أحمد فاروق عباس
الحوار المتمدن-العدد: 7353 - 2022 / 8 / 27 - 20:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك إتجاه لا تخطأه العين فى مصر ، يذهب إلى أن عصر مبارك لم يكن بذلك السوء الذى تحدثت به الاقلام ورددته الألسنة بعد يناير ٢٠١١ ، وان الرجل وعصره - ككل عصور التاريخ - فيه الجيد وفيه السئ ..
وجزء كبير مما من رد الاعتبار شعبياً لمبارك لم يكن - كله - اقتناعاً بعصره ، أو حنيناً لأيامه ، بل هو راجع الي سقوط خصومه في أعين الكتلة الاكبر من الناس في مصر ..
- فالناس رأت وشاهدت الاخوان ورأت حقيقة أفعالهم وتدني اخلاقهم وسوء ألسنتهم وهالهم ما رأوا ..
- ورأوا خصومه من اليساريين ، ولم يكن واقع الحال مساوياً لمستوي الأمال ..
- ورأوا حركات مثل ٦ أبريل ورعونة شبابها ، ثم ظهر أن بعض قادتها كانت لها اتصالات غير بريئة مع قوي دولية نافذة ، وتدرب بعضهم - واعترفوا - في أماكن تحت رعاية جهاز المخابرات الامريكي ..
- وكانت بعض الشخصيات الذين قدموا انفسهم كبديل له مثل محمد البرادعي وعمرو موسي وخالد علي وحمدين صباحي وكما ظهر من حركتهم علي المسرح السياسي اما جزء من خطط لدول تساند من وراء ستار ، أو شخصيات خفيفة الوزن ينفع بعضها كمهيجين للجماهير وليس قادة لدول في عصور ملتهبة وفي منطقة تشهد اعنف صراع عالمي علي مواردها وعلي مواقعها ..
- انكشاف حقائق المطالب الدولية من منطقتنا ، بعد أن أطلقوا وحش منظمات الارهاب علينا كداعش والنصرة ، واستهدفوا بنية الدول ، وسعوا الي تحطيم جيوشها ، مما جعل كثير من الناس يستيقظون علي هول ما يشاهدون ..
- وكان المخدر الذي وضعوه لشعوب المنطقة حتي تبلع الطبخة المسمومة حتي اخرها هو وهم الديموقراطية !!
ولم يتوقف أحد ليسأل كيف تأتى الديموقراطية في عصرالبديل الوحيد لما هو قائم هو نظم حكم دينية ، مع اختلاف الطعم والنكهة وليس المقاصد والأهداف ، بدءاً بالاخوان والسلفيين مروراً بجبهة النصرة واحرار الشام وانصار بيت المقدس وحتي تنظيم القاعدة وداعش !!
- أليس صحيحا ما يقال دائما ان الديموقراطية تحتاج في بنائها الي ديموقراطيين ؟
ديموقراطيين يؤمنون بنسبية الحقيقة وليس أناس أخذوا سلطة الأله في أيديهم ويريدون تطبيق ما في رؤوسهم علي الناس عنوة واقتدارا ..
وليس معني ذلك ان مبارك كان مبرئاً من الخطايا ، علي العكس كانت له اخطاءه بالجملة ، كما كانت له حسناته ، وجزء كبير مما حدث له يستحقه ، بعد ان تصرف في موضوعات شديدة الحساسية برعونة وعدم اكتراث ..
جزء كبير مما حدث مع مبارك رد فعل متأخر حول أوهام استيقظ منها كثيرون ، بينما مازال البعض الاخر نائماً في حضن أوهامه ذاهلاً عما يحدث حوله ، ملقياً سمعه ووعيه لمهرجي الفضائيات التركية والقطرية واللندنية راغباً في عودة ماضي ذهب ولن يعود ، كأن ذاكرة الشعوب لوح مسطح لا يعي ولا يفهم ولا يميز !!
#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟