مروان حمود
الحوار المتمدن-العدد: 7348 - 2022 / 8 / 22 - 00:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في البداية لابد من سؤال/تساؤل، من هم "أتباع" مايسمى بالأقليات؟!، هل هم أحفاد أتباع الديانات والطوائف الأخرى غير السنية؟!، وهل الذين تعود جذورهم لأتباع الإسلام والمذهب السني حصرا هم أصحاب الحقوق الإنسانية الكاملة والآخرين دخلاء؟، منذ متى وكيف ولماذا تنشأ وتُبنى الأوطان على الإنتماء الديني!!. وبخصوص سوريا، والتي تعود نشأتها إلى ماقبل الآلهة والديانات وتوابعها (الطوائف والمذاهب واختلاف ممارسة "تأكيد" الإنتماء لها)، فهي ليست حصيلة الجمع الحسابي لعدد المعتقدات أونسبة أتباعها، إنما هي لكل قاطنيها الذين يعرًفون أنفسهم بالولاء لها، وأما إعتقاداتهم الدينية والطائفية فيجب أن تكون دستوريا وفعليا شؤونا فردية شخصية لادور لها بتعريف المواطنة وسِلًم الحقوق والواجبات.
لا العرب السنة أكثرية، ولا الكرد الإيزيديين أقلية، والبلد الذي يبنى على هذه الأسس لن يكون وطنا لأي من كتله القومية أو الدينية /الطائفية، بل سيكون أرضا تعيش عليها كائنات بشرية متنوعة بإنتماآتها وإحتياجاتها وأهوائها إلخ، أما الأوطان فعلى الولاء لهذا البلد أو ذاك، ضمن حدوده المعترف بها دوليا. عليه أرى بضرورة تغيير أي نظام يكرس هذه السلبيات والدستور الذي يحميها ويرسخ أكاذيب من وضعوه ليغيب الوطن والمواطنة والمؤسسات الحافظة والرقابية وكل أسس الدولة والإنتظام، وبالتالي الولاء له والتشارك بتنمية التعايش السلمي به، أي كل مايوطد إنسانية المواطن وأرضية المواطنة وماعليه من واجبات وحقوق.
بكل هذا وذاك تكمن ضرورات تغيير النظام والدستور في سوريا، فالإنتماءات المختلفة لن تكون منبع أمن وثراء مالم ينظمها دستور ويحققها نظام ومؤسسات ومواطن فاعل ومتفاعل ومراقب/محاسب رئيسي، بل ستكون (كما هو حاصل الآن) حُفَرِ بؤسٍٍ وإفقار.
*أبو فارس النمسوري*
#مروان_حمود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟