أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - العودة المستحيلة!














المزيد.....

العودة المستحيلة!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 7351 - 2022 / 8 / 25 - 02:34
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


قال لي: أنت أمام خيارين، الأول أن تعيش في وطنك الأم مصر، أخرس وأعمى وأصم، ترتعش من مرور ضابط أمن بجوارك، تخشى من صديقك أنْ يبلغ أو يرشد عنك، لأنك تختلف مع ديكتاتور البلاد ولصوص العصر، لا تستطيع أن تقرأ الفاتحة على قبر والدك وقبر والدتك، تعجز عن الاستمتاع بالأزرق الكبير الذي تعلمت فيه السباحة بالأنفوش منذ ستين عاما، تساهم في حشر رؤيتك عن هموم وطنك الأم. ليس لك كرامة وحق الصراخ فيما لا تتفق معه، وقيمتك كإنسان أقل من جيفة، ولا تقبل صحيفة محتضرة مقالا لك.
الخيار الثاني، أن تعيش خارج الوطن الأم، وتأتيك حقوقك من حيث لا تدري، وتساهم في بلورة رؤيتك في كل شيء، ولا أحد يسألك عن دينك أو الحزب الذي تنتمي إليه أو واسطتك التي تسهل لك الأمور، أو مئات من حقوق المغتربين التي تساوي آلاف المرات من حقوق المواطنة الأصلية التي أعطاك إياها مولدك!
وبعد خمسين عاما من هجرتي اخترت الكرامة في البُعد، وابتعدت عن الجُبن في القرب، فاستمرت كتاباتي وكانت حصيلة خسائري ومكاسبي سماوية المعنى، وليست أرضية تدوس عليها السلطة السياسية في بلدي الأم .
ومع ذلك فلم ينتقص غضبي وخياري هذا من محبتي لمصر وخوفي عليها من ولاد الكلب المستبدين واللصوص والفاسدين والمنافقين، ولم أنكر فضل من رحبوا بي في بلادهم وأعطوني ما لم أكن أحلم به.
لهذا لن أعود إلى مصر، وأعتذر لأمي وأبي لأنني لم أقرأ الفاتحة على قبريهما الطاهرين.
المحصلة أنني لم أخسر، وهجرتي ليست غُربة، وغُربتي أرضية فقط، وأصدقائي الافتراضيون منحوني، افتراضياً، ما عجز عنه أصدقائي الذين شاركوني المولد وتراب الأرض الذي قذفوه لاحقا في وجهي.
يسألونني: متي ستعود للوطن الأم؛ فأردّ عليهم: متي سيعود الوطن الأم لمهاجريه الذين هاجروا منه و.. لم يهجروه!
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 24 أغسطس 2022



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سقطنا فعلا أم نحن في طريق الهاوية؟
- صحفي إسرائيلي في مكة، رؤية مخالفة!
- الدستور غير المكتوب!
- لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!
- خجل أنا من إنسانيتي!
- أنا أعرف متى سأموت!
- في الطريق إلى مراجعاتي!
- ذكريات نافارونية!
- النضوج عشر سنوات في كل عام!
- لا تُحاكموا سيدة المترو!
- المرض أقوى من الموت!
- قبل أنْ تغادر الدنيا!
- لماذا لم تردّ على اتصالي؟
- لهذا لا أردّ إلا قليلا!
- السلفي فضيحة!
- هل تجوز التهنئة؟
- من أقوال طائر الشمال
- لماذا تعتبر المرأة المسلمة نفسها حيوانا؟
- لا فائدة في العلوم والثقافة والآداب والإنترنيت!
- العدالة لروح جوليو رجيني!


المزيد.....




- إسرائيل تلغي جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية قبي ...
- -البنتاغون- لـCNN: إرسال طائرات إضافية إلى الشرق الأوسط
- موسكو لواشنطن.. قوات كييف تقصف محطات الطاقة الروسية
- الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في رفح
- تصعيد روسي في خاركيف: هجمات جديدة تخلّف إصابات ودمارًا واسعً ...
- -صدمة الأربعاء-.. ترقب عالمي لرسوم ترامب الجمركية
- بيليفيلد يطيح بباير ليفركوزن من نصف نهائي كأس ألمانيا
- نتنياهو يعيد النظر بمرشحه لرئاسة الشاباك
- لوبان: الحكم الصادر بحقي مسيس
- خطة أوروبية لمواجهة الرسوم الجمركية


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - العودة المستحيلة!