أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية شناوة - دور العامل الثقافي في التحولات الاجتماعية














المزيد.....

دور العامل الثقافي في التحولات الاجتماعية


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7349 - 2022 / 8 / 23 - 00:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميع المجتمعات - بما فيها تلك التي توصف بالركود – هي في الحقيقة في صيرورة متواصلة. فالركود نسبي، كما هي وتيرة التطور متفاوتة، تسرع أحيانا وتبطئ أحيانا، وفي مجراها تحدث منعطفات، يكون بعضها مفصليا، قد يحرف مجرى التطور من اتجاه الى آخر، ويمكن ان يخلق تراتبية جديدة في مواقع الطبقات والفئات الأجتماعية من حيث دورها في تقرير مسار التوجهات الأجتماعية العامة.

وحين يصل التطور الاجتماعي الى طريق مسدود، ويبقى المجتمع طويلا، في حالة تشبه المراوحة في ذات المواقع، جراء استرخاء الفئات الحاكمة وأعتيادها أدارة البلاد بالطريقة التي تناسب مصالحها، دون مصالح عموم المجتمع، تتفاقم التناقضات، وتحدث الثورات وهي حالات غليان اجتماعي تتفجر إرتباطا بانعدام قدرة أوساط إجتماعية واسعة على تحمل مواصلة العيش بذات الظروف والتراتبية.

ويبقى التأثير الذي تحدثه تلك الهيجانات ((الثورات)) رهنا بعوامل ثقافية، أي بإدراك الفرد والجماعة لترابط المصالح مع الآخر والجماعات الأخرى. وفي الثورات غالبا ما يتوارى هذا الإدراك خلف ما تخلفه حالات الإحتقان التي أدت الى الثورة، ويبرز الى المقدمة سعي الجماعات الى فرض أجنداتها وفكرها وأيديولوجيتها على الآخرين بأدوات مختلفة، وبأساليب قد لا تستبعد العنف.

في أوقات الهيجان يغيب استيعاب ترابط المصالح، والقدرة على الحوار المجتمعي الثقافي - الآيديولوجي، ولا يبدأ من جديد إلا بعد فترات إستقرار قد لا تكون قصيرة، فترات تكفي لكي تتمكن خلالها الجماعات من أستخلاص دروس صائبة من تجاربها، وتصحيح تصوراتها، وتعديل مواقفها وإنضاج خطابها وأساليب عملها، بما يقلص مساحة الهوة التي تفصلها عن بعضها البعض، ويساعدها على التوصل الى تسويات بمديات قصيرة ومتوسطة، وبعيدة المدى. هنا لا نتحدث عن مراحل للثورة أنجزت، وأخرى في طور الإنتظار، بل عن الأستفادة من دروس الثورة، ومما فجرته من صراعات في تحفيز قدرة القوى الاجتماعية على مراجعة توجهاتها وتطوير وعيها ومواقفها.

ومعنى هذا أن الفشل في حل التناقضات الأجتماعية، سواء عبر التطور التدريجي أو الثورة، أو حتى الحرب الأهلية، يظل متمثلا في تدني الوعي الجمعي، وعجز مختلف مكونات المجتمع، وقواه المتنفذة على نحو خاص، عن التعرف الى قواسم مشتركة فيما بينها، واستمرار كل منها في التمترس في جزر تخيلية منعزلة، وأعتمادها نهج التنافس مع المكونات الأخرى، بدلا من إقرار الجميع بحقوق متساوية للجميع.

ودون الخروج من مستنقع تدني الوعي، وتخلفه عن الإرتقاء الى وعي المواطنة، تظل المجتمعات المعنية تعلق آمالاها على وهم ان تؤدي التضحيات المأساوية الجسيمة، المقدمة في الحراكات الثورية، الى اجتثاث الفساد والطغيان، ووضع المجتمع على طريق التطور والعدل والحرية والرفاه.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهة الإستنارة والموقف من الدين
- مآخذ الحسين على يزيد
- صراع الحيتان الإسلاموية الشيعية الحالي في العراق
- الديمقراطيات عرضة للإرتكاس
- بعض أسباب فشل التجربة القاسمية
- في رثاء تجربة إنسانية أكثر عدلا
- كردستان والعراق .. أية علاقة؟
- فانتازيا عاصي ومنصور الرحباني
- تنويريون يكيلون بمكيالين
- متحاربون تحت راية أيديولوجية واحدة ... ولكن
- هل الحوار المتمدن موقع يساري علماني حقا؟
- فضيحة الفقه الإسلامي الشيعي في السويد
- لسويد على أبواب الناتو .. هل سيتدعم أمنها أم سيضعف؟
- بوريس جونسن يحقق نجاحا واضحا في مهمته
- تحولات دراماتيكية في توجهات المجتمع السويدي
- صبيانية (( تنويريين ))
- مخاطر تهدد مستقبل المجتمعات العربية
- ثانية، عن خطأ بوتين الإستراتيجي القاتل
- أوكرانيا .. حرب رأسماليات متنافسة
- حرب أوكرانيا بددت أوهاما وخلقت أخرى


المزيد.....




- نتنياهو يعاود الحديث عن حرب القيامة والجبهات السبع ويحدد شرو ...
- وزير خارجية إسرائيل: الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين -خطأ جسيم ...
- معلقون يتفاعلون مع قرار حظر الإمارات التحدث باللهجة المحلية ...
- بوتين يعلن عن هدنة في شرق أوكرانيا بمناسبة عيد الفصح وزيلينس ...
- المحكمة العليا الأمريكية تقرر تعليق عمليات ترحيل مهاجرين فنز ...
- وزارة الدفاع الروسية تعلن عن عودة 246 جنديا من الأسر في عملي ...
- البحرية الجزائرية تجلي 3 بحارة بريطانيين من سفينتهم بعد تعرض ...
- الأمن التونسي يعلن عن أكبر عملية ضبط لمواد مخدرة في تاريخ ال ...
- -عملناها عالضيق وما عزمنا حدا-... سلاف فواخرجي ترد بعد تداول ...
- بغداد ودمشق.. علاقات بين التعاون والتحفظ


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية شناوة - دور العامل الثقافي في التحولات الاجتماعية