دلير زنكنة
الحوار المتمدن-العدد: 7348 - 2022 / 8 / 22 - 06:32
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
أوگسط نيمتز
ترجمة دلير زنگنة
أجبرت لحظة ترامب تلامذة ماركس و إنْگلسْ على إعادة قراءة كتاباتهم حول الظاهرة المعروفة باسم البونابرتية. بدا وصف ماركس الذي لا يقدر بثمن للأصل ، لويس نابليون بونابرت ،بانه "شخص سخيف متوسط المواهب" مناسبًا جدًا للرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة (نيمتز ، 2021). كان كتابيه "الصراع الطبقي في فرنسا" و "الثامن عشر من برومير" من النصوص الرئيسية التي يجب دراستها . بعد ما يقرب من أربعة عقود من كتابة تلك الكلاسيكيات ، رفعت الظاهرة البونابرتية رأسها القبيح مرة أخرى ولكن لا يوجد نص مماثل لماركس إنْگلسْ حولها. لهذا السبب إلى حد كبير ، فإن المسألة، والأهم من ذلك ، كيفية رد حزب ماركس ، تتم تجاهلها فعليًا من قبل الصديق والعدو على حد سواء في أي من السير الذاتية السياسية الرسمية لماركس و إنْگلسْ . الاستثناءات هي فصل هال درايپر ، "عن البولونجية: سياسة الطريق الثالث" (درايبر ، 1990 ، 204-237) ، والمعالجة الموجزة في كتابي لعام 2000 بعنوان ، ماركس و إنْگلسْ (نيمتز ، 2000 ، 273) .[1]
من عام 1887 إلى عام 1890 ، شكل الجنرال الفرنسي السابق جورج بولونجير {أو بولوونژيغ} تهديدًا حقيقيًا للجمهورية الثالثة - على الأقل هكذا اعتقد إنْگلسْ [2]. دفعه هذا للقيام بحملة لاقناع حزب العمال في فرنسا باخذ بولونجير بجدية، {هذه الحملة }موثقة في مراسلات إنْگلسْ المتاحة الآن بسهولة (MECW ، 2001 أ ، ب) .[3] كتاب قاموس مصطلحات Glossary هال درايپر الذي لا يقدر بثمن ، والمجلد المصاحب للتسلسل الزمني Chronology الذي لا غنى عنه - والذي بدونه لا يمكن إجراء دراسة جادة لسياسات ماركس و إنْگلسْ - بالإضافة إلى الفهارس الموجودة في كلا المجلدين ، تشير إلى المراسلات ذات الصلة [4].
كما كان صحيحًا في أزمتين سابقتين في تاريخ فرنسا ، ظهر "رجل على صهوة حصان" في نهاية ثمانينيات القرن التاسع عشر، هذه المرة مقابل الحصول على الجمهورية ، سيستعيد كرامة الأمة ، عن طريق وضع حد للفساد والجمود البرلماني ، وإعادة الألزاس واللورين ، التي كانت ألمانيا قد استولت عليها في الحرب الفرنسية البروسية ، إلى صاحبته الحقيقية {فرنسا}. هذا التناسخ الأخير للبونابرتية ، الذي كان لزعيقه الصاخب ، صدى عصري مزعج ، في شخص الجنرال بولونجير وزير الحرب الأسبق ، كما أدرك إنْگلسْ فورًا ، شكل تحديًا حقيقيًا لحزب العمال . "كفرد، الرجل ليس بالضرورة خطيرًا ولكن شعبيته بين الجماهير تدفع الجيش بأكمله إلى جانبه وهذا يشكل خطرًا كبيرًا" (MECW ، 2001a ، 223).
كان على إنْگلسْ أولاً إقناع الحزب ، ولا سيما پول لافارگ ، أحد قادته - وصهر ماركس - بأن تهديد ديكتاتورية بولونجير إما عن طريق الانتخابات أو الانقلاب"شكل آخر من أشكال البونابرتية " كان خطيرًا ، وإذا نجح فسيكون بمثابة نكسة كبيرة للقضية {الاشتراكية}(المرجع نفسه ، 197). سوف يتخلص من البرلمانية ، ويطهر القضاة بحجة الفساد ، ويؤسس حكومة قوية وبرلمانًا وهميًا ، ويسحق الماركسيين والبلانكيين والمحتملين Possibilists {تيار اصلاحي في الحركة الاشتراكية } جميعًا. وبعد ذلك ، ma belle France—tu l’as voulu ! [فرنسا الجميلة، لقد أردتها !] "(2001 أ ، 309). الشيوعيون ، إذن ، لا يمكن أن يكونوا غير مبالين بالتهديدات ضد الديمقراطية البرجوازية.
بينما شدد إنْگلسْ على أنه لا ينبغي للشيوعيين أن يحملوا اوهاما عن الجمهورية البرجوازية ، كان الدفاع عن الديمقراطية البرجوازية في مصلحة الحركة العمالية إلى حد كبير. إذا هُزم بولونجير ، "فإن الحريات التي حصل عليها الاشتراكيون بنضالهم لن يتم الحفاظ عليها فحسب ، بل ستتوسع تدريجياً ، حتى يكون حزبنا في وضع للقتال أفضل من اجل مبادئه ، من أي مكان آخر في القارة" (MECW ، 2001 أ ، 368) - 69). أكثر ما سعى إليه إنْگلسْ هو إقناع لافارگ بأن يرى أن البدائل أمام عمال فرنسا لم تكن ، كما صاغ بولونجير والراديكاليون (الحزب الليبرالي الفرنسي) ،اختيارًا بين "البونابرتية" و "البرلمانية". لقد فهم جيدًا عدم فعالية البديل الليبرالي ، أي المزيد من البرلمانية - الظاهرة التي كانت تدفع الطبقات الدنيا إلى أحضان بولونجير.
كان البديل "الثالث" هو البند الأساسي في البرنامج الشيوعي - العمل السياسي المستقل للطبقة العاملة. واعتبر أن على حزب العمال استخدام حملته الانتخابية لتحقيق هذه الغاية. يمكن أيضًا استخدام الانتخابات للمطالبة بتسليح الشعب ، "الضمان الوحيد ضد النزعات القيصرية عند الجنرالات" (MECW ، 2001 أ ، 85). مرة أخرى ، بعد بضعة أشهر: "ستكون الجمهورية دائمًا في خطر طالما أن الجندي لديه البندقية وليست لدى العامل" (المرجع نفسه ، 110).
انتهى تهديد بولونجير عندما فر من باريس لتجنب الاعتقال متجهًا إلى بروكسل في أبريل 1889 ، بسبب خرق قانون الانتخاب وهزيمة مناصريه في انتخابات سبتمبر. بعد ذلك بقليل اقدم على الانتحار.
بعد أشهر ، عندما علم أن حملة بولونجير تلقت تمويلًا سريًا من الحكومة الروسية (ليست المرة الأخيرة التي يتم فيها توجيه هذه التهمة) *، ذكّر إنْگلسْ لافارگ بمدى اقتراب حزب العمال من كارثة سياسية. "هنئ نفسك على قدرتك على المقاومة عندما اغروك البولونجيون" (MECW ، 2001b ، 30). إنْگلسْ كان لبقا، دفعت شعبية بولونجير بين العمال الباريسيين لافارگ إلى الاعتقاد بأن الحزب لديه مصلحة في دعمه. اعترض إنْگلسْ. أنقذ نصيحته الحكيمة لافارگ والحزب من خطأ غير مقصود. في السنوات اللاحقة ، استمر إنْگلسْ في توخي اليقظة ، حيث قدم نصائح لبقة ولكن مبدئية إلى لافارگ وزوجته لورا ، ابنة ماركس - التي كان لديه ثقة سياسية أكبر بها - حتى لا يفكر في النوم سياسيًا مع أي من بقايا البولونجيين.
باختصار ، قدم إنْگلسْ أول درس ماركسي ، تم تجاهله من قبل الحركات الماركسية ، حول كيفية محاربة ما كان الإصدار الأول لظاهرة من شأنها أن تلقي برأسها القبيح في القرن العشرين بشكل أكثر تقدمًا وخطورة - الفاشية [5] ، كما أوضح درايپر في نهاية حياته برصانة ، فإن رسائل إنْگلسْ "لها صدى مرير. لقد تردد صداها مع العديد من الموضوعات التي شلت الحركات الاشتراكية والحركات الشيوعية قبل استيلاء هتلر على السلطة. . . أكثر صلة بالتاريخ المأساوي للاشتراكية في يومنا هذا من عدة أطنان من الأعمال الماركسية "(درايپر ، 1990 ، 237). لا يزال هذا الكلام صحيحًا.
عندما ظهرت البونابرتية لأول مرة ، خلال ثورة 1848-1851 في فرنسا ، لم يكن حزب ماركس ، المنخرط بعمق في الاحداث الألمانية للربيع الأوروبي ، في وضع يسمح له بمعارضتها بشكل فعال. ومع ذلك ، بسبب الجهود الشاقة الصبورة في بناء الحزب في فرنسا وأماكن أخرى في أوروبا ، يمكن أن يكون إنْگلسْ ، بدون مساعدة شريكه المتوفى الآن ، مؤثرًا عندما ظهرت الطبعة الثانية من الظاهرة في شخص بولونجير. حله للمسألة، كان في بناء حزب الطبقة العاملة الذي كان يعمل كبديل للأحزاب الرأسمالية ، الليبرالية والرجعية على حد سواء ، له أهمية اكبر اليوم.
لاحظ أنه بالنسبة لإنْگلسْ أن يفعل ما فعل كان يعني أن يأخذ وقتًا ثمينًا بعيدًا عن إكمال وطباعة المجلدين الثاني والثالث من رأس المال ،و الذي إنتهى منه أخيرًا وقبل ستة أشهر من وفاته ،في عام 1894 - يمكن القول إنها ثاني أهم مساهمة له في مشروع ماركس ( الأولى ، الدعم المادي الذي قدمه للحفاظ على أسرة ماركس لتمكين نشر المجلد الأول في عام 1867). لا صحة ، إذن ، للتهمة المتكررة عن الحتمية الماركسية في مشروعه ومشروع شريكه. بالضبط لأنهم كانوا مقاتلين ، فهم يعرفون أفضل من أن يعتقدوا أن ما يسعون من اجل تحقيقه أمر محتوم. كان لا بد من فعل النضال حتى لو كان ذلك يعني تأخير العمل العلمي للحزب.
أوگسط نيمتز August Nimtz
قسم العلوم السياسية بجامعة مينيسوتا
[email protected]
[1] تمت كتابة هذا البحث قبل تذكر الفصل القيم لدرايپر.
[2] الدراسات الحديثة متفقة : Irvine، 1989.
[3] عندما تناولت هذه المشكلة ، كان علي الاعتماد على كتاب قديم نافذ الطبعات (مراسلات فريدريك إنْگلسْ و پول و لورا لافارگ).
[4] حول المراسلات ، يلاحظ درايپر أن "العديد من هذه الرسائل إلى لافارج ليست باقية (ربما دمرت) "(1986 ، 29 ؛ 1990 ، 217).
[5] انظر "مقدمة" ايرڤين عن الخصائص الفاشية البدائية للبولونجية (ايرڤين ، 1989).
* يقصد المؤلف اتهامات لحملة ترامب الرئاسية بتلقي اموال و مساعدات من روسيا- المترجم
الملاحظات بين القوسين {} من المترجم ، المترجم كما المفكر الماركسي الايراني الكردي الراحل أمير حسنپور لا يؤمن بقدسية و ثبات أية لغة و لذا استعمل حروف پ و ڤ و گ في الترجمة.
مراجع
Draper, Hal. 1986. The Marx–Engels Glossary. New York: Schocken Books.
______. 1990. Karl Marx’s Theory of Revolution. Volume IV: Critique of Other Socialisms.
New York: Monthly Review Press.
Irvine, William D. 1989. The Boulanger Affair Reconsidered. New York: Oxford. MECW. Marx, Karl, and Frederick Engels. 2001a. Collected Works of Karl Marx and
Frederick Engels. Volume 48: Engels, 1887–1889. New York: International Publishers. ———. 2001b. Collected Works of Karl Marx and Frederick Engels. Volume 49: Engels,
1890–1892. New York: International Publishers.
Nimtz, August. 2000. Marx and Engels: Their Contribution to the Democratic Breakthrough.
Albany, New York: SUNY Press.
———. 2021. “The Trump Moment: Why It Happened, Why We ‘Dodged the Bullet,’
and ‘What Is To Be Done?’” Legal Form. https://legalform.blog/2021/02/24/ the-trump-moment-why-it-happened-why-we-dodged-the-bullet-and-what-is-to -be-done-august-h-nimtz/
#دلير_زنكنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟