أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السابع)














المزيد.....

عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السابع)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7351 - 2022 / 8 / 25 - 08:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كان الحسن الأول على علم بالخسائر المادية التي يمكن أن يتكبدهاالمغرب من خلال الامتثال للتوصيات الأوروبية؛ ألا وهي حرية تصدير المنتجات الضروريات الأساسية، إمكانية والحق الممنوح للأجانب لإجراء المعاملات العقارية، الحق في التنقل داخل البلاد.
بالإضافة إلى هذه الخسائر المادية، هناك مضاعفات نفسية وثقافية كانت لا تزال أكثر خطورة. يضاف إلى ذلك فساد موظفي الخدمة المدنية المغربية وظاهرة الحماية التي ستنتشر على نطاق واسع.
تواصل تلغيم وتقويض المجتمع من الداخل وتورطت الدولة في المديونية. ازدادت القبضة الخانقة لأوروبا على المخزن حدة وشدة.
كان السلطان محاصرا من جميع الجهات، وانتفض الرأي العام المغربي المختنق أكثر فأكثر بالضغط الأجنبي، واضطر الملك أن يأخذ بعين الاعتبار استياءه الواضح بشكل متزايد.
رغم هذه الحركة الداخلية والضغط الخارجي لم يترك الحسن الأول نفسه تخضع للغزاة الأوروبيين، ولا للرأي العام الداخلي الغاضب والمنهك. ويختصر العروي الوضع على النحو التالي: "لقد كان ملكًا عظيمًا على وجه التحديد لأنه لم يسمح لنفسه بالميل إلى هذا الجانب دون الجانب الآخر. وقف في وجه القوى الأجنبية مع الحفاظ على طاعة السكان، الشيءالذي تطلب منه الكثير من الجهد والحيلة والذكاء والمهارة. هذا ما رأيناه جيدا عندما اختفى عام 1894".
يشدد العروي على إرادة هذا الملك الذي حرص على الإصلاح دون مفاجأة العقليات. بعث بالطلبة ليتلقوا التكوين في اوروبا. فشل مسعاه إما بسبب مناورات القوى الأجنبية، أو بسبب الرفض القاطع للعلماء التقليديين.
بالنسبة للعروي، الحسن الأول هو الملك الذي فهم بشكل أفضل المغرب والمغاربة. فعل كل شيء من أجل أن يحافظ بلده على استقلاله ووحدته. كان في مستوى المسؤولية.
"وقف - يقول العروي - في وجه فرنسا وإسبانيا حمل لقبه كخليفة للغرب الإسلامي على محمل الجد، ونجح في أخذ مسافات من تركيا القومية الإسلامية".
كان شغله الشاغل هو الرغبة في تحقيق توازن بين الانفتاح على الدول الأجنبية والحفاظ على النظام الداخلي في سياق متغير وصعب. واعتبر العروي عهد الحسن الأول عصرا ذهبيا عندما كتب: "المؤرخ الناقد اليوم يمكن له بسهولة الكشف عن أن الإصلاحية السلطانية عانت بنفس القدر من تقاليد العلماء وكراهية الأجانب الطائشة والمبررة في ذات الوقت لدى الحشود القروية. اجتمعت هذه العناصر الثلاثة المتناقضة في القرن التاسع عشر القرن لتفرز إيديولوجيا تعبوية في خدمة الحركة الوطنية. كان هذا هو أصل اتحاد مقدس معين يجد الأجانب اليوم صعوبة في فهمه اليوم". هذا الاقتباس يكشف عن النهج التاريخي للعروي المؤرخ الذي يسعى وراء منطق الةقائع.
الحالة الثانية ذات البعد الديني والأهمية القصوى فتتعلق بمراحل أسلمة وتعريب شمال إفريقيا بشكل عام والمغرب بشكل خاص.
إذا حاول التمشي في الحالة الأولى أن يبين كيف تعامل العروي مع جنس السيرة الذاتية، فقد قارب المؤلف، في الحالة الثاتية، حركة جماعية. تم تقديم المغرب العربي كمساحة مفتوحة ولهذا، تم اختراقه من قبل العديد من المجموعات العرقية والثقافات و الحضارات لسنوات عديدة. تم إلحاقه بـالإسلام في القرن الثامن لكنه عرف منذ العصور القديمة ديانات وحضارات أخرى.
المزيج الحضاري كان في محله، لكن الركيزة الأساسية كانت أمازيغية. تم العثور على تدخلات في المعتقدات وفي الحياة اليومية للشعب. من الصعب ان نميز في هءا الأخير بين الدين والسحر. كان الأنسب عدم التكلم عن الدين مع الامازيغ بل الأفضل التحدث عن مواقف محددة تجاه المقدس. حاولت علاقتهم بالمقدس حل المشاكل الملموسة التي تطرأ في الحياة اليومية: الاستسقاء، كيفية علاج العقم عند المرأة، كيف يضمن الانتصار على عدو.
مثل هذه الظواهر سبق أن ذكرها هيرودوت في القرن الرابع القرن قبل الميلاد، وابن بطوطة في القرن الرابع عشر، وعلماء الأنثروبولوجيا في القرن العشرين. تداول هذا الموقف المقدس القديم لم يفقده الإسلام وهجه.
تكيف ذلك الموقف مع الدين الجديد في صورة "البركة" و"الزيارة" كمل ما يتصل بالزوايا والتبرك من الأولياء الصالحين. شدد العروي على استمرارية هذا الموقف العقلي تجاه المقدس القديم ورفض فكرة القطيعة. اعتنق سكان شمال إفريقيا الإسلام بهذه العقلية الموروثة. وتساءل: لماذا أثرت بعض الحضارات على البرابرة كما كان حال الحضارة الفينيقية البونية ولم تؤثر عليهم حضارات أخرى، مثل حالة الحضارة الرومانية؟
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خريبكة: اللجنة الوطنية لدعم سعيد عمارة تنظم وقفة احتجاجية تز ...
- جوينيي باتريك - ميشيل فوكو ومفهوم الابستيمي..
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السادس)
- متى يكف حميد المهدوي عن تناول الإشكاليات بنظرة سطحية؟ ازدراء ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الخامس)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الرابع)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر ،(الجزء الثالث)
- حميد المهدوي يستشهد ببيت شعري لحافظ إبراهيم وينسبه لإليا أبي ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثاني)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الأول)
- من وحي الذاكرة.. سائحة في قبضة أحابيل لغة العيون
- الحدود بين الفيلسوف والفنان من من منظور جيل دولوز
- لجنة دعم تنظيم المهرجانات السينمائية.. كيف سمح رئيسها وأعضاؤ ...
- نبيلة منيب: المدرسة العمومية وجهت إليها أسلحة الدمار الشامل
- فرانسيس فوكوياما: حرب بوتين على النظام الليبرالي
- اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي
- تونس: انتهاك الخصوصية كسلاح سياسي
- الإعلام الرقمي في المغرب.. الواقع والآفاق
- ما بعد تشريعيات 2022 بفرنسا: إيمانويل ماكرون يواصل مشاوراته ...
- بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى.. تقييم العلاقة التي أقامها أ ...


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السابع)