعات العربيه ؛جعل بعض الكُتَاب يستبيحون رواياتٍ دوليه فيقتنص أحدهم لُب روايه أو الهيكل العام لقصه ما ومن ثم يعيد.كتابتها بشكل يتناسب والمجتمعات العربيه...

ومن المؤسف حقا أن أقول إن ضحالة القارئ " في ظني" هى التي تشجع الكاتب على الاستهانه بعقله..أعرف أحدهم ممن قرأ روايه وحيده في حياته ،وظل يمدح كاتبها على اعتبار أنه الأديب الوحيد في مصر الذي يحترمه ويُعجب بإسلوبه في الكتابه لا لشئ سوى أنها الرواية الوحيده التي قرأها وهو أمر لن يعترف به لأحد بكل تأكيد !!
اسوق هذا المثال كنموذج لهذه الضحاله..

هذه الندره في القراءه شجعت مبتدئي الكتابه وكل من شعر بنوع من الموهبه في الكتابه على (التبجح)والتوجه لاستنساخ أو تعريب أو تمصير "أيا كان المسمى" بعض الروايات أو القصص وإعادة كتابتها مرة أخرى بطريقه جديده مع إضافة توابل خاصه بمجتمعاتنا العربيه!!

ولست هنا في موقع إتهام أو تحقيق أو دفاع عن كاتب اوغيره ممن وُجهت إليه أصابع الاتهام بالسرقه الأدبيه،ولكنها مجرد أفكار تداعت و أفكر فيها مع القراء في هذه المسألة .
المؤسف أنني لاحظتُ هذا التوجه على بعض كُتاب الفكر ممن راهنوا على عدم إطلاع الشعوب العربية على كتابات فكريه من خارج المجتمع وتحولوا إلى مفكرين ذوي فكر خاص يشار له بالبنان وفَتحت لهم كبريات الصحف صفحاتها، على الرغم من كونهم ينقلون أفكار مفكرين أجانب أو عرب دون الإشارة إلى أصحابها الأُوائل فيظهرون للقارئ وكأن الفكره من بنات أفكارهم!
بمعنى آخر: لا يهمني مَن السارق!! بقدر ما يهمني تربية قارئ واعادته إلى القراءه العميقه التي تجعل الكاتب يضع عقل القارئ في اعتباره،ويتخوف من التساهل أو الاستهتار أو الاستهانه به..

الحل إذن هو خلق قارئ يمكنه أن يناقش ويحلل ويبارز الكاتب أو المفكر في القضايا التي يثيرها بأدوات منهجيه وعلميه حقيقيه ؛وهو ما يعيدنا مرة أخرى إلى ضرورة إعادة النظر في مثلث التربيه و التعليم والاخلاق وكيف يتم إعداد التلاميذ منذ الصغر للقراءه والنقد العلمي الممنهج من خلال تعليم لا يقتصر على تعلم الحروف والأرقام وكتابة الكلمات بقدر ما يبني عقل ناقد قارئ وصاحب منهج علمي للتفكير .
 



#فاطمة_الحصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل قٓتل سلمان رشدي هو حادث سياسي؟
- غذاء صحي أو الكارثه !
- أمه في خطر !
- الحداثه السائله بالمجتمعات العربيه
- قراءه في كتاب العمامه المستنيره
- الأمهات لا تموت!
- كيف يتحول الكاتب الى -لوبي-فاعل ؟!
- حول مشروع عبد الجواد يس الفكري
- الجيره الإنسانيه وفيروس كورونا
- حول الإنتحار
- حادث نيوزلاندا وتغييب العقل
- شكر واجب الى المترجم هاشم صالح
- فيروس الحريم عند المرنيسي
- حول اعادة انتاج اوضاع المرأة العربية
- أمي وقُبلة الموت ..
- كلام في الرومانسية
- قراءة فى كتاب القرآن بين السماء والأرض لمحمود حسين
- المقاومة الثقافية عند محمد أركون
- أض الخوف
- الدوغمائية فى حياتنا اليومية


المزيد.....




- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟
- 77 دار نشر ونحو 600 ضيف في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الحصي - صناعة قارئ لا يستهان به!