أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - خيانة الوطن.. أسبابها وعلاجها














المزيد.....

خيانة الوطن.. أسبابها وعلاجها


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 7351 - 2022 / 8 / 25 - 16:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


«خيانةُ الوطن هيَ مِنْ أقبحِ الصورِ فَظاعة وَبَشاعة، ولا يقومُ بها إلا المُنحطّون والساقطون والسَفَلة».
غمكين كردستاني

الخيانة مفردةٌ تكشف في معناها عن حقيقة الوَضاعَة، وتعكس أعلى مَراتب الدّناءة والسقوط الأخلاقي وفقدان الشرف، ومَن يتّصف بها يكون شخصاً مَنْبوذاً، مَقْصِيّاً، مُحَقَّراً بين أهله وأقرانه. والعقاب على من يخون الوطن قديم قدم البشرية وفي كل الشرائع السماوية والشرائع الوضعية القديمة والحديثة، فالخونة لا يُنظر لهم بعين الاحترام والتقدير، بل يُنظر إليهم بعين الاستهجان والاستخفاف وبسوء الأخلاق وانحطاطها.
فالخائن يكون دائماً محتقراً، حتى من قبل الذين يعمل لصالحهم ويأتمر بأوامرهم. فقد رفض "نابليون" مصافحة ضابط نمساوي جاء ليتقاضى ثمناً للمعلومات التي قدّمها له لكسب معركته ضد النمسا، ورمى بالذهب على الأرض. فقال الضابط النمساوي: لكنني أريد أن أحظى بمصافحة يد الإمبراطور؛ فأجاب نابليون: «هذا الذهب لأمثالك، أما يدي فلا تصافح رجلاً يخون بلاده».
وسألوا (هتلر) قبل وفاته: مَن أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتك؟
أجاب: (أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتي؛ هؤلاء الذين ساعدوني على احتلال أوطانهم).
ويقول تشي غيفارا: «مثل الذي خان وطنه وباع بلاده، مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه».
في 31 تموز 2022، أطلقت قوات سوريا الديمقراطية (عملية القسم) لملاحقة العملاء والجواسيس الذين باعوا ذممهم ووطنهم وتعاونوا مع الاحتلال التركي، وتسببوا في استشهاد عدد من مقاتلي (قسد) وقادتها وأعضاء القوى الأمنية والعاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية، بالإضافة إلى الشخصيات الوطنية والمجتمعية المشهورة. وألقت القبض خلالها على العشرات منهم وأحالتهم إلى القضاء المختص لينالوا جزاءهم.
والسؤال الذي يقضُّ مضاجع الكثيرين عن مفهوم خيانة الوطن هو؛ تُرى ما الأسباب التي تدفع الإنسان إلى خيانة وطنه؟
لقد سال حبرٌ كثير متحدثاً عن هذا الموضوع؛ وأجمع الباحثون على أن للفقر والظلم والتهميش والقهر والجهل والطمع والتربية السيئة والشعور بالاغتراب دور كبير في تهيئة المناخ لانتشار الخيانة. ومما لا شك فيه أن ضعف ارتباط المرء بوطنه وانتمائه لمجتمعه، وكأيّ حالة مرضية، لا يمكن معالجتها والتخفيف من آثارها إلّا بمعرفة أسبابها والقضاء عليها. لذلك فإن تحصين المجتمع من التشوّهات والعيوب والنقائص، تتطلّب جملة من الإجراءات والأساليب من شأنها القضاء على آفة الخيانة، أو على الأقلّ تحجيمها إلى أبعد حدّ، تأتي في طليعتها:
- توزيع الثروة بشكل عادل واحترام سيادة القانون وتوفير مناخ العيش بكرامة بعيداً عن العوز والحرمان والضنك.
- ازدهار اقتصادي متوازن شامل مع أعمق عدالة اجتماعية.
- تطبيق العلمانية من خلال فصل الدين عن الدولة وعن المدرسة وعن العلوم. والتأكيد على مبدأ المواطنة.
- تكافؤ الفرص بين كافة فئات الشعب، بغضّ النظر عن الانتماء الديني والمذهبي والطائفي والقومي والعرقي والجنسي.. والعمل وفق معايير وأطر محددة يخلق الثقة بين أفراد المجتمع والسلطة الحاكمة.
- العمل على نشر الثقافة بمختلف مكوّناتها من خلال حرية الإعلام بكل أنواعها. ومنع السخريّة من رموزٍ مقدّسة ذات أهميّة عاطفية قصوى في حياة المتدينين..
- تطبيق مبادئ الديمقراطية واحترام عقائد الناس وعاداتهم وتقاليدهم ومنع كل أساليب التكفير والبطش والقهر والقمع وما إلى ذلك.
- الاهتمام بالجوانب التربوية والأخلاقية من خلال نظام تعليم راقٍ مجاني. وإشاعة ثقافة التسامح والمحبة ونبذ العنف والغبن والشعور بالمهانة بكافة أشكالها، وصون كرامة الناس والقبول بالرأي الآخر المختلف.
- إقامة الأندية الرياضية والفنية (باليه، مسرح، سينما، موسيقى، رسم..) وتشجيع الانتماء إليها لتهذيب النفس والسلوك.
- محاربة الفقر والبطالة والتخلف والجهل والمخدرات واليأس والإحباط، وتقليص الفوارق الطبقية في المجتمع، والقضاء المبرم على الفساد بكافة صوره وأشكاله عبر قضاءٍ نزيهٍ وعادل.
وعلى ضوء ما تقدّم، نستنتج أنه بمقدورنا القضاء على الخيانة والعمالة واستئصال منابعها من جذورها، من خلال تكاتف الجميع في عمل جاد ومتواصل.
قد نحتاج إلى زمن لإنجاز ما نصبو إليه. لكن لا يهمّ طول المدة. المهم أن نسير في الطريق السليم.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحدث في كل الأنظمة الاستبدادية
- ذكريات رومانسية
- الكوخ
- لا مناص من توحيد الساحات..
- العالم إلى أين؟!
- بين الاستسلام واستمرار المواجهة العسكرية في أوكرانيا
- ثوم وقيظ وأشياء أخرى
- هل فعلاً «إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر»؟
- قراءة في رواية «المئذنة البيضاء» لمؤلّفها يعرب العيسى
- معركة في الطابور
- عاشقان تحت المطر
- «ما حكّ جلدك مثل ظفرك»
- ضيوفٌ عابرون!
- صمت حكومة دمشق حيال الأطماع التركية! كيف يُفسَّر؟
- -العثمانية الجديدة- من موسّعة إلى مصغّرة
- موسكو لـ بكين: الصديق عند الضيق
- وهذه المرة الضحية رجل دين!
- لا تعذيب بعد اليوم، هل نصدّق ذلك؟!
- إرهـاصـات نظـام عالمي جديد
- «بوتين» ومستقبل العالم


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - خيانة الوطن.. أسبابها وعلاجها