كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 7351 - 2022 / 8 / 25 - 15:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد قالها بالصوت المسموع و تداول الإعلام كثيرا تلك العبارة الجارحة المُهينة، و لم يخجل حضرته و لم يسحبها و لم يعتذر بل ردّدها بمنتهى التنطّع و التفاخر و بمنتهى التحقير لكلّ امرأة فقدت زوجا، و إن لم تكن هي السّبب في فقدانه و مات موتا طبيعيا بعد عمر طويل كما هو حال رئيس فرنسا السابق زوجها.
هو قطعا لم يقلها إلاّ لكرهه الدّفين للنّساء، و الذي لم يكن ليُجاهر به لولا أنّ السيّدة المذكورة كانت قد خرجت وقتها من المعادلة السياسية و لم يَعُد لها منصبا رسميّا في الدّولة الفرنسيّة.
و لأنه كان يسعى لنيل رضا رئيسه خوفا و طمعا، فإنه كان مستعدّا للذهاب بعيدا في السّخرية من المناضلة الحكيمة السيّدة دانيال ميتران.
هو و أمثاله لا يتجرّؤون إلاّ على ضعيف أو على من فقد سببا من أسباب القوّة... فتراهم يقفون مع القوي و إن كان ظالما ظلوما و لا ينتصرون للحق، و لا ينصرون ضعيفا و إن كان كلّ الحق و العدل معه.
هذا الشخص المحسوب، و يا للأسف، على أساتذة الحقوق في تونس، ظلّ صامتا صمت القبور هو و أمثاله من حماة الإنجاز البورقيبي ضدّ القوى الرجعية كما يتقوّلون دوما، و لم نرى منهم واحدا فقط تكلّم أو دافع عن أكثر امرأة تعرّضت للقدح المباشر و هتك العرض على مدى سنوات ما بعد الثورة، و كانت قبلها السيّدة الفاضلة و كانوا كلّهم و بلا استثناء، القادحين و الصامتين، يحلمون، فقط، بلقاها و نيل رضاها!!
إنّها السيدة ”ليلى بن علي” التي انهالت عليها الألسنة الحاقدة البغيضة بلا رحمة، ليس لأنّها نهبت البلاد، كما هو معروف، بل لأنّها امرأة تمسّكَ بها زوجها حتّى النهاية!!
نعم رفض زين العابدين بن علي تطليق زوجته عندما بدأت الثورة، رغم نصائح أكثر مقرّبيه عسى أن تهدأ الأوضاع الأمنية و تخفت المظاهرات، و حتى تبرد نار الثورة على السيّدة الأولى القويّة، المتهومة هي و عائلتها بنهب البلاد.
و لكنّ بن علي كان شهما رصينا و رفض بشدّة تطليقها أو محاكمتها و سجنها كما نصحوه، إذ ليس من الرّجولة و لا الشهامة أن يُضحّي ربّ الأسرة بزوجته و أمّ أولاده لينقذ نفسه وحده عندما يشتدّ الخطر و يُقارب قارب مُلكه على الغرق!!
(يتبع)
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟