أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسراء حسن - مباراة الطامحين : صراع الملف النووي الإيراني














المزيد.....

مباراة الطامحين : صراع الملف النووي الإيراني


اسراء حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7354 - 2022 / 8 / 28 - 00:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الصعب ان تعرف كيف يفكر الايرانيون لانفسهم، او القاعدة التي يبنون عليها حساباتهم وتوقعاتهم ويساومون منها خصومهم، او الحقيقي من اهدافهم من غير الحقيقي حتي تصدقهم او لاتصدقهم، او حتي تعرف من هو صاحب القرار الاخير في مثل هذه الامور الستراتيجية والامنية بالغة الحساسية، وهذه الدوامة من الادوار والمواقف والتصريحات هي التي توقع خصوم ايران في حيرة شديدة.
تم إطلاق برنامج إيران النووي في فترة خمسينيات القرن العشرين بمساعدة من الولايات المتحدة كان ذلك جزءا من برنامج "الذرة من أجل السلام". الى ان قامت الثورة الإيرانية واطاحت بشاه إيران 1979 ليتسلم المنصب الخميني الذي أمر بحل ابحاث الاسلحة النووية لكنه اعاد تشغيل البرنامج اثاء حربه مع العراق وبعد وفاته 1989 خضع البرنامج لتوسيع كبير الى ان تم افتتاحه رسمياً في 12 سبتمبر / أيلول 2011.
لا يُستبعد ان ايران سوف تكون الطرف الرابح من كل ما يجري في فيينا الآن سواء وقعت الاتفاق المعروض عليها او لم توقع عليه، فهي تعرف طريقها الى ما تريده.... اما بالنسبة لإسرائيل فيبدو انها لآ تدع دولة غيرها في هذه المنطقة، عربية او غير عربية، تحوز اسلحة نووية، فقد راينا كيف بالغوا وضخموا وهولوا في تصويرهم للخطر النووي الايراني منذ ان كان لا يزال مجرد احتمال بعيد، في وقت لم يكن لهذا البرنامج اية معالم محددة يمكن بها تقييمه والحكم على ما ينطوي عليه من اخطار وتهديدات ... لكنهم يتتبعوه ويلاحقوه حتى يخمدوه ويزيلوه وليجعلوا منه درسا قاسيا لاي دولة في المنطقة تحاول ان تحذو حذو ايران لانها تعرف ما سوف تكون عليه النتبجة سلفا
من الواضح بصورة جلية ان إيران لا تقبل تحت اي ظرف تفكيك برنامجها النووي ونزع انيابه ومخالبه واغلاق ملفه نهائيا لا باتفاق فينا ولا بغيره من الاتفاقات، ايضآ من غير المعقول انها تقبل بتسليم اجهزة الطرد المركزي المتطورة التي دشنتهتا في مفاعلاتها النووية الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتتصرف فيها ولتضيع عليها الجهود التقنية الخارقة التي بذلتها في هذا الصدد، ولن تقبل بتخفيض نسب تخصيب اليورانيوم الى اقل من اربعة بالمائة بعد ان زادتها في السنوات الماضية الي ستين في المائة ورفعت سقف الرهانات الدولية حول اقترابها من العتبة النووية اي من نقطة النهاية وانتاج سلاحها النووي الاول، بالإضافة إلى استبعاد فكرة تسليمها الى الوكالة الدولية ما يزيد عن المخزون المحدود الذي سوف يسمح به لها من اليورانيوم وهو ثلاثمائة كيلوجرام كضمان للحد من قدراتها النووية ، و اصرارها على عدم فتح ابواب مفاعلاتها في كافة مواقعها ليصبح كل ما يجري فيها في متناول اجهزة المخابرات وهو ما سوف يضرب لها امنها القومي في الصميم.. ثم ان مشكلة الضمانات التي ستقدمها الولايات المتحدة لايران بما تتضمنه من تعهدات والتزامات ومراجعتها من قبل الطرف الايراني والتدقيق فيها لاخلائها من الثغرات والعيوب التي قد تسهل التحايل عليها لتفريغها من مضمونها، لن تكون بالبساطة التي نتصورها، وانما ستحتاج الي صياغات قانونية دقيقة ومحكمة حتي تقبلها ايران كعنصر اساسي من عناصر هذا الاتفاق، وهو ما قد يستغرق الكثير من الوقت والجهد وقد يفشل في نهاية الامر. ولتعود العملية التفاوضية الي نقطة الصفر....فكل هذه ما تزال احتمالات واردة.
حتي لو حدث ووقع الايرانيون علي هذا الاتفاق المعدل انطلاقا من رؤيتهم لمصالحهم، فان هدفهم العاجل والاهم منه، سوف يكون في الرفع الفوري للحظر الاقتصادي المفروض عليهم، والغاء العقوبات الدولية التي عانوا بشدة من تداعياتها، والافراج عن ارصدتهم المالية المجمدة في الغرب والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات ، و السماح لهم بتصدير كميات ضخمة من النفط الايراني الي الاسواق العالمية، ليصبحوا لاعبا مهما في سوق النفط الدولية من جديد، كذلك استئنافهم لعلاقاتهم التجارية مع الكثير من دول العالم والمتوقفة منذ عام ٢٠١٨..... ومع كل هذه التحولات الاقتصادية المهمة، سوف يتغير الكثير بعدها علي كافة الاصعدة الداخلية والخارجية.
يبدو لي حتي لو وقعت ايران علي اتفاق نووي جديد مع الدول التي تتفاوض معها في فيينا حول شروطه وضماناته، الامر الذي ما زلت استبعده ولا ارجحه من واقع لعبة المناورات والمماطلات التي تدور هناك والتي برع الايرانيون فيها الي الحد الذي استطاعوا معه استنزاف طاقة خصومهم على الاستمرار والمساومة في عملية تفاوضية ممتدة ومفتوحة علي كل الاحتمالات... وهي السياسة التي يصفونها بسياسة الصبر الاستراتيجي والتي برعوا فيها واجادوها الى حد الاحتراف.... وتبقي ايران بنهجها المميز في التفاوض، الطرف الذي سوف يخرج من هذه العملية الشائكة والمعقدة وقد حققت الحد الاقصي من المكاسب التي كانت تاملها.



#اسراء_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوهر
- جوهر صراع الطبقة السياسية
- داعش... من المراحل السوداء في تاريخ العراق
- القضاء على قلعة العدالة
- دور الطائفة اليهودية في بناء الدولة العراقية بعد عام 1921
- حَزُن العراق
- اساس الخلاف بين الصين وتايوان
- الافروعراقيون... أكثر فئات المجتمع تهميش
- قانون الأمن الغذائي في العراق ‏‎من اضخم عمليات السرقة في الت ...
- استقالة وزير المالية هي هروب من المركب الغارق
- طفالنا أولا
- كيف ومتى تحصل الأقليات العراقية على كامل حقوقها
- العراق...ديموقراطية الحيرة... وحيرة الديموقراطية


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسراء حسن - مباراة الطامحين : صراع الملف النووي الإيراني