أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - من الذي يرسم السياسة الإقتصادية فى مصر ؟














المزيد.....

من الذي يرسم السياسة الإقتصادية فى مصر ؟


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7352 - 2022 / 8 / 26 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أين يوجد " عقل مصر الاقتصادى " ؟
لا الذى يدير العمل اليومى فى الانشطة والمجالات الاقتصادية المختلفة ، ولكن الذى يضع التصورات والرؤى ، والذى يضع الأهداف الكبرى للدولة المصرية ، مثل تغيير الهيكل الاقتصادي باطراد نحو الصناعات التحويلية ، جعل مصر قاعدة للصناعات الحديثة ومجالات الذكاء الاصطناعي ، ووضع الأهداف والخطط والبرامج التنفيذية لما نتمنى أن تصل إليه مصر اقتصادياً فى العقد القادم مثلا ( العشر سنوات القادمة ) ؟

- هل الوزارات الاقتصادية ( المالية - التجارة والصناعة - التخطيط - قطاع الأعمال العام - الاستثمار ) هى المسؤولة عن ذلك ؟
الطبيعى أن تلك هيئات منفذة وليست راسمة للسياسة ، كما أن أعباء العمل اليومى يستهلك وقتها ، وليس داخل هذه الوزارات هيئات همها المستقبل ولديها اهداف تتبعها خطط ، وورائها هيئات إدارية تبحث وتتابع وتقدم لصانع القرار في مستواه الأعلى خلاصة جهدها ..

- هل رئاسة الوزراء ومستشاريها هى تلك الجهة ؟
أيضا الأمر غير واضح ، ولا يعرف لرئيس الوزارة - وهو مهندس عمرانى - هيئة مستشارين اقتصادية ، وإذا وجدت لا يعرف أحد خلاصة عملها ونتيجته ..

- هل البنك المركزي هو المنوط به ذلك؟
ولكن هو هيئة مختصة بالسياسة النقدية وليس بالأهداف والخطط الاقتصادية العامة ، ولا بالسياسات الصناعية ونمط الملكية فى البلاد ، والأهم وجهة مصر الاقتصادية فى الغد وبعد الغد ..

- هل القوات المسلحة هى تلك الجهة ؟
والمنطق الذى يدعو لذلك أن الجيش المصري له نشاطه فى الحياة الاقتصادية المصرية ، ولكن هناك فرق بين مشروعات يمتلكها الجيش أو يديرها ، وبين رسم السياسة الاقتصادية المصرية وأهدافها على المدى المتوسط والبعيد ، كما أنه من غير المعروف أن بالقوات المسلحة هيئة تضم متخصصين لرسم سياسة الدولة الاقتصادية وأهدافها المستقبلية ، ومن غير المتوقع وجودها هناك ، والهيئتان الرئيسيتان فى الجيش المصري اللتين لهما علاقة بالنشاط الاقتصادى الداخلى هما :
* جهاز مشروعات الخدمة الوطنية .
* الهيئة الهندسية للقوات المسلحة .
بالإضافة إلى الإنتاج المدنى للمصانع الحربية سواء فى وزارة الانتاج الحربى أو الهيئة العربية للتصنيع ، وليس لدى تلك الهيئات ولا فى مجال عملها ما يفهم منه دراسة والتخطيط لمستقبل مصر الاقتصادى ، فأغلب عملها في مشروعات إنشائية أو غذائية أو صناعية خاصة باحتياجات الجيش أو القطاع المدنى ، وليس رسم السياسات واقترح البدائل ووضع التصورات ..

- كما أنه لا يوجد فى مصر حزب أو أحزاب تعمل (فى جزء من عملها ) كمستودع للأفكار والسياسات التى ستطبق فى الغد وبعده ، وتدرس الماضى والحاضر وتستشرف المستقبل ..

وحتى فى التجارب الماضية لم يكن الموضوع مشجعاً أو يفهم منه أن تلك الهيئات فهمت طبيعة ذلك الدور أو استعدت له ، وفى تجارب السنوات الماضية كان لنا تجربتين هما :
١ - تجربة الحزب الوطنى .
٢ - تجربة حزب الإخوان .
وكان كل ما لديهما مجموعات من رجال الأعمال والتجار ( أحمد عز ومجموعته فى الحزب الوطني - وخيرت الشاطر وحسن مالك وأمثالهما فى الإخوان ) وكانوا هم المسيطرون على القرار الاقتصادى في هذا الحزب أو ذاك ، ولا يمكن القول أن هؤلاء من كانت تتطلع إليهم مصر فى بناء مستقبلها ، أو أن هؤلاء هم نوعية الرجال المطلوبين لتلك المهمة الكبيرة ..

.. الموضوع يحتاج إلى هيئات كاملة متفرغة لتلك المهمة ، وتكون تحت تصرفها صورة كاملة عن الوضع الاقتصادى المصري ارقاماً ووقائع ، وكيف يمكن الانتقال بمصر إلى نقطة ومكان مختلفين .
وفى ذهنى هيئتين فى الدولة الأولى والثانية عالمياً فى المجال الاقتصادى (وهما أمريكا والصين) كنموذجين للدراسة يمكن مصر الاقتداء بهما :
- تجربة " مجلس المستشارين الاقتصاديين " فى أمريكا ، وهى هيئة تتبع الرئيس الأمريكى ، وليس بينها وبينه أي عوائق من البيروقراطية ، تمنع وصولها إليه وحديثها معه، وهى هيئة تتغير بتغير كل رئيس أمريكى ، بما يسمح بدخول دماء جديدة وأفكار جديدة ، ومهمتهما أن تتابع مجرى الإقتصاد الأمريكى وحركته وتضع التصورات والرؤى وتقدم توصياتها في النهاية للرئيس الأمريكى ..

- الهيئة التى أنشئت فى الصين عام ٢٠١٣ وضمت أكثر من ١٠٠ عالم صينى لبحث اتجاه تطوير القطاع الصناعى والتكنولوجي الصينى ، ودراسة استراتيجيات وسياسات الدول الصناعية المتقدمة ، وبعد سنتين من الجهد قدم الفريق دراسة موسعة حول القطاع الصناعى الصينى ، وقد استندت إليها الدولة بصورة رئيسية فى إعداد خطة " صنع فى الصين ٢٠٢٥ " وبعدها مشروع طريق الحرير الجديد ( مشروع الحزام والطريق ) والمشروعان العظيمان من المتوقع أن يجعلا الصين الدولة الاقتصادية الأولى عالمياً خلال سنوات معدودة ، وهما سبب كل مشاكل الصين مع أمريكا ..

مصر تحتاج إلي مثل تلك الهيئات ، بعيدا عن رسميات العمل الحكومى وتعقيداته ، وبعيداً عن روح البيروقراطية الراسخة في دواوين العمل الحكومى ، هيئة تدرس وتفهم وتضع التصورات وتقدم الاجتهادات ، وتعطى مصر نفساً جديداً وروحاً جديدة ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة الذكريات ، الإسكندرية .. الرحلة الأولى
- الريف المصرى فى زماننا ... العمل
- مناقشة هادئة لقضية ساخنة
- عالم يتغير
- عصر الشعوب .. وزيارة إلى أمير قديم .
- على هامش التعديل الوزارى
- مصر وتركيا ... وفلسطين
- المصروفات السرية
- السلطة والمجتمع .. وحرية الرأي
- المال السياسي
- السياسيين .. ومذكراتهم التى لم يكتبوها
- السادات .. مجرد ملاحظات
- الجانب الآخر من الصورة
- الانقطاع والاستمرارية فى السياسة والاقتصاد المصرى
- هل كان الأمر طبيعياً ؟!
- وجهين لعملة واحدة ..
- إعادة بعث الماضى .. فى السياسة
- مقتل رجل ليست له قيمة ..
- أستاذ الجامعة ... نماذج
- لماذا تتعثر الديموقراطية فى العالم الثالث ؟


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - من الذي يرسم السياسة الإقتصادية فى مصر ؟